سماء الأحلام وأرض الواقع
| خالد عرنوس
تحت هذا العنوان قدمنا لمنتخبنا في كتابنا «دوحة الكرة» قبل النهائيات الآسيوية عام 2011 في مشاركاتنا الأخيرة بالعرس القاري ويومها لم نكن نبالغ بالطبع فإن أحلامنا كانت ومازالت بعيدة كل البعد عن واقعنا ومنذ ذلك التاريخ عاشت كرتنا أياماً حلوة ومرة كما هي العادة وإن كانت خيباتنا تركت علاماتها البارزة وندباتها الواضحة فإن أفراحنا كانت علامة فارقة وأولها تتويجنا أبطالاً لغرب آسيا أما ثانيها فهو بلوغ نسورنا الملحق الآسيوي لتصفيات روسيا 2018 وهنا بيت القصيد.
فالمعطيات قبل انطلاق التصفيات كانت تشي بخروج مبكر كما هي عادتنا بالتصفيات العالمية وكانت جل طموحاتنا عودتنا إلى النهائيات الآسيوية على اعتبار أن التصفيات كانت مزدوجة للعرس العالمي والكرنفال القاري، وحتى عندما حقق نسورنا إنجازاً غير مسبوق بالتأهل إلى الدور الحاسم من التصفيات فإن سقف التوقعات لم يكن ليتجاوز المنافسة على الهروب من المركز الأخير في المجموعة الأولى.
ولكن بعزيمة الشباب وهمة القائمين على المنتخب وبمؤازرة شعبية ورسمية استطاع نسورنا أن يبلغوا الملحق الآسيوي لتحديد صاحب المركز الخامس بالتصفيات وهناك لم يخسروا إلا بعد التمديد أمام بطل آسيا الأسترالي، وهنا مربط الفرس فبعد أن هدأت النفوس لابد من التذكير بأننا مازلنا في بداية الطريق لحلم طال انتظاره وهو رؤية منتخبنا بين الصفوة الآسيوية فعلاً وليس طفرة كما حدث في التصفيات المونديالية، ولعل النهائيات القارية التي ستقام مطلع عام 2019 أهم محطة لإثبات هذا الأمر.
نحن نعرف أن مجرد تجاوز الدور الأول للبطولة سيكون إنجازاً غير مسبوق وقد فشلت أجيالنا السابقة في بلوغه خلال مشاركاتنا الأربع السابقة والأنكى أننا عشنا في كل مرة منها على أعصابنا حتى اللحظة الأخيرة من الجولة الختامية، ولكن عندما نعرف أن البطولة ستضم 24 منتخباً للمرة الأولى فإن مسألة الوصول إلى أدوار الإقصاء تعتبر عادية إن لم نقل بدهية بما أننا رسمنا أحلاماً وردية منذ الآن في الإمارات 2019 وكذلك وعد لاعبونا بالمنافسة الجادة على اللقب الأثير.
ربما من حقنا أن نحلم وخاصة أن رأينا يقول بأننا نملك أفضل تشكيلة في تاريخ الكرة السورية (مع احترامنا ومحبتنا لكل الأجيال السابقة) لكننا ندرك أن الأهداف الكبيرة لا تتحقق بالأحلام والواقع يقول بأن علينا العمل الشاق للوصول إلى أهدافنا، وعلينا البدء منذ الآن باستغلال كل أيام الفيفا لإجراء مباريات على مستوى رفيع من أجل رفع درجة الانسجام بين اللاعبين والوصول إلى أمم آسيا بجاهزية فنية عالية…
وللحديث بقية..