لبنان يركض من أجل الحريري.. وواشنطن تعتبره «شريكاً جديراً بالثقة»
شهد لبنان أمس الأحد ماراثون بيروت، الذي يحمل شعار «عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى لبنان» لتأكيد التضامن معه وجلاء الغموض حول وجوده خارج لبنان.
وفي هذا الإطار، طالب عضو تكتل «التغيير والإصلاح» سيمون ابي رميا بفك الحصار المفروض على الحريري وعودته إلى لبنان، معتبراً أن ظروف الاستقالة وتواجده الدائم في السعودية، يؤكد حصول عملية احتجاز له.
واعتبر في حديث تلفزيوني على هامش مشاركته في الماراثون، أن هذا الحدث «دليل على أن لبنان مهما حدث لديه إرادة بالحياة، وهو رسالة لمن يعتقل رئيس حكومتنا، بأننا موجودون ورأسنا مرفوع ولا أحد يمس بكرامتنا».
وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، قد قال أمام وفد من «جمعية ماراثون بيروت»، أمس السبت: إن «لبنان بأهله وسياسييه والرياضيين فيه لا يقبل أن يكون رئيس حكومته في وضع يتناقض مع الاتفاقات الدولية والقواعد المعتمدة في العلاقات بين الدول».
من جهته، أوضح وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، جبران باسيل، من خلال سلسلة اتصالات مع وزراء خارجية عدد من الدول الصديقة ومسؤولين دوليين، الأسباب التي أدت إلى اعتبار استقالة الحريري غير مقبولة.
ودعا باسيل لمساعدة لبنان من أجل تأمين العودة السريعة للحريري، وتمكينه من اتخاذ قراره في ظروف سياسية ودستورية وشخصية مناسبة، مشدداً على تقيد لبنان الدائم بكافة الشرائع الدولية، واحترام الاتفاقيات والقرارات الدولية والأعراف الدبلوماسية، التي لا تقبل التدخل في شأن أي دولة عربية.
وشكلت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، التي أعلنها في 4 تشرين الثاني من الرياض، مفاجأة مدوية في الأوساط السياسية في لبنان، وأثارت موجة من الشائعات حول وجود الحريري في «الإقامة الجبرية» في الرياض.
وبدورها قالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: إن الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى احترام سيادة لبنان واستقلاله وآلياته الدستورية.
وأضافت: إن واشنطن ترى الحريري «شريكاً جديراً بالثقة وأن قوات الأمن اللبنانية هي السلطات الأمنية الشرعية الوحيدة في البلاد»، مشددة على أن واشنطن ترفض أي محاولات لتهديد أمن واستقرار لبنان أو لاستخدامه قاعدة لتهديد دول المنطقة.
وفي سياق متصل، علمت الميادين من أوساط في الخارجية الفرنسية أن باريس تعتبر الرئيس سعد الحريري «غير مستقيل فعلياً» من رئاسة الحكومة اللبنانية، وأنها ترى بوجوب أن يتمكن الحريري من التصرف بحرية تامة حتى ولو أراد الاستقالة فعلاً من منصبه.
وأكدت الأوساط الفرنسية أن دبلوماسيين فرنسيين واكبوا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولته الخليجية و«شبهوا ما حصل مع الحريري في الرياض بالأفلام الهوليودية».
وكالة رويترز من جهتها، قالت السبت إن الحريري لم يستقبله أحد في المطار لدى وصوله في آخر زيارة إلى الرياض كما هو معتاد مع الشخصيات الرسمية.
وبحسب رويترز، فإن الحريري الذي استدعي من بيروت لمقابلة الملك سلمان بن عبد العزيز أُبلغ بضرورة حضور اجتماع مع ولي العهد محمد سلمان.
ووفق مصادر نقلت عنها الوكالة، فقد أُجبر رئيس الحكومة على الانتظار لأربع ساعات قبل أن يقدم إليه بيان استقالته لتلاوته عبر قنوات سعودية بعد مصادرة هواتفه.
روسيا اليوم– الميادين- رويترز