خطاب الأسد صورة بعيدة عن الوعود والإدعاءات الزائفة
ميسون يوسف :
بشفافية ويقين كلي حدد الرئيس الأسد أبعاد المرحلة ورسم صورة المشهد كما هو عليه في خضم المواجهة الدفاعية القاسية التي تخوضها سورية منذ السنوات الأربع الماضية المواجهة التي تستمر على أكثر من صعيد واتجاه وبأكثر من أسلوب ووسيلة ولكنها كلها ترتكز على أساس رئيسي هو الإرهاب التكفيري الذي توسله أعداء سورية وأعداء محور المقاومة وأعداء المنطقة للانقضاض عليها من أجل تنفيذ مشروعهم الاستعماري الاحتلالي للمنطقة كلها.
وقد رأى المراقبون والخبراء الإستراتيجيون أنه رغم الأهمية الكبيرة لكل ما جاء في خطاب الرئيس الذي تميز بالإحاطة والشمول والخوض حتى أحياناً بالتفاصيل والجزئيات، رأى هؤلاء الخبراء بأن نقطتين أساسيتين تشكلان العنصر الأهم في الخطاب وهما أولا مصارحة الشعب بأن الحلول السياسية أو المسار السياسي للخروج من الأزمة ما زال مغلقاً وأن أفقه ما زال مسدودا وفي ذلك واقعية وشفافية تحول دون خداع الذات أو تخديرها أو خداع الآخرين أيضاً أما النقطة الثانية فيبدو كما ذكر الخبراء أنها الأخطر والأهم في الموضوع وهي التي تتصل بتحديد إستراتيجية سورية في مواجهة الإرهاب وتحديد المسؤوليات مسؤوليات الجميع في هذا المضمار، فالرئيس ورغم إبداء امتنانه للمقاومة اللبنانية وشكره لها على ما قدمته في معركة الدفاع عن سورية ومحور المقاومة أكد أن المسؤولية الرئيسية في الدفاع عن الوطن تقع على عاتق السوريين وأن عليهم جميعاً الاضطلاع بهذه المسؤولية في إطار إستراتيجية تعتمدها الدولة وتقوم على أركان أربعة كما بلورها الخبراء استنتاجا من كلام الرئيس أركان يمكن تحديدها كالتالي:
1- تحديد الأولويات والمناطق الهامة التي توجب على القوات المسلحة العمل فيها وطرد الإرهابيين منها. ولأن الخطر كبير فإن القوات المسلحة لا تستطيع أن تغطي في الآن ذاته كل المناطق لذلك فهي تضع جدول أولويات العمل وهذا أساسي في إستراتيجية الدفاع.
2- الثاني الحرص على الجنود وحياتهم وسلامتهم ما أمكن لأن الجندي مهم بذاته ثم إن الوطن بحاجة إليه.
3- الثالث يتصل بدور الدولة ومؤسساتها في استكمال بناء القوة والانتقال من حال السلم إلى حال الحرب مع ما يتطلب ذلك من تعديل في الخطط والسلوكيات ويساهم في التعبئة المنتجة.
4- مسؤولية الشعب في الدفاع عن الوطن فالوطن لا يستحقه إلا من يعمل له ويدافع عنه وعلى الجميع كل وفقا لقدراته ومؤهلاته أن ينخرط في معركة الدفاع هذه.
لقد قدم الرئيس الأسد في خطابه بالأمس صورة واقعية بعيدة عن الوعود والادعاءات الزائفة التي اعتاد القيام بها حكام العربان ورجال الغوغاء وأكد أنه بحق القائد الفذ الناصح لشعبه الصادق معه والمستعد للقيام بكل ما تتطلب المواجهة من تضحيات لتنتصر سورية.