سورية

في «الملتقى الحواري العالمي».. قيادي بعثي: سياستنا التوجه نحو الشعوب وممثلي الرأي العام في أوروبا وغيرها … فرنسيون يدعون من دمشق لإعادة العلاقات مع سورية

| سامر ضاحي

دعا مفكرون ومثقفون وإعلاميون فرنسيون لإعادة العلاقات بين باريس ودمشق، واعتبروا أنه «من الغباء جداً مواصلة قطع العلاقات مع سورية»، على حين أكد عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي مهدي دخل الله، أن الحزب يتبع «سياسة التوجه نحو الشعوب وممثلي الرأي العام» في أوروبا وغيرها.
وتحت عنوان «الملتقى الحواري العالمي»، أقامت القيادة القطرية لـ«البعث» ندوة حملت اسم «وجهة نظر فرنسية حول الحرب على سورية»، قدمها الباحثان الفرنسيان البروفيسور فريدريك بيشون، وزميله الكاتب ريشار ميلي، وشارك فيها أيضاً عدد من الباحثين والإعلاميين الفرنسيين، وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.
وعلى هامش الندوة وفي تصريح لـ«الوطن»، قال رئيس مكتب التجارة والصناعة السوري الفرنسي يانيك دوكرو: أتمنى عودة العلاقات السورية الفرنسية إلى سابق عهدها بين فرنسا وسورية، وأرى أن هذا ضروري من أجل السلام والازدهار، فالسوريون كما نعرف عاشوا خلال الحرب واليوم في الخطوة التالية للحرب من الضروري التواصل والاتصال الثقافي والتاريخي وعبر وسائل الإعلام معهم.
ودعا دوكرو حكومة باريس إلى إعادة فتح المركز الثقافي الفرنسي في دمشق وبسرعة، «لأنه من الغباء جداً مواصلة قطع العلاقات مع سورية، ومن المهم إعادة العلاقات بين البلدين بعد هذه الحرب». وكشف أن مؤسسته تدعو رجال الأعمال الفرنسيين للمجيء والعمل في سورية، وتسخير إمكانياتهم للسوريين كي يستفيدوا منها، لأن سورية ستكون رقماً مهماً جداً في الشرق الأوسط. وأضاف: «المرة المقبلة سأسأل رجال الأعمال السوريين عن احتياجاتهم لعملية إعادة الإعمار عبر طريقين سواء زيارات رجال أعمال فرنسيين إلى سورية أو دعوة رجال أعمال سوريين إلى فرنسا.
وفي تصريح مماثل على هامش الملتقى حول الدور المناط بالمستشرقين مع الانفراجة التي تشهدها الأزمة السورية أكد بيشون لـ«الوطن»: أن سورية هي مركز القوة الثقافية والفكرية في الشرق الأوسط، داعياً المستشرقين إلى تبني وجهة النظر هذه.
من جانبه تحدث ميلي لـ«الوطن» بأن واجب المستشرقين «تفعيل العلاقات الثقافية التاريخية بين سورية وأوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص».
وفي تصريحات للصحفيين حول الهدف من الفعالية، قال دخل الله: إن دور الحزب محاولة التواصل والاتصال مع أكبر قدر ممكن من ممثلي الرأي العام لدى الشعوب الأوروبية بشكل خاص وغير الأوروبية، لأن الملاحظ أن سياسات الحكومات التابعة للناتو والولايات المتحدة لا توافق عليها أغلبية الشعوب الأوروبية.
وأضاف: خلال سفري إلى دول أوروبية كثيرة كنت أشعر أن برلمانيين كثراً لا يوافقون حكوماتهم على سياساتهم تجاه سورية، ونحن كحزب مؤسسة مجتمع مدني من واجبنا أن نتصل مع المجتمع المدني في أوروبا، معتبراً أن «هذه الفعالية عامل في هذه السياسة، سياسة التوجه نحو الشعوب وممثلي الرأي العام».
وخلال الفعالية، أكد بيشون أن العصابات المسلحة في سورية ساندها أمير قطر أو غيره من أمراء الخليج، معتبراً أن ظهور تنظيم داعش الإرهابي سهل نسيان كل جرائم العصابات التي قامت بها منذ بداية الحرب كجبهة النصرة أو غيرها.
وأضاف: صور لنا الإعلام الغربي أن داعش هو منظمة إرهابية سيئة وأن «النصرة» منظمة إرهابية جيدة، منتقداً قيام صحافة غربية بالتحدث عن تدمير داعش لآثار تدمر في حين صمتت عندما دمرت «النصرة» قرى بكاملها في محافظة حماة.
وعبر بيشون عن أسفه لأنه «ورغم التفجيرات التي تعرضت لها مدينة باريس عام 2013 لم تغير شيئاً في الإعلام الفرنسي».
وأضاف: حذرنا رجال الدين في سورية بأن رجال الدين في فرنسا سيكونون الفراش الذي سينام عليه الإرهابيون، كما قال لنا الرئيس (بشار) الأسد بعد ذلك بيوم لو تعاونت أجهزتكم معنا لما حصل في فرنسا ما حصل.
من جهته اعتبر ميلي، أن من أسباب عدم فهم الغرب لما يجري في سورية هو «اعتقادنا في فرنسا أن القيم الفرنسية يمكن تطبيقها في العالم أجمع»، معتبراً أن الحرب السورية أظهرت وجوب أن نكون قريبين من العدو لنكسب المعركة كما فعل الجيش السوري».
وأشار إلى أنه وبعد انتصار الجيش العربي السوري هناك ستبدأ حرب جديدة هي الحرب الثقافية بعد خروج سورية منتصرة من محاولات عزلها دولياً، مبيناً أن سورية بحاجة إلى استخدام قوة ناعمة أكثر، قوة الصورة والاندماج في العالم، وعليها خوض المعركة الثقافية.
أما الكاتب عدنان عزام الذي أدار الحوار وتولى الترجمة، فأكد لـ«الوطن» أن النخب الثقافية العالمية بالمجمل هي نخب وطنية في حين النخب الثقافية في بلادنا لديها عقدة النقص ولا تهتم بالقضايا الحقيقية السيادية، بل تهتم بالأمور الخدمية وتطلب دائماً خدمات من السلطة وتبتزها للحصول على المكتسبات وإذا لم تحصل عليها تخون الوطن وترحل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن