ما بعد المقابلة التلفزيونية.. مواقف متفاوتة بين السعودية وإيران وقطر … عون: تلميح الحريري باحتمال عدوله عن الاستقالة إيجابي
قال الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس الإثنين: إن «تلميح رئيس الحكومة سعد الحريري باحتمال عدوله عن الاستقالة أمر إيجابي».
ونقلت وكالة «رويترز» عن عون قوله: إن «تصريحات الحريري تظهر أن التسوية السياسية التي تدعم الحكومة الائتلافية لا تزال قائمة»، مؤكداً أن: «الحملة لعودة الحريري من السعودية أتت بنتائج إيجابية».
على حين نقل زوّار عون عنه ثلاث ملاحظات تكوّنت لديه في أعقاب ما أعلنه الحريري مساء الأحد خلال مقابلة تلفزيونية، أوّلها الارتياح لجهة موقف الحريري الميثاقي والدستوري بموضوع الاستقالة وإعلانه وجوب تقديمها لرئيس الجمهورية في لبنان.
أمّا الملاحظة الثانية لدى عون فهي أن التسوية السياسية التي أنتجت انتخابه رئيساً للجمهورية لا تزال قائمة، وهو ما ظهر في تأكيد الحريري العلاقة السياسية والشخصية مع رئيس الجمهورية، بحسب ما نقل زوّار القصر. والملاحظة الثالثة هي إشارة الحريري إلى إمكانية العودة عن الاستقالة، وتركه الأبواب مفتوحة باتجاه هذا الخيار.
وقال عون بحسب زوّاره: «يبقى الانتظار لعودة الرئيس الحريري مع عائلته أولوية الأولويات ليُبنى على الشيء مقتضاه».
من جهته، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: إن «العدول عن الاستقالة فيه عدالة».
وفي وقت سابق، كشفت مصادر لبنانية عن رغبة الرئيس اللبناني في الدعوة إلى طاولة حوار خلال الأسابيع المقبلة، بمشاركة الحريري.
وقالت المصادر: إن «رئيس الحكومة، سعد الحريري، لن يقدم استقالة خطية إلى رئيس الجمهورية، بل سيشارك في الحوار»، مشيرة إلى أن «نتيجة الحوار غير معروفة، لكن الأكيد أن هناك غطاء عربياً دولياً روسياً أميركياً يضمن الاستقرار اللبناني، ووحدة لبنان، وسيادته».
هذا وأكد الحريري في أول حديث تلفزيوني له منذ «استقالته» من الرياض الأحد أنه سيعود إلى لبنان قريباً جداً، لتأكيد استقالته طبقاً للدستور. كما ألمح إلى إمكانية التراجع عن استقالته والتحاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون وكل الفرقاء بشأن كيفية إتمام التسوية.
ومن جهته أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب اللـه هاشم صفي الدين أن «النظام السعودي يريد تدمير لبنان من أجل مخططات وأهداف هو عاجز عن تطبيقها».
وفي الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية اللبنانية والإيرانية مداً وجزراً بعد حوار رئيس حكومة لبنان المستقيل سعد الحريري، أطلقت صحف سعودية حملة تهليل مبرئة ساحة المملكة مما نسب إليها.
وسعت الصحف السعودية من خلال عناوينها إلى التركيز على مقتطفات معينة من حوار الحريري، سواء تلك التي أكد فيها أنه في السعودية بمحض إرادته، أو تلك التي يعرب فيها عن امتنانه للملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، لوقوفهما إلى جانبه.
على الضفة الأخرى تابع الساسة الإيرانيون التأكيد أن الحريري «مختطف» في السعودية، وذهب مساعد رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبد اللهيان، إلى حد مقارنة وجود رئيس الوزراء اللبناني المستقيل في السعودية، باختطاف الإمام موسى الصدر في ليبيا.
وغرد على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلاً: «دعوة واختطاف سعد الحريري من الرياض تذكر بدعوة واختطاف الإمام موسى الصدر في ليبيا، لكن بطريقة جديدة». وأضاف: «آل سعود لا يرحمون حتى الأصدقاء».
من جانبه أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس عن الأمل بعودة سعد الحريري إلى لبنان سريعاً، وأن يمضي مراحل استقالته بصورة قانونية في لبنان.
بدوره قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: إن المسألة اللبنانية ذات حساسية خاصية لتعدد أطياف هذا البلد، داعياً إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية.
وخلال مقابلة مع قناة «TRT» التركية، تطرّق آل ثاني إلى الأزمة بين السعودية وإيران، قائلاً: إن «اتخاذ سلوك تصعيدي بين السعودية وإيران، قد يؤدي إلى خلق أزمة جديدة لا تتحملها المنطقة»، ومؤكداً أن بلاده لها مصالح مشتركة مع إيران وأنه يجب حل الأزمة معها عبر الحوار.
ولفت وزير الخارجية القطري إلى أن «المنطقة تفتقد صوت الحكمة الذي يوقف العبث الدائر ويتصدى للمغامرات السياسية»، داعياً إلى «التوقف فوراً عن خلق أزمات جديدة من دون وجود إستراتيجية للخروج منها».
روسيا اليوم – رويترز – الميادين – وكالات