ثقافة وفن

إليك كتابي..

| د. اسكندر لوقــا

قد يبدو غريباً عنوان كهذا للوهلة الأولى لمشروع يتمنى المرء أن ينقلب إلى واقع يستفيد منه أبناؤنا وخصوصاً الطلبة في كل مراحل دراستهم.
هذا العنوان يعود إلى مشروع تنظمه جامعة الفرات بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف إنشاء مكتبة ضخمة في كلية الاقتصاد في الجامعة المذكورة في الحسكة. وفي سياق التعريف بالمشروع يقول مديره منير خلف: إنه انطلق بترحيب كبير من أبناء الحسكة وهو مشروع يدعو للتبرع بالكتب.
ومنذ بعض الوقت، كنت قد قرأت نبأ بعنوان: «خذ كتابك بالمجان». ومهما يكن الفارق بين الفكرتين، فإنهما تصبان في مصلحة الثقافة، سواء أكانت أرضيتها أكاديمية أم شعبية. وفي كلتا الحالتين يكون المكسب مع الباحث عن المعرفة من دون أن يتكبد تبعات الأسعار التي تفوق أحياناً قدرة الطالب أو القارئ العادي من حيث ارتفاعها لاعتبارات موضوعية وأحياناً كثيرة غير موضوعية.
مشروع «إليك كتابي» يستحق التنويه به لما يعنيه في شأن البحث عن المعرفة سواء كان موقعه جامعة الفرات أم أي جامعة أخرى، وخصوصاً في زمن تعدد الجامعات الخاصة على مساحة الوطن في الوقت الراهن كما نعلم ويعلم الجميع. كذلك مشروع «خذ كتابك بالمجان»، وهو يعني دعوة أي مهتم بالثقافة لتناول الكتاب الذي يعينه والمعروض خلف واجهة متجر على سبيل المثال أو دكان أو ما شابه ذلك، لإشباع رغبة البحث لديه بالمجان، وفي أي مجال يرغب من مجالات المعرفة عموماً.
المشروع الأول بدئ بتنفيذه أو هو قيد التنفيذ، وأما الثاني فينتظر صاحب مكتبة خاصة منزلية على سبيل المثال، لديه الشجاعة لإطلاق مشروعه بديلاً من تعريض الكتب التي انتهى من قراءتها للتلف أو الرمي على رصيف شارع إمعاناً في الإساءة إلى الكتاب وصاحبه والمهدى إليه. وربما ظهر هذا المشروع للعيان في وقت ما.
إنها مجرد أمنيات بأمل أن تتحقق على أوسع مدى، إلى ما هو أبعد من جامعة في رحاب وطننا. إلى أبعد من جامعة الفرات. إلى أماكن قادرة على احتضان الكتاب الذي لم يعد صاحبه بحاجة إليه لأسباب ذاتية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن