رياضة

قصة الدوري الكروي في السنوات الخمس الأخيرة…منافسات لاهبة بطموح مشترك للفوز

 ناصر النجار : 

تبدأ اليوم الجولة الأولى من منافسات الدور النهائي على بطولة الدوري في الموسم الخامس من نظام الدوري الذي حسم إما بمباراة أو عبر التجمع.
وقصة الدوري هذا الموسم لا تختلف كثيراً عن قصتها في المواسم السابقة، فالمنافسة تدور بين ثلاثة فرق كان لها الحظ الوافر باللقب في المواسم السابقة، المتغيرات هذا الموسم ليست بالكبيرة، وربما الدوري في دوره التمهيدي ونتائجه وأداء فرقه رسم معالم التجمع النهائي بطريقة غير مباشرة، فالوحدة والجيش بالقمة، والأدلة هنا كثيرة، والظروف تصب في بوتقتهما فالفريقان حازا الصدارة في مجموعتهما من دون أي عناء أو أي منافسة حقيقية من أي فريق، والفريقان شاركا في بطولة الاتحاد الآسيوي وهو أمر ساهم برفع مستوى اللاعبين وخبرتهم في المباريات، والفريقان من دون أدنى شك يضمان نخبة اللاعبين، لذلك من الطبيعي أن يدخلا التجمع اليوم وهما فرسا الرهان.
الوحدة يحمل لقب الدوري الماضي، والجيش يحمل لقب كأس الجمهورية، والمنافسة بين الفريقين محتدمة فإما يحافظ الوحدة على اللقب وبالتالي يخرج الجيش من المولد بلا حمص وإما الجيش يستعيد لقبه الذي ناله في الموسم قبل الماضي. الفريقان لم يلتقيا هذا الموسم إلا في مباراة نصف نهائي كأس الجمهورية وفاز بها الوحدة 2/1.

الوصيفان
الشرطة والمحافظة وصيفان، ولا شك أنهما منافسان مقتدران، ولديهما كامل الإمكانيات لقلب التوقعات وهما قادران على ذلك، لكن المشكلة لا تكمن بمواجهة الفريقين مع الجيش والوحدة بل بمواجهتهما لبقية الفرق، فالمحافظة (على سبيل المثال) كان ثالث الترتيب الموسم الماضي وتأخره عن البطولة جاء لأنه نال نقاط تمايز أقل والشرطة فاز على الجيش 1/صفر وتعادل مع الوحدة 2/2، لكنه «طبّ» في باقي مبارياته، من مثال الموسم الماضي ندرك أن عملية المنافسة هي عملية متوازنة، ولكي تحقق اللقب فعليك أن تنال من كل الفرق، وأن تلعب على النتائج لتكون بمصلحتك، وهذا ما يجب أن يفكر به فريقا المحافظة والشرطة في سعيهما لبلوغ اللقب.
المحافظة يطمح لنيل لقب أول بتاريخه هذا الموسم والشرطة يطمح لإضافة لقب ثالث في السنوات الخمس الأخيرة.

المهمة الصعبة
المجد ومصفاة بانياس ثالث المجموعتين ويحملان في جعبتهما نقطة تمايز تجعل موقفهما أكثر صعوبة من الفرق الأربعة الأخرى وبالمفهوم العام لعملية هذه النقاط فإن هذين الفريقين يدخلان التجمع خاسرين، ومهمتهما استعادة الفارق أولاً، ثم إحراز تقدم بالنقاط ثانياً، وهي بالطبع مهمة صعبة جداً لكنها غير مستحيلة.
المجد يملك الكثير من الأوراق القادرة على تقريب المسافات بين الفرق المتنافسة، أي إنه قادر على إيقاف الجيش والوحدة، لكنه قد يكون غير ذلك أمام الشرطة والمحافظة، والموضوع نفسي ليس أكثر.
على صعيد الإمكانيات، فإدارة النادي قدمت لفريق رجالها ما يوازي الذي قدمته الفرق الكبيرة، ولم تبخل عليه بالمصروف والنفقات والتجهيزات والعقود والرواتب، والفريق بعيد كل البعد عن مشاكل النادي الاستثمارية، لذلك لا عذر للفريق وهو يضم نجوماً مخضرمين وهدافين ومواهب شابة أن يظهر بأقل من غيره، وإن خسر الدوري لفارق نقطتي التمايز نعذره، وإلا فالعذر غير مقبول.
أما مصفاة بانياس فأمره إلى الله، وعذره منذ الآن مقبول وخصوصاً أنه يدخل الدوري بلا مدربه، المشغول مع منتخب الشباب، وربما أشرف الشمالي على الفريق من مبدأ وجوده بدمشق فمنحه بعض المعلومات والتوجيهات ورفع روحه المعنوية.
بكل الأحوال حدود مصفاة بانياس الوصول إلى الأدوار النهائية، وهنا نجد أن مهمة الفريق انتهت، فالموسم الماضي جاء خامساً والذي قبله رابعاً وأخيراً، والذي قبله سادساً وأخيراً.
فريق مصفاة بانياس بصم دائماً في الأدوار الأولى، لكنه لم يظهر في النهائي ولعل هناك أسباباً غير معلنة عن ذلك!

للتذكير
لأننا نمضي في استعراض الموسم من باب العناوين فقط، فإن التفوق في المجموعة الأولى كان لمصلحة الجيش من دون أي خسارة وجاء الشرطة ثانياً بخسارة وحيدة أمام المجد، والتنافس على أشده كان بين باقي الفرق على المركز الثالث فناله المجد وجاء الطليعة رابعاً والوثبة خامساً وتشرين سادساً، والاتحاد سابعاً، وفي المركزين الأخيرين فريقا الجزيرة وجبلة، والمفترض أن يهبطا للدرجة الثانية، لكن لاتحاد الكرة كان هناك رأي آخر.
وتصدر الوحدة المجموعة الثانية بفارق مريح وجاء المحافظة ثانياً والمنافسة كانت على أشدها على المركز الثالث الذي حققه فريق مصفاة بانياس وجاء الفتوة رابعاً يليه النواعير والنضال والكرامة، وفي المركزين الأخيرين جاء الجهاد وحطين.
ونال فريقا الوحدة والجيش ثلاث نقاط تمايز لكونهما احتلا الصدارة، على حين نال الشرطة والمحافظة نقطتي تمايز لكونهما الوصفين، ونال فريقا المجد ومصفاة بانياس نقطة واحدة لأنهما جاءا بالمركز الثالث، وستحمل هذه الفرق نقاطها إلى مباريات التجمع النهائي.

ديربي ساخن
المباراة الأولى التي ستجري اليوم ستجمع فريقي الوحدة والمحافظة على ملعب تشرين في الخامسة والربع عصراً.
ولا شك فيه أن مباراة الافتتاح هذه ستعطي ملامح المنافسة وخصوصاً بالنسبة إلى فريق المحافظة المتأخر عن الوحدة بفارق نقطة واحدة، عندما يدخل المحافظة المباراة يدرك أنه يواجه خصماً من الممكن الإيقاع به، وخصوصاً أنه فعل ذلك بذهاب الدوري عندما فاجأ الجميع بالفوز 2/صفر، وكان الوحدة يرمي الفرق يمنة ويسرة، وكانت الخسارة هذه وهي الوحيدة للوحدة، بمنزلة الصحوة التي أعادت الفريق لمساره الصحيح ونبهته من خطورة المفاجآت.
بالطبع الوحدة رد اعتباره بالإياب بالفوز 1/صفر، إلا أنها ليست مقياساً لأن الفريقين لعباها من دون منافسة من باب تحصيل الحاصل.
في العموم على الوحدة أن يدرك أن المحافظة ليس بالفريق السهل وله مطامع كثيرة ولابد من الحذر الشديد في لقائه.
وعلى المحافظة أن يعرف أن خسارته لهذه المباراة ستضعف آماله باللقب لأنها ستوسع الفارق إلى أربع نقاط، أما التعادل فسيكون من مصلحة بقية الفرق.
رد الاعتبار
يمكن للمجد أن يرد اعتباره من الجيش وتكون بمنزلة الرد صاع صاعين إن تمكن من الفوز عليه بالمباراة التي ستجمعهما على ملعب الفيحاء بالتوقيت ذاته (5,15).
وبذلك يضرب المجد أكثر من عصفور بحجر واحد، فيعوض خسارتيه هذا الموسم ذهاباً وإياباً (صفر/1 وصفر/2) ويقلص فارق النقاط بل يتقدم على الجيش، وثالثاً يمنحه هذا الفوز روحاً معنوية ستكون كافية لمواصلة المشوار من الباب العالي.
يملك المجد الكثير من الأوراق الرابحة في طليعتها هدافه المخضرم رجا رافع وهو القادر على صنع الفارق إن تخلص من الرقابة وإن تعاون معه زملاؤه بالشكل المطلوب.
فريق الجيش القادم لاسترداد لقبه الذي ضاع منه الموسم الماضي بمباراة فاصلة، ولتعويض خسارته نصف نهائي الكأس لا يجد بديلاً من الفوز، ومن دونه ستضعف مهمته في إيجاد موطئ قدم له في مسابقة الاتحاد الآسيوي، واستحواذ لقب محلي بعد أن فقد لقب الكأس لمصلحة الوحدة.
قد لا يملك الجيش هدافاً من طراز رجا رافع، لكنه يملك دفاعاً من الصعب اختراقه، وفريقاً يؤمن بالعمل الجماعي كمفتاح الفوز في المباريات.
مع قناعتنا بصعوبة المباراة على الفريقين إلا أن ميزان كرة القدم يصب بمصلحة الجيش، وغير ذلك هنيئاً للمجد.

الحذر الشديد
ثالثة المباريات مسرحها ملعب المحافظة وتجمع الشرطة مع مصفاة بانياس، وقد تكون أقل إثارة من سابقتيها.
ورغم أن الأخبار الواردة من فريق مصفاة بانياس غير سارة إلا أن ذلك لا يجعل فريق الشرطة يضع يديه وقدميه بالماء البارد، ففريق مصفاة بانياس عودنا أن يدخل الدوري بأخبار غير سارة، ثم نجده نمراً في الملعب، وقد تكون هذه سياسة نفسية تنتهجها إدارة الفريق.
وبالمحصلة العامة فإن ما قدمه الشرطة هذا الموسم من أداء وثبات بالمستوى، ولاعبين صار يحسب لهم ألف حساب، فإن الكفة بلا شك ستميل إليهم، وفي المفهوم العام: يجب أن تكون هذه المباراة مضمونة للشرطة إن أراد أن يُبقي طموحه على المنافسة قائماً.
كل المباريات التي جمعت الشرطة ومصفاة بانياس كانت لمصلحة الشرطة، وقليل منها انتهى إلى التعادل، وآخرها التعادل السلبي الذي وقع في مباريات تجمع الموسم الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن