الجبوري يدعو إلى تطبيق قانون الحشد الشعبي .. بارزاني يتخلى عن منصبه تاركاً مهمة المصالحة مع بغداد لابن شقيقه
غادر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني منصبه أمس الأربعاء تاركاً لابن شقيقه مهمة المصالحة مع الحكومة المركزية في بغداد ومع الدول المجاورة ومع أحزاب كردية منافسة بعد إخفاق استفتاء على الاستقلال.
وقال مسؤولون أكراد إن نيجيرفان بارزاني الذي تولى منصب رئيس الوزراء أصبح الآن الشخصية الرئيسية الممثلة للسلطة في إدارة الإقليم الكردي المتمتع بالحكم الذاتي في أعقاب تخلي عمه عن الرئاسة.
وبدوره قال هوشيار زيباري وزير الخارجية السابق للعراق ويعمل الآن مستشاراً لحكومة كردستان العراق: «رئيس الوزراء سيصبح الشخصية الرئيسية خلال هذه الفترة الانتقالية».
وينظر لنيجيرفان (51 عاماً)، الذي عمل رئيساً للوزراء على امتداد الفترة من 2006 باستثناء ثلاث سنوات، في أوساط السياسة الكردية باعتباره شخصية أقل إثارة للاستقطاب ويقيم علاقات أكثر ودية من عمه مع الأحزاب الكردية الأخرى.
وتربط نيجيرفان برزاني كذلك علاقات طيبة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أيد بغداد في خلاف الحكومة المركزية مع الأكراد منذ الاستفتاء.
وصوت البرلمان الكردي الأحد لصالح تقسيم سلطات الرئيس بين البرلمان والسلطة القضائية والحكومة حتى إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التالية. وكان من المقرر إجراء الانتخابات في الأول من تشرين الثاني «أمس» لكنها تأجلت الشهر الماضي إلى العام المقبل.
وقبل الاستفتاء، كان ينظر لمسرور ابن مسعود بارزاني باعتباره الخليفة المتوقع لوالده لكنه تضرر من مساندته للاستفتاء الذي وتر العلاقات مع بغداد ومع القوى الإقليمية التي عارضته.
وأشادت الولايات المتحدة بمسعود بارزاني الإثنين للتخلي عن منصبه وقالت: إنها ستتعامل مع نيجيرفان بارزاني ونائبه قوباد طالباني العضو في فصيل سياسي منافس.
وتحدث بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني كذلك مع نيجيرفان الإثنين لتشجيع الحوار مع بغداد. واجتمع نيجيرفان كذلك مع سفيري فرنسا وألمانيا لدى العراق الثلاثاء.
وقال مسؤولون حكوميون: إن مسعود بارزاني، رغم تخليه عن الرئاسة، لن يترك العمل العام.
وقال في خطابه الذي أذاعه التلفزيون الأحد وأعلن فيه إنهاء رئاسته أنه سيظل «بشمركة» أي مقاتلاً كردياً وسيواصل كفاحه من أجل تحقيق حلم الأكراد بالاستقلال. وسيظل كذلك رئيساً للحزب الحاكم وعضواً في المجلس السياسي الأعلى وهو هيئة غير حكومية ظهرت بعد الاستفتاء.
وكشف استفتاء على الاستقلال أجري يوم 25 أيلول ورد الحكومة عليه انقسامات كبيرة بين الأكراد. فاتهم مسعود بارزاني خلال خطاب تنحيه منافسيه «بالخيانة العظمى» لتسليمهم الأراضي دون قتال.
وفي سياق آخر دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، إلى تطبيق قانون الحشد الشعبي الذي يميز بين الممارسة السياسية والعسكرية، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية.
وعبر الجبوري عن خشيته من «وجود أطراف تستخدم السلاح من أجل التأثير على إرادة المواطنين في الانتخابات المقبلة»، مشدداً على «أن الأذرع المسلحة لا يمكن أن تشارك في الانتخابات حتى لا تفرض وجودها السياسي بقوة السلاح»، ومشيداً في نفس الوقت بالجهود المبذولة من قبل الحشد في التحرير.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن الثلاثاء تحديد موعد إجراء الانتخابات البرلمانية في 15 أيار المقبل، علماً أن الموعد سيثبت رسمياً بعد تصديق مجلس النواب عليه.
رويترز- روسيا اليوم