وزير الخارجية الفرنسي يلتقي سعد اليوم في الرياض … عون: الحريري محتجز في السعودية وذلك عمل عدائي ضدّ لبنان
أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أنّ رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري «محتجز» في السعودية، معتبراً ذلك «عملاً عدائياً» ضدّ لبنان.
وجاء كلام عون أمام وفد من المجلس الوطني للإعلام، حيث أوضح أنّ ما حصل مع الحريري يعدّ «انتهاكاً لحقوق الإنسان»، مضيفاً: «لا يمكننا إطالة الانتظار وخسارة الوقت، إذ لا يمكن إيقاف شؤون الدولة».
ورفض الرئيس اللبناني التبرير لعدم عودة الحريري بقوله: «لا شيء يبرر عدم عودة الحريري بعد مضي 12 يوماً.. نعتبره موقوفاً ومحتجزاً بما يخالف اتفاقية فيينا وشرعة حقوق الإنسان».
وكشف رئيس الجمهورية أن وضع عائلة الحريري مماثل لوضعه قائلاً: «لم نطالب بعودتها في السابق، لكننا تأكدنا أنها محتجزة أيضاً ويتم تفتيشها عند دخول أفرادها وخروجهم من المنزل».
وشدد عون على ضرورة عودة الحريري، مشدداً على أنّ لبنان لن يتساهل في هذه المسألة مطلقاً ولن يقبل بأن يبقى الحريري «رهينة».
وأضاف: «كنا نتمنى لو أن المملكة العربية السعودية أوضحت لنا رسمياً سبب اعتراضها أو أوفدت مندوباً للبحث معنا في هذا الموضوع، لكن ذلك لم يحصل ما جعلنا نعتبره خطوة غير مقبولة».
وبحسب عون فإنّه لا يمكن البتّ باستقالة الحريري التي قُدّمت من الخارج «لأن هناك واجباً عليه تجاه بلده، وعليه تحمل مسؤولياته الوطنية ولا يتصرف مثل هذا التصرف الخاطئ»، وطالب بعودة الحريري لتقديم استقالته و«تشكيل حكومة بطريقة طبيعية»، أو للرجوع عنها أو لبحث أسبابها وسبل معالجتها.
وبحسب عون فإنّ الحريري أبلغه في الاتصال الهاتفي الذي أجراه في 4 تشرين الثاني الحالي، أنه «تعب ويريد الاستقالة»، فسأله عون عن موعد عودته، فكان الجواب «خلال يومين أو ثلاثة»، وأبلغه رئيس الجمهورية أنه يمكن التحدث عند العودة، ومنذ ذلك الحين، لم يعد من الممكن التواصل مع الحريري عبر أي وسيلة اتصال.
ولفت الرئيس اللبناني إلى أن دولاً عربية تدخلت من أجل عودة الرئيس الحريري «إلاّ أنه لم يحصل أي تجاوب»، مضيفاً: «توجهنا إلى المراجع الدولية، فالتقيت سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان وبينها إيطاليا التي ترأس حالياً مجلس الأمن، وقد صدرت عن كل هذه الدول مواقف طالبت بعودة الرئيس الحريري، وحتى الساعة لا تجاوب مع هذه الدعوات».
وطمأن عون اللبنانيين بالقول: «لا تخافوا لا اقتصادياً ولا مالياً ولا أمنياً، إن البلد حالياً آمن والسوق المالية تسير بطريقة طبيعية من دون ذعر».
وفي السياق أيضاً، أوضح عون رداً على سؤال أن لبنان تلقى دعوة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب ومناقشة شكوى سعودية ضد إيران، قال: «سنلبي الدعوة مبدئياً، وإذا ما أثير موضوع الأزمة التي نشأت عن تقديم الرئيس الحريري استقالته وما تلاها فسنواجه بالذرائع والحجج».
من ناحيته نفى عقاب صقر النائب عن تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري أن يكون وأسرته محتجزين في الرياض.
وقال صقر لـ«رويترز» إن الحريري تحدث إليه أمس، قائلاً «كلفني الرئيس الحريري أن أعلن تقديره العالي لحرص الرئيس عليه.. وكل الحريصين.. والقلقين عليه ويتفهم قلقهم، لكنه يؤكد للجميع أنه ليس محتجزاً.. عائلته ليست محتجزة. والسعودية لا تكن أي عدائية للبنان ولا تكن للبنان إلا كل الخير».
إلى ذلك قال مصدر دبلوماسي لوكالة رويترز أن الحريري سيلتقي اليوم الخميس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل إلى الرياض أمس.
وأضاف المصدر: إن لو دريان سيبحث الأزمة في لبنان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وسيجتمع بالحريري اليوم الخميس، مشيراً إلى أن الموعد قد يتغير.
ومن جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني وخلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس الوزراء أمس مخاطباً الحكومة السعودية: إن «تدخلكم السافر في بلد مستقل كلبنان، ومطالبة رئيس الحكومة اللبنانية بالاستقالة، وتقديم شخص آخر لاستبداله به، «حدث غير مسبوق في التاريخ».
وأضاف روحاني: «من أنتم وعلى أي قوة تستندون كي تتخذوا هكذا إجراءات؟»، معتبراً أنه «من المخجل جداً أن يطلب بلد إسلامي في المنطقة من الكيان الصهيوني ويتوسل إليه كي يقصف الشعب اللبناني».
بدورها دعت وزارة الخارجية الروسية إلى تسوية الوضع في لبنان مراعاة لمصالح كافة القوى السياسية الأساسية في البلاد ودون أي تدخل خارجي.
(رويترز– الميادين– روسيا اليوم)