سورية

دعت للنظر بجدية في تقييمات الخبراء الروس حول حادثة خان شيخون … موسكو: مسؤولية دمشق عن استخدام السارين «لا أساس لها»

| وكالات

أكدت موسكو أن الاستنتاجات التي وردت في تقرير بعثة التحقيق الدولية الخاصة بالأسلحة الكيميائية، والتي تزعم مسؤولية دمشق عن استخدام غاز السارين، لا أساس لها، ودعت إلى النظر بجدية في تقييمات الخبراء الروس حول حادثة خان شيخون.
وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس في بيان، نقلته وكالة «سانا» للأنباء: «إن تقرير آلية التحقيق المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول حادثة خان شيخون، ركز بشكل حصري على تبرير ودعم الاستنتاجات التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية والتي تزعم مسؤولية دمشق عن الهجمات الكيميائية وعمد إلى نسج حقائق تدعم هذه الرؤية».
وأضافت الوزارة: إن هذه الاستنتاجات لا أساس لها من الصحة، ودعت إلى النظر بجدية في تقييمات الخبراء الروس حول حادثة خان شيخون لأنها تتسم بطابع موضوعي، خلافا لتقرير بعثة التحقيق إذ إنها مبنية على قوانين الفيزياء والبالستيات والتحليل التقني وقد تم نشر هذه الاستنتاجات في نيويورك يوم التاسع من الشهر الجاري بشكل وثيقة رسمية وفي حال كان عند رئيس بعثة التحقيق أدموند موليه أي اعتراضات بشأنها فعليه تقديم حجج معقولة.
ويوم الثلاثاء الماضي، ناقش مجلس الأمن الدولي تقرير آلية التحقيق في استخدام الكيميائي في سورية، وأعلن رئيس آلية التحقيق، إدمون موليه، في بداية الجلسة أن «الجمهورية العربية السورية تتحمل المسؤولية عن هجوم خان شيخون».
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري حينها رفض سورية للتقرير لأنه غير حيادي ولا مهني وبنى اتهاماته الباطلة لسورية على عملية فبركة الأدلة والتلاعب بالمعلومات، بينما شدد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، على أن التقرير يتضمن تناقضات وعيوباً وثغرات عديدة. لكن موليه عاد وأقر بعد ذلك بتعرض اللجنة لضغوط، مشيراً إلى وجود تسييس في التحقيق، وأكد أن بعثة التحقيق المشتركة تعرضت لضغوطات من ممثلي دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي. وفي الرابع من شهر حزيران الماضي، تعرضت بلدة خان شيخون في ريف إدلب لهجوم بالأسلحة الكيميائية، حيث اتهمت ما تسمى «المعارضة» الجيش العربي السوري بمسؤوليته عنها، الأمر الذي نفته دمشق جملة وتفصيلاً.
وأعربت الخارجية الروسية عن رفض مزاعم موليه بشأن تدخل موسكو في التحقيق وقالت في بيانها: «لقد اطلعنا على تصريحات موليه التي أدلى بها في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز ونعتبر نبرتها وخاصة ما جاء فيها من تهجم على روسيا غير مقبولة بالنسبة إلى مسؤول دولي من هذا المستوى الرفيع».
واعتبرت الخارجية الروسية في بيانها أن موليه قد تمادى في معاداة روسيا إلى حد لا يليق بمسؤول من حجمه، في محاولة منه لتبييض سمعته الملطخة. وأكدت أن «الجانب الروسي لم يحاول فرض استنتاجات تروق لروسيا على الآلية المشتركة خلال المشاورات التي جرت في موسكو يوم السابع من أيلول وخلال الاتصالات مع الدبلوماسيين الروس في نيويورك في وقت لاحق»، موضحة أنه ورداً على طلب رسمي من قيادة آلية التحقيق المشتركة تم طرح أفكار حول كيفية ترتيب عمل الآلية بشكل أفضل آخذة بالحسبان الأخطاء التي ارتكبت سابقاً أثناء التحقيق.
وتابعت الخارجية الروسية: أنه تم الاقتراح على موليه عدم الانحياز لأي تفسير للأحداث بل إعارة ما يكفي من الاهتمام لكل واحد منها، والتوصية الرئيسية كانت تتلخص في أنه يجب العمل بدقة وفقا لمعايير اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وهذا يقضي قبل كل شيء إرسال خبراء إلى مكان الاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي في خان شيخون وقاعدة الشعيرات الجوية.
واعتبرت الوزارة، أن موليه، سخّر جميع جهوده خدمة للرواية التي صدرت عن واشنطن وغيرها من العواصم الغربية قبل انطلاق التحقيق، واعتبرها «الرواية الوحيدة الصادقة»، إذ تتهم الطيران السوري بضرب المنطقة المنكوبة بالكيميائي.
وأضافت: إن جميع الأدلة التي استطاعت اللجنة جمعها، سخّرتها لخدمة الرواية الغربية، متجاهلة جميع الاحتمالات التي تشير إلى عدم وقوع الاعتداء من أصله، ورجحت، حسب فريق عريض من الخبراء، أن يكون الحادث مجرد مسرحية مدبرة أعدتها زمر مشبوهة من المعسكر المعادي للحكومة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن