الواجهة فساد… والحقيقة معارضة توريث محمد بن سلمان … اعتقالات وتحقيقات تطول كبار الأمراء والوزراء السعوديين
في خطوة غير مسبوقة على الإطلاق داخل بلد مثل السعودية تهدف إلى توطيد هيمنة ولي العهد محمد بن سلمان على مختلف مفاصل الحكم وتعزيز سيطرته تمهيدا لاستلامه العرش خلفا لوالده، اعتقلت السلطات في السعودية 11 أميراً وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين، بذريعة تورطهم بقضايا فساد، معلنة أن الأشخاص الذين أوقفوا في الساعات الأخيرة لن يتلقوا معاملة خاصة على خلفية «مناصبهم».
ونقلت تقارير إعلامية خبر اعتقال الأمير السعودي الوليد بن طلال ووزير المالية السعودي السابق، إبراهيم العساف، للتحقيق معهما على خلفية قضايا فساد.
وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قد أعلن تشكيل «لجنة عليا لمكافحة الفساد» برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان. وبعد ساعات من الإعلان عن هذه الخطوة، تم اعتقال 11 أميرا، وعشرات الوزراء السابقين، و4 وزراء حاليين.
وجاء في الأمر الملكي: «لن تقوم للوطن قائمة ما لم يتم اجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة الفاسدين وكل من أضر بالبلد وتطاول على المال العام».
وبحسب الأمر الملكي فإن اللجنة مكلفة «حصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام»، وقد باشرت التحقيق في الفيضانات التي شهدتها مدينة جدة الواقعة في غرب المملكة على البحر الأحمر في 2009 وأدت إلى مقتل 123 شخصاً وتشريد الآلاف.
ومنح سلمان اللجنة صلاحيات «التحقيق، وإصدار أوامر القبض، والمنع من السفر، وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أياً كانت صفتها، ولها الحق في اتخاذ أي إجراءات احترازية تراها حتى تتم إحالتها على جهات التحقيق أو الجهات القضائية بحسب الأحوال».
كما تم تعيين وزيرين جديدين للحرس الوطني والاقتصاد، بعد أن أعفى الملك السعودي أحد أبرز أعضاء الأسرة الملكية من قيادة الحرس الوطني، وعزز سلطة ولي العهد محمد بن سلمان.
وشهد التعديل الوزاري إعفاء وزير الحرس الوطني، الأمير متعب بن عبد اللـه، ليحل محله الأمير خالد بن عياف، وإعفاء وزير الاقتصاد والتخطيط عادل فقيه، ليحل محله نائبه محمد التويجري.
وورث متعب، من والده الابن المفضل للملك السابق عبد اللـه، قيادة الحرس الوطني، وهو قوة أمن داخلية تأسست من وحدات قبلية تقليدية. وقاد عبد اللـه الحرس الوطني لخمسة عقود.
كذلك أصدر الملك السعودي أمراً ملكياً قضى بإنهاء خدمة قائد القوات البحرية الفريق الركن عبد اللـه بن سلطان بن محمد السلطان بإحالته على التقاعد، وترقية اللواء البحري الركن فهد بن عبد اللـه الغفيلي إلى رتبة فريق ركن وتعيينه قائداً للقوات البحرية.
وقال مصدر في المطار: إن قوات الأمن منعت طائرات خاصة في جدة من الإقلاع وذلك منعاً لمغادرة شخصيات الأراضي السعودية.
هذا وتراجعت أسهم شركة المملكة القابضة، مجموعة الاستثمارات الدولية التي يملك الوليد بن طلال 95 بالمئة من رأسمالها، بنسبة 9,9 بالمئة عند بدء التداولات صباح الأحد، إثر ورود تقارير عن اعتقاله.
كما تراجع مؤشر بورصة الأسهم السعودية «تداول»، أكبر بورصات الدول العربية، بنسبة 1,6 بالمئة بعد دقيقة واحدة على بدء التداولات، إثر حملة توقيفات غير مسبوقة في السعودية شملت 11 أميراً وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين.
وعلقت هيئة كبار العلماء بالسعودية على موقع «تويتر» مؤكدة أن «محاربة الفساد لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب».
ورأى محللون أن بعض الموقوفين معارضون للسياسة الخارجية المتشددة التي تتبعها السعودية حاليا، خصوصاً في ما يتعلق بالأزمة مع قطر، على حين أن بعضهم الآخر ينظر بريبة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي يعتمدها ولي العهد، وبينها تخصيص قطاعات عامة وتقليل الدعم الحكومي.
وحرصاً منه على أخذ المباركة الأميركية على الإجراءات الأخيرة التي قامت بها السلطات السعودية، أجرى الملك سلمان اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في خضم أحداث سياسية وأمنية شهدتها المملكة خلال الساعات الماضية.
وكالات