سورية

الجيش يقترب من إعلان حيي النشوة الشرقية والنشوة الغربية بالحسكة منطقتين آمنتين…«الموت الفيزيائي» ينتظر إرهابيي الزبداني وتقارير عن رفض الجيش انسحابهم مع السلاح

 دمشق – ثائر العجلاني – محافظات – وكالات : 

مع انسداد الأفق أمام من تبقى من الإرهابيين الذين يتحصنون في مدينة الزبداني، تسربت أنباء عن رفض الجيش العربي السوري توفير انسحاب آمن لهؤلاء الإرهابيين إلى خارج المدينة ما لم يسلموا كامل عتادهم.
ومن علائم إحساس الإرهابيين بالطريق المسدود تزايد الانشقاقات بينهم، وانضمام المنشقين مع أسلحتهم إلى صفوف الجيش للقتال ضد أولئك الإرهابيين. ووقع من بين المنشقين خلال قتالهم إلى جانب الجيش 15 شهيداً، منهم: (طارق الزين – علي مراد – أكرم الحوراني – منير الآغا – عبد اللـه رحمة).
تأتي هذه الانشقاقات بعد سلسلة إخفاقات منيت بها المجموعات الإرهابية المسلحة إثر محاولاتها المتكررة إيقاف تقدم الجيش والمقاومة اللبنانية. هذه المجموعات فشلت حتى الآن بعرقلة تنفيذ المخطط الذي تنحته القوات المشتركة على جبهة الزبداني؛ فبعد السيطرة على سهل الزبداني والاستمرار بقضم الجغرافيا بخطا ثابتة، سيطر الجيش على ساحة المرجان وفجر ثلاثة أنفاق الأول قرب طلعة الوزير والاثنان الباقيان عبارة عن (فروع) لهذا النفق تصل بين مضايا وبقين. وبالتالي فإن الجيش والمقاومة اللبنانية باتا تفرضان طوقاً مطبقاً على مدينة الزبداني، ما يوحي أن المعركة تتجه لسيناريو مشابه للمليحة ويبرود في ريف دمشق وفي محافظة حمص القديمة، أي تطويق المسلحين وقطع خطوط الإمداد من غذاء وذخيرة، وهو ما أطلق عليه مصدر ميداني بالموت الفيزيائي الذي ستمنى به حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«جبهة النصرة» في الزبداني. وفي هذا السياق تسربت أنباء عن خطة لانسحاب المسلحين من المدنية الواقعة في القلمون على الحدود مع لبنان، شبيهة بما جرى في حمص القديمة. وبحسب تقارير في الصحافة البريطانية فإن هناك رفضاً من قبل الجيش لانسحابهم مع أسلحتهم، وإصراراً على أن يتم الانسحاب بعد تسليم سلاحهم.
وفي الغضون أكد مصدر عسكري، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، أن سلاح الجو دمر أوكاراً للتنظيمات الإرهابية في خربة خمام ومرطبية وقمة حليمة في جبال القلمون.
إلى الريف الأقرب حيث التوتر الأمني يخيم على مدينة التل وبلدة قدسيا بريف دمشق فطريق مدينة التل مغلق منذ ثلاثة أيام إثر اختفاء ثلاثة جنود من الجيش العربي السوري حسب ناشطين، وطريق قدسيا مغلق أيضاً إثر اختفاء عسكري من الجيش. وبحسب مراسل «الوطن» فإن الطريق مقطوع إلى مدينة التل (تل منين) فيما يشهد طريق ضاحية البعث معربا وهو الطريق الذي يسلك بدلاً من أوتستراد حرستا يشهد حركة روتينية.
من جهة أخرى نشرت ميليشيا «فيلق الرحمن» فيديو، قالت: إنه لسيطرة عناصرها على وحدة مياه في حي جوبر، لكن ناشطين معارضين قللوا من أهمية الموضوع واعتبروا أن «الفيلق» يعتمد في تصدير أخباره دعاية إعلامية مبالغاً بها، لافتين إلى أن قوات الجيش كانت قد أخلت المبنى منذ عدة أشهر. وسمع أمس الأول صوت عنيف في شرق العاصمة ناتج عن قيام الجيش بنسف بناء يتحصن به مسلحو ميليشيا «فيلق الرحمن» جنوب حي جوبر. وتمت عملية النسف ولأول مرة، من فوق الأرض ومن دون نفق، وذلك برماية نارية معدلة بخبرات هندسية سورية من بناء لا يبعد عن الهدف سوى أمتار.
في محافظة درعا سقط قتلى ومصابون بين صفوف التنظيمات الإرهابية في عملية نوعية للجيش ضد مواقعهم في بلدة صيدا، التي تعد نقطة وصل وإمداد المرتزقة بالسلاح المتطور القادم من الأردن بين قرى أم المياذن والغارية الشرقية والغربية، حسبما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري، الذي لفت إلى أن وحدة من الجيش دمرت آلية مزودة برشاش بعد رصدها لتحرك عدد من الإرهابيين المنتمي أغلبهم لـ«جبهة النصرة» شرق بلدة طيسيا القريبة من الحدود الأردنية. وأوضح أن وحدات من الجيش واصلت عملياتها ضد تجمعات مسلحي «جبهة النصرة» وغيرها من التنظيمات الإرهابية «وقضت على العديد من أفراده ودمرت أوكارهم بما فيها من أسلحة وذخيرة في مدينة طفس وبلدة مزيريب» بالريف الشمالي الغربي.
وأشار مصدر عسكري إلى أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة دمرت راجمة صواريخ للتنظيمات الإرهابية وقضت على طاقمها تحت جسر صيدا، وذلك في حين قضت وحدة أخرى في عملية نوعية على مجموعة إرهابية بكامل أفرادها ودمرت عتادهم غرب تل الشيخ حسن القريب من الحدود الإدارية بين درعا والسويداء.
واعترفت التنظيمات الإرهابية التكفيرية عبر صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بتلقيها ضربات قاصمة خلال اليومين الماضيين ومقتل عدد كبير من متزعميها من بينهم من سمته متزعم «لواء فلوجة حوران» زكريا العبود.
في الريف الشمالي للقنيطرة، أكد مصدر عسكري مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين خلال عمليات مكثفة للجيش على تجمعاتهم ومواقعهم بقريتي طرنجة وجباتا الخشب. ومن بين قتلى الإرهابيين (حسام ليلا ومحمد علاء الدين) من متزعمي جبهة النصرة. كما سقط قتلى ومصابون بين صفوف مسلحي الجبهة قرب مفرق قريتي سحيتا والصمدانية الغربية بالريف الشرقي للمحافظة.
في هذه الأثناء، حققت وحدات الجيش العاملة في الحسكة بالتعاون مع القوى الوطنية المؤازرة تقدماً كبيراً في ملاحقة مسلحي تنظيم داعش في حيي النشوة الشرقية والنشوة الغربية لتصبح قاب قوسين أو أدنى من إعلان الحيين منطقتين آمنتين خاليتين من أي وجود للإرهابيين التكفيريين.
ونقلت «سانا» عن مصادر ميدانية أن وحدات الجيش «أحرزت تقدماً جديداً باتجاه كتل الأبنية الأخيرة لحي النشوة الشرقية حيث سيطرت على مركز استلام الحبوب ومجمع المدارس المشرف على دوار الكهرباء».
ولفتت المصادر إلى دحر داعش من مساحات كبيرة على المحور الواصل بين دواري الباسل والبانوراما من الجهة الشرقية وتكبيدهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. وأشارت إلى أن القوات المرابطة في حي النشوة الغربية سيطرت على دوار الشريعة وعدد من كتل الأبنية ودوار شركة الكهرباء وتواصل تقدمها باتجاه مشفى الأطفال وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بعد القضاء على عشرات الإرهابيين وتدمير أوكارهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن