في خفايا وخبايا آل سعود … الجهود منصبة على التغيير القادم في الشرق الأوسط وعقد القران بين الكيان الصهيوني والسعودية
| شمس الدين العجلاني
تأخرنا في الحديث عن آلامنا ومآسينا.. تأخرنا في كشف اللثام عن خفايا آل سعود إلى أن وقع «الفاس على الراس»، فبدأنا بنشر الغسيل الوسخ عن آل سعود ومن لف حولهم.. في القصص والسير المخفية عن عيون البعض، قد يطول الحديث عن أصول آل سعود، وأول من كشف أصولهم في العصر الحديث هو ناصر السعيد الشمري (1923- 1979) المولود في مدينة حائل شمال وسط الجزيرة العربية، وهو أول معارض لنظام حكم آل سعود، ودفع حياته ثمناً لمعارضته… تعددت الروايات حول قتله ولكنها جميعها أكدت أن القتل تم لمصلحة آل سعود.
والآن «تضج» مواقع التواصل الاجتماعي، والصحافة المكتوبة والإلكترونية، بالحديث عن جذور آل سعود، وأنهم الآن بصدد التطبيع مع «إسرائيل»!
في البدء
حين أعلنوا عن «الربيع العربي» غرق نصف أو أكثر من عالمنا العربي بكذبهم ونفاقهم.. هم من خلال ربيعهم العربي لا يريدون تغيير الأنظمة العربية بل يسعون أبعد من ذلك بكثير، و«الخوة» التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السعودية وقبضها من الملك السعودي منذ أشهر قليلة، لا تعني إلا الشيء القليل من أطماعهم. تغيرات متسارعة ومثيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ويبدو أن القيادة السعودية الجديدة التي نسجها ترامب بالتعاون والتنسيق مع الكيان الصهيوني، وتولي محمد بن سلمان، الذي يحظى بدعم أميركي كبير، ولاية العهد دفع عجلة محرك الأحداث في منطقتنا للتسارع.
كما هو واضح الآن الجهود منصبة على التغيير القادم في الشرق الأوسط، وعقد القران بين الكيان الصهيوني والسعودية، ويتبعه للعلن مع شقيقاتها في الخليج ومن لف حولها… فقد تناقلت منذ أيام وكالات الأنباء أنه في خطوة جديدة نحو التطبيع مع العدو الإسرائيلي تعهدت الإمارات برفع «علم» الاحتلال خلال مباريات الجودو العالمية التي من المزمع أن تجري على أراضيها العام المقبل.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن التعهد جاء في ختام اجتماع جرى مؤخراً بمشاركة ممثل الجودو العالمي ماريوس فايزر ومدير اتحاد الجودو الإسرائيلي موشي فونتي، ورئيس اتحاد الجودو الإماراتي محمد الدرية.
وقالت الصحيفة: ممثل الإمارات في الاجتماع وعد برفع «عَلَم إسرائيل» العام المقبل، وذلك بهدف إرضاء المنتخب الإسرائيلي.
في خضم هذه الأحداث المتسارعة لا بد من الأخذ بالحسبان العداء المبرمج تجاه إيران، لتكون «عصا جحا» للقران السعودي– الإسرائيلي.. ونشير هنا إلى ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في تشرين الأول من عام 2014م في اجتماع مجلس الوزراء المُصغر الأسبوعي: «في ظل التغيرات الجوهرية التي تعصف بالشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة هناك دول عربية كبرى وخاصة في منطقة الخليج لم تعد تعتبر إسرائيل دولة عدوة، بل شريك في مواجهة إيران والتنظيمات الإرهابية»؟.
وأيضاً يجب ألا يغيب عن ذهننا، أنه لم يسجل أي عدوان على مملكة آل سعود! بل هم من يدمرون ويقتلون ويشردون العرب.
لن نخوض في الكثير من دلائل التطبيع السعودي- الإسرائيلي بل لنأخذ نقاطاً محددة فقط. مع الإشارة إلى أن آل سعود جندوا صحفييهم ووسائل إعلامهم المختلفة للتمهيد لهذا التطبيع وأكبر مثال ما تنشره الصحيفة السعودية «سهام القحطاني» وينشر في الصحف الرئيسية في المملكة.
عدنان خاشقجي
تاجر السلاح السعودي الشهير عدنان خاشقجي أكد في شهادته أمام لجنة تحقيق في الكونغرس الأميركي عام 1987 بشأن ما عُرف وقتها بفضيحة «إيران جيت» أنه التقى شيمون بيريز– كان يشغل منصب مساعد وزير الدفاع وقتها- في فرنسا عام 1963 لبحث طلب غير مباشر من رئيس الاستخبارات السعودية آنذاك، كمال أدهم– صهر الملك فيصل– بتعزيز إسرائيل لجسرها الجوي المنطلق من جيبوتي إلى شمال اليمن، بالتوازي مع سعي سعودي لتعزيز دور المرتزقة البريطانيين وغيرهم من جنسيات أخرى في الشأن نفسه بتمويل سعودي.
حسنين هيكل
يذكر الكاتب المصري، محمد حسنين هيكل، في كتابه «سنوات الغليان» أن إسرائيل تولت الشق العملي من تسليح ونقل المعدات إلى كل من المرتزقة الأجانب الممولين سعودياً وقوات الملكيين في جبال شمال اليمن، وسميت تلك العملية بـ«مانجو»، وامتد التعاون بين الطرفين إلى نقل تل أبيب قوات خاصة من اليهود اليمنيين الذين هاجروا إلى فلسطين المحتلة لتنفيذ عمليات خاصة في بيئة اعتادوا العيش والاندماج فيها.
أسعد أبو خليل
وفي هذا السياق أيضاً، يركز أسعد أبو خليل أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا على مسألة التعاون الإسرائيلي– السعودي المباشر ضد مصر عبد الناصر ودورها في اليمن، وما شهده من لقاءات مباشرة بين مسؤولين من البلدين، في مقال له في صحيفة الأخبار اللبنانية، ويذكر أن النظام السعودي فتح علاقة مباشرة مع تل أبيب من أجل بحث دعم الملكيين ضد القوات المصرية والثوار، ما لزم عقد لقاءات بين مسؤولي الدولتين، إحدى جولات هذه اللقاءات جرت في القنصلية الإسرائيلية في بومباي، حيث تردد الدبلوماسي السعودي أحمد القاضي على القنصلية مرات عدة، بأوامر من الملك فيصل- كان يشغل منصب ولي العهد آنذاك- في إطار بحث إمداد الطائرات الإسرائيلية لقوات الملكيين بالأسلحة والذخائر، مقابل معلومات تقدمها السعودية والملكيون عن الجيش المصري وتسلحيه إلى إسرائيل.
ميلمان ورافيف
في أيار من عام 1994م نشر خبيران في شؤون المخابرات الإسرائيلية، يوسي ميلمان ودان رافيف بحثاً بعنوان «الأصدقاء بالأفعال: أسرار التحالف الإسرائيلي- الأميركي» جاء فيه: «كان السعوديون رسمياً وعلنياً في حالة حرب مع إسرائيل. إلا أن صانعي القرار في إسرائيل كانوا يدركون أن المملكة السعودية دولة معتدلة ومؤيدة للغرب، وأنها- رغم استخدامها الخطاب المعادي لإسرائيل- كانت على اتصال مستمر مع إسرائيل، ففي حقل المخابرات التقى ضباط العمليات في المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ضباط أمن ومخابرات الأسرة المالكة السعودية مرات كثيرة وتبادلوا وجهات النظر حول الطرق الواجب تطبيقها لإضعاف القوى الدينية الأصولية في منطقة الشرق الأوسط. أما المخابرات المركزية الأميركية فكانت دوماً على علم بالاتصالات السرية السعودية- الإسرائيلية وشجعتهما على الاستمرار».
جيروزاليم كوارترلي
وذكر الباحث ألكساندر بلاي من معهد ترومان في مقال كتبه في مجلة العلوم السياسية الفصلية «جيروزاليم كوارترلي» تحت عنوان «نحو تعايش إسرائيلي- سعودي سلمي»: «إن المملكة السعودية وإسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمة وكانتا على اتصال مستمر في أعقاب حدوث ثورة اليمن عام 1962بهدف ما سماه «منع عدوهما المشترك»- أي عبد الناصر- من تسجيل انتصار عسكري».
جورج كيفان
الجنرال الأميركي جورج كيفان رئيس مخابرات سلاح الجو الأميركي قال أثناء مؤتمر عقد في واشنطن في عام 1978 لدراسة التوازن الإستراتيجي في الشرق الأوسط: «حدثت خلال الخمسة عشر عاماً المنصرمة ثلاث محاولات على الأقل للإطاحة بالعرش السعودي عن طريق اغتيال الملك، ونحن على دراية بأن المخابرات الإسرائيلية تدخلت وأحبطت محاولتين منها». وأيد كلامه ثلاثة من كبار العسكريين الأميركيين المشاركين في المؤتمر هم الجنرال آرثر كولينز نائب قائد القوات الأميركية في أوروبا والأدميرال إلمو زومريلت قائد العمليات البحرية الأميركية والجنرال بنجامين دافيس قائد القوات الضاربة الأميركية.
إيلي نيسان
تناقلت وسائل الإعلام المختلفة التحليل السياسي للإسرائيلي إيلي نيسان حيث يقول: «ربما يشكل تعرض السعودية وإسرائيل للتهديد الإيراني قاسماً مشتركاً بينهما» ويتابع الإسرائيلي نيسان بخبث ويدس السم بين كلماته حين يقول: «هناك علاقات غير معلنة إستراتيجية واقتصادية واستخباراتية بين البلدين (يقصد السعودية وإسرائيل). بالتأكيد ساهمت زيارة ترامب في تطوير العلاقات بين السعودية وإسرائيل في اتجاه محاربة الإرهاب. تتعرض إسرائيل والسعودية وبعض الدول السنية الأخرى للإرهاب سواء من داعش أو من إيران وبعض الجهات التي تعمل تحت إمرة إيران كحزب الله».
السعودي أنور عشقي
في لقاء حصري مع DW عربية، الدكتور أنور عشقي، اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، يقول: «بحسب ما أعرف فإن المملكة ستتجه للتطبيع مع إسرائيل بعد تطبيق المبادرة العربية. طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو مبادرة أيضاً. وهي مختلفة عن المبادرة العربية بشيء قليل. وتدرس الآن في الولايات المتحدة. بعد ذلك سينظر فيها، فإذا وافق عليها الإخوة الفلسطينيون فأنا على يقين بأن المملكة لن تعترض على ذلك». ويتابع بالقول: «فإذا طبعت المملكة مع إسرائيل فسوف تطبع الدول الإسلامية كلها مع إسرائيل وستكون قد كسرت العزلة بين إسرائيل ودول المنطقة».
مجلة نيوزويك
وصحيفة الواشنطن بوست
تعهد عبدالعزيز آل سعود للرئيس الأميركي هاري ترومان بألا تشارك المملكة العربية السعودية أبداً في أي حروب يشنها العرب على إسرائيل لاستعادة فلسطين. (مجلة نيوزويك وصحيفة الواشنطن بوست، 17 فبراير 1992).
هيرش غودمان
كتب هيرش غودمان مقالاً في صحيفة الجيروزاليم بوست في(12/10/1980): «كان هناك تفاهم واضح في المرحلة الأولى للتحالف الأميركي- الإسرائيلي، وخصوصاً في الفترة 1967-1973 تقوم إسرائيل بموجبه بالتدخل بالنيابة عن أميركا إذا حدثت تغييرات في الأوضاع القائمة في الشرق الأوسط».
وأخيراً
كل ما ورد أعلاه هو غيض من فيض عن العلاقة الحميمية بين الكيانين الصهيوني والسعودي، والقارئ الحذق، والباحث عن الحقيقة، لا يستغرب هذه العلاقة بينهما، فهي علاقة الأخ والشقيق وأولاد العموم بعضهم مع بعضٍ.. وهذا ليس من ضرب الخيال والمبالغة، بل هي حقيقة ناصعة، لمن أراد الحقيقة، الدلائل أكثر من أن تحصى، وأن أصلهم يرجع إلى بني قينقاع الذين غزاهم الرسول «ص».. أو بني قريظة الذين أجلاهم «ص» من المدينة واستوطنوا اليمامة! والبعض قال إنهم من يهود اليمن الذين نزحوا إلى الجزيرة العربية، وهنالك الوثيقة المشهورة والمتداولة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول تعهد آل سعود بإعطاء فلسطين لليهود، وتنص هذه الوثيقة وهي بخط يد عبد العزير: «أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أقرّ وأعترف ألف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى لا مانع عندي من أن أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم وكما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة». أما الكتاب الخطير والمفقود الذي يشرح بشكل مفصل أصول آل سعود اليهودية حسبما ذكر واضع نسب آل سعود، محمد أمين التميمي و«السير جون فيلبي» و«يوسف بن مقرن الياهو» فهو كتاب: «نبع نجران المكين في تراث أهله الأولين».
وأكثر ما يلفت النظر في أصول عائلة آل سعود ما قاله ثاني رئيس للكيان الصهيوني اسحق بن تسفي: «طائفة الوهابية وهي مسلمة في الظاهر إلا أنها تقيم سراً الشعائر اليهودية». وللحديث صلة.