تظاهرة في منبج ضد «قسد».. وأردوغان: واشنطن إرهابية! .. «النصرة» تعقّد ملف إدلب بتشكيل «حكومة إنقاذ»!
| الوطن – وكالات
شكل تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ما سمي «حكومة إنقاذ» في محاولة «لاستباق التنفيذ الجدي لاتفاق إدلب»، في وقت كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصعّد الخلاف مع واشنطن، معتبراً أن الأخيرة «إرهابية» لدعمها «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، على حين كان أهالي مدينة منبج بريف حلب الشمالي يتظاهرون تنديداً بإقرار «قسد» التجنيد الإجباري. وبعد مؤتمر نظمته ما يسمى «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر الواجهة الحالية لـ«النصرة»، الخميس الماضي في معبر باب الهوى بريف إدلب، تم الإعلان عن تشكيل «حكومة إنقاذ، والخروج بجدول المهام التي ستعمل عليه الحكومة» وفق مواقع الكترونية معارضة.
جاء تشكيل «الإنقاذ» عقب إطلاق مبادرة من قبل «النصرة» لتشكيل إدارة مدنيّة لمناطق الشمال السوري، حيث تشكلت «الإنقاذ» من 11 وزيراً برئاسة محمد الشيخ، الأمر الذي اعتبره العقيد الفار مؤسس ميليشيا «الجيش الحر» وعضو الهيئة التأسيسية للمؤتمر، رياض الأسعد، «مشروعاً لسورية وليس لإدلب وسينقذ المنطقة» على حد زعمه.
ويرى مراقبون، أنه بتشكيل «الإنقاذ» باتت مناطق الشمال تخضع لصراع زعامة بين «واجهتين سياسيتين» ولاسيما بوجود ما يسمى «الحكومة المؤقتة» التي تتبع للائتلاف المعارض، ما سيعني لاحقاً المزيد من التعقيد حول ملف منطقة شمال غرب سورية.
ويزيد التعقيد وفق المراقبين، أن اتفاقات المصالحة التي نجحت الدولة السورية بتطبيقها حولت الكثير من المسلحين متعددي الانتماءات إلى إدلب وريفها ما يعني أن المنطقة باتت خليطاً من الأيديولوجيات لكن السيطرة العلنية لـ«النصرة».
وليس ذلك فحسب إنما أيضاً حالة التزاوج الحاصلة بين الجيش التركي الذي يتوغل في إدلب و«النصرة» رغم أن اتفاق «تخفيف التوتر» في إدلب يؤكد ضرورة اجتثاث التنظيم الإرهابي منها، وفي هذا الشأن يمكن اعتبار «الإنقاذ» محاولة لتعويم «النصرة» قبل أن تعود تركيا إلى رشدها وتنفذ اتفاق إدلب كاملاً، بحسب المراقبين.
ويوم أمس قتلِ أحد مسؤولي «النصرة»، المدعو صفوان بريشو مع 4 من مرافقيه، إثر استهدافهم من قبل مسلَّحين مجهولين على طريق أريحا – نحليا في ريف إدلب الجنوبي، في استمرار لحالات القتل المجهولة التي تشهدها إدلب.
إلى ريف حلب الشمالي، حيث تظاهر عشرات الأشخاص من أهالي مدينة منبج تنديدا بإقرار « قسد» قانون «التجنيد الإجباري».
وذكرت مواقع معارضة أن التظاهرة نظمت بعد اجتماع بين «المجلس التشريعي» التابع لـ«قسد» وشيوخ العشائر التي صوتت للقرار باستثناء أحد وجهاء عشيرة البوسلطان الملقب «أبو خلف» أكبر عشائر منبج، حيث اعتقل لمعارضته القرار، وطالبت التظاهرة التي خرجت الجمعة وشارك فيها نحو 150 شخصاً، على الأطراف الشرقية لمدينة منبج قرب بلدة تل الياسطي، بالإفراج عن «أبو خلف».
وأوضح بيان «المجلس التشريعي» لـ«قسد» المصادق على قانون «الدفاع الذاتي»، وفق المواقع، أنهم ناقشوا وصوتوا على 30 مادة في القانون بعد شرحها من قبل الرئيس المشترك لـ«لجنة الدفاع» المدعو قاسم رمو، على حين لفتت المواقع إلى أن تنفيذ القرار سيبدأ مطلع العام القادم.
وشهدت مناطق سيطرة «قسد» مؤخراً اعتقالات بالجملة للشبان بتهمة التخلف عن «التجنيد الإجباري»، على حين طالب «المكتب العسكري في منبج وريفها» التابع لميليشيا «الجيش الحر»، أهالي المدينة بالوقوف ضد مشروع التجنيد الإجباري.
إلى تركيا فقد رفع أردوغان من سقف تصريحاته ضد واشنطن واتهمها بأنها «إرهابية»، وذلك في كلمة ألقاها أمام حشد جماهيري في ولاية «مانيسا» غربي تركيا الجمعة ونقلتها وكالة «الأناضول». وقال أردوغان: إن «العديد من الأماكن في العراق وسورية تشكل بؤراً للإرهاب، وعلينا تحييد التهديدات الإرهابية الموجهة لبلادنا من مصدرها، ولسنا مضطرين لأخذ إذن من أحد لتحقيق ذلك».
وأضاف: «أقول للذين يظنون أنهم أشغلونا بقولهم نحن حلفاء ونحن شركاء إستراتيجيون، أن كل من يقف بجانب الإرهابيين فهو إرهابي»، في إشارة إلى الدعم الأميركي لـ«قسد» حيث تعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد» تنظيماً إرهابياً.
بدوره، بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنه أبلغ نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، هاتفياً أن وجود المعارض التركي فتح اللـه غولن في الولايات المتحدة، وتسليح واشنطن لتنظيم «ب ي د» بسورية، يؤثّران على العلاقات الثنائية.