سورية

عبد اللهيان: سياسة «متشددي» الرياض تجر المنطقة إلى الصراع…طهران توجه رسائل طمأنة لدول الخليج العربي وتؤكد تواصل الدعم لسورية بكل قوة وحزم

حاول مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان طمأنة دول الخليج بأن بلاده لا تعقد صفقات مع أي جهة خارجية على حساب قضايا دول المنطقة لأن هذه القضايا تخص أبناء المنطقة وتتم معالجتها فيها، مؤكداً أن إيران تنتهج سياسة «واضحة وشفافة».
تصريحات عبد اللهيان جاءت في حوار صحفي نشر أمس، بالترافق مع بدء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جولة إقليمية تقوده إلى الكويت وقطر والعراق، حيث أوضح عبد اللهيان أن الجولة تأتي كـ «خطوة لتنمية العلاقات في ظل المناخ الجديد» الذي أفرزه توقيع الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية. وأكد استعداد إيران للتعاون مع دول المنطقة في جميع الملفات ضمن أجواء من الثقة والانسجام.
وقال: إن «إيران أوضحت في أكثر من مرة، وخاصة لدول الخليج التي اتخذت موقفاً سلبياً من المفاوضات الإيرانية مع السداسية الدولية وحاولت عرقلتها، أن إيران تتفاوض فقط حول الملف النووي الإيراني السلمي ولا تتفاوض مع أميركا حول أي ملف إقليمي». وكشف أن وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل أعرب لنظيره الأميركي جون كيري في لقاء جمعهما في العاصمة النمساوية فيينا خلال المفاوضات بين إيران والسداسية العام الماضي، عن قلقه من سرعة المفاوضات، ما أدى إلي إبطائها في تلك المرحلة.
وأسف الدبلوماسي الإيراني لأن السعودية «رجحت كفة الحرب على السلام والعمل العسكري على العمل السياسي». واستطرد موضحاً: «أكدنا مراراً أن أمن المنطقة بما فيها السعودية هو من أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن سياسة بعض المتشددين داخل (الحكومة) السعودية اليوم تجر المنطقة إلى الصراع وزعزعة الأمن والاستقرار، والدليل سلوك السعودية في البحرين واليمن ودورها السلبي تجاه قضايا المنطقة مثل العراق وسورية ولبنان». وأضاف: «لذلك أؤكد لكم أننا نرحب بالحوار مع السعودية ونأمل في أن تتخلى في أسرع وقت عن سياسة الحروب فهي سياسة خاطئة تماماً، وهو خطأ إستراتيجي كبير في منطقة حساسة ومتأزمة كمنطقتنا».
في المقابل، شدد عبد اللهيان على تمسك بلاده بدعمها لمحور المقاومة لكونها أحد أركانه، مبيناً أن إيران تعلن بكل فخر أنها منعت الإرهابيين من إسقاط الرئيس بشار الأسد، وأضاف: «يسود اليوم هاجس كبير في أوروبا والمنطقة من أنه في حال سقوط الرئيس بشار الأسد فإن الإرهابيين سيكونون البديل وسيحكمون البلاد، وهذا الواقع في سورية بات واضحاً للجميع». ولفت إلى دعم طهران للحكومة السورية في مواجهة ومكافحة الإرهاب، كما أكد أن بلاده لديها «علاقات مع المجموعات السورية المعارضة التي تؤمن بالعمل السياسي وتدعم العملية السياسية في سورية».
من بيروت شدد السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي على أهمية التعاون بين دول المنطقة لمواجهة خطرين أساسيين يهددان المنطقة هما الكيان الصهيوني والإرهاب والجماعات الإرهابية التكفيرية.
وأكد فتحعلي في تصريح له أن الاتفاق النووي بين الدول الغربية الست وإيران سيكون في خدمة السلام في المنطقة، معرباً عن أمله في انعكاس الاتفاق على عدد من القضايا العالقة في المنطقة. وأشار إلى وجوب الاستفادة من الاتفاق النووي وإرساء مناخات التهدئة في كل القضايا اللبنانية والإقليمية، مبيناً أن أي شرخ في العلاقات بين دول المنطقة سيستفيد منه كيان الاحتلال الإسرائيلي.
(سانا – إرنا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن