سورية

بازار أردوغان في مواجهة التحكم الروسي بمصير عفرين

| الوطن- وكالات

باتت موسكو قريبة من استعادة نفوذها على قسم من ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي رهنت نفسها بعد إطلاق عملية الرقة بالكامل للمحور الأميركي. ومنذ أن انتشرت القوات الروسية في كل من مطار منغ وداخل مدينة تل رفعت، أصبحت تتحكم بمصير منطقة الشهبا في ريف حلب الشمالي الغربي.
وتتمتع هذه المنطقة بأهمية استثنائية لأنها بمنزلة صلة الوصل بين مناطق سيطرة الميليشيات المنضوية تحت في غرفة عمليات «درع الفرات» المدعومة من أنقرة في شريط جرابلس إعزاز، والمناطق الشمالية من محافظة إدلب التي انتشرت فيها قوات مراقبة تركية بمؤازرة ميليشيات مسلحة، تدعمها المخابرات التركية. وبوصول القوات الروسية إلى مطار منغ ومدنية تل رفعت، باتت في وضع أفضل على الطاولة الثلاثية التي تضم روسيا، إيران وتركيا في أستانا، فيما يتعلق بمصير منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة «حماية الشعب»، التي تقود تحالف «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعوم من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن. هكذا بات الروس أسياد اللعبة حول عفرين، التي كان الرئيس التركي رجب طيب أدروغان قد اعتبرها الهدف التالي لسياسة بلاده بعد أن حققت عملية الجيش التركي في محافظة إدلب أهدافها. وبدا أن أردوغان يستعد لفتح بازار مع نظيرات بلاده في عملية أستانا، حول استكمال إنهاء «جبهة النصرة» في إدلب، مقابل تسليم أنقرة رأس «حماية الشعب» في الشهبا وعفرين.
وجاء الانتشار الروسي في هاتين المنطقتين ليعقد مهمة مبعوثي أردوغان في الاجتماعات التمهيدية للجولة السابعة لمحادثات أستانا.
في المقابل، أكدت مصادر من «قسد»، استمرار وجود مسلحي «حماية الشعب» وميليشيا «جيش الثوار» ضمن مطار منغ، نافية إمكانية تحوله إلى قاعدة روسية. واستبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجولة السابعة من مباحثات أستانا بالاتصال بنظيره التركي والتباحث معه بشأن الوضع في سورية.
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة الروسية هاتف بوتين أردوغان لتهنئته بالعيد الوطني لتركيا، حيث أكدا أيضاً «أهمية تكثيف الجهود لضمان مناطق تخفيف التوتر في سورية ومكافحة الإرهاب والدفع بعملية التسوية السياسية للأزمة فيها». وعلى الرغم من عوامل القلق التركي حيال تحركات الجيش الروسي في منطقتي عفرين والشهبا، إلا أن الأتراك أكثر تشككاً بالمواقف الغربية، وهم قلقون من دعم العواصم الغربية للميليشيات الكردية في المنطقة، كوسيلة لإعادة تركيا إلى بيت الطاعة الغربي، وضبط حركتها الإقليمية. وعبر أردوغان عن هذا المنطق عندما شدد أمس الأول على أن «الشعب التركي مصمم على تبوء المكانة الصحيحة في العالم الذي يعاد بناؤه». واتهم جهات بالسعي إلى عرقلة تطور بلاده، قائلاً: «المنزعجون من نهضة تركيا وصعودها يحاولون مع منظمات إرهابية جنباً إلى جنب قطع طريقنا» في غمز من قناة واشنطن التي توفر الدعم لـ«حماية الشعب» التي تعتبرها أنقرة امتداداً سورياً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية في محافظة إدلب بحسب وكالة «سانا» أن مسلحي «النصرة» يخزنون قذائف معبأة بمواد سامة في بلدتي غزلة معرة مصرين شمال مدينة إدلب بنحو 9 كم. ولفتت المصادر إلى أن قسماً من المواد السامة لدى مسلحي «النصرة» مصنع محلياً، أما القسم الآخر فهو مصنع في معامل خاصة يرجح أنها أميركية. ووفقاً لمعلومات مؤكدة بحوزة المصادر، فإن «التنظيمات الإرهابية في معرة مصرين يمكنها تصنيع صواريخ محلية مزودة بالمواد السامة يصل مداها حتى 15 كم»، وحذرت من تكرار مسلحي «النصرة» جرائمهم بحق المدنيين بوساطة المواد السامة ومحاولة اتهام الجيش السوري بهذه الجرائم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن