سورية

«التحالف» يتعامل مع الإرهابيين بازدواجية وعلى «المعارضة» دعم «تخفيض التصعيد» … موسكو: تصرفات «آلية التحقيق المشتركة» في سورية «معيبة»

| وكالات

وصفت موسكو تصرفات بعثة آلية التحقيق المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في استخدام السلاح الكيميائي في سورية بـ«المعيبة»، وأكدت أن «تحالف واشنطن» يتعامل بازدواجية مع الإرهابيين، مطالبة «المعارضة السورية» بالالتزام بدعم مناطق «تخفيض التصعيد».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة له أمس أمام الأكاديمية الدبلوماسية الأذربيجانية في باكو، نقلتها وكالة «سانا» للأنباء: إن آلية التحقيق المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة تصرفت بشكل معيب وبدلاً من إرسال خبرائها إلى أماكن الحوادث حيث وردت معلومات حول استخدام مواد كيميائية، رضيت بأن تقتصر معلوماتها على التسجيلات المصورة التي سلمتها منظمات غير حكومية تعمل على الأرض وتم الكشف عن تورطها بعلاقات مع المتطرفين بل وحتى مع الإرهابيين.
ولفت لافروف إلى أن أميركا وبريطانيا تحاولان فرض قرارهما حول تمديد مهمة الآلية بطرق غير أخلاقية، وقال: إن «زملاءنا الأميركيين كانوا يعرفون حق المعرفة أن حق النقض «فيتو» سوف يستخدم ضد مشروع القرار، لكنهم يحصلون على المتعة في ذلك، إنه أمر مدهش عندما يستخدم دبلوماسيون رفيعو المستوى أساليب غير أخلاقية»، مشيراً إلى أن بريطانيا بدورها تصرفت بالطريقة نفسها مثل الأميركيين.
وانتهت ولاية آلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سورية يوم الجمعة الماضي، ورفضت روسيا مشروع قرار أميركياً حول تمديد ولاية هذه الآلية الخميس، وقبل ذلك في 24 من الشهر الماضي الأول.
ولم يحظ مشروع قرار روسي حول تمديد ولاية هذا الآلية مع إدخال تعديلات عليها، طرح للتصويت يوم الخميس، بالعدد المطلوب من الأصوات لإقراره.
وبعد إخفاق مجلس الأمن الدولي في إقرار أي من مشاريع القرارات بهذا الخصوص، طرحت اليابان مشروعاً يجيز تمديداً تلقائياً لمدة 30 يوماً، وأسقطت روسيا هذا المشروع باستخدام الـــ«فيتو» لأنه لم يدرج أياً من التعديلات التي تطالب بها موسكو في نصه.
إلى ذلك، قال لافروف: إن «محاربة الإرهاب تتطلب جهوداً دولية مشتركة وروسيا وأذربيجان ترغبان في أن تكون مهمة محاربة الإرهاب بعيدة تماماً عن المعايير المزدوجة، بحيث نضمن ألا يكون أي طرف قادراً على استخدام الإرهابيين كوسيلة سريعة لتحقيق أهداف قصيرة المدى كما نشهد حالياً في سورية وبعض الدول الأخرى في الشرق الأوسط».
وأضاف: «نحن نعلم كيف تم تشكيل المجموعات الإرهابية كتنظيمي القاعدة وداعش ومن الخطأ الفادح الاعتقاد أنه بالإمكان استخدام أي من هذه المجموعات بهدف إسقاط نظام ما مع بقائها موالية لرعاتها بعد ذلك، والتاريخ أثبت أن الأمر يجري بشكل معاكس تماماً».
من جانبه، قال مندوب روسيا الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين في مقابلة مع صحيفة «أزفستيا»، بحسب «سانا»: إنه «في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي يتواصل تقديم التمويل والدعم إلى المجموعات الجهادية المسلحة، والتحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة لم يتخل أبداً عن تعامله المزدوج مع الإرهابيين في سورية».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الأسبوع الماضي أن طائرات «التحالف» منعت الطائرات الروسية من ضرب الإرهابيين قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور.
وطالب بورودافكين المعارضة بالالتزام في مواقفها خلال المحادثات بدعم مناطق «تخفيض التصعيد» واتفاق وقف الأعمال القتالية وبمحاربة تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» الإرهابيين وإبداء الإرادة والرغبة في إجراء محادثات مع الحكومة السورية حول جوانب الإصلاح السياسي بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254 والتخلي عن أي شروط مسبقة.
وشدد على «أن المطالب المتطرفة من قبل جزء من المعارضة أعاقت في السابق تحقيق تقدم في محادثات جنيف»، لافتاً إلى المقاربات التي تقوم على إعطاء إنذارات نهائية تعتمدها بعض أطياف المعارضة التي تتلقى الدعم من بعض الدول الغربية ودول من الشرق الأوسط.
وتابع: إن «الوضع تغير مؤخراً فشركاؤنا وبينهم من يدعون بأصدقاء سورية بدؤوا تدريجيا بالعودة إلى الواقع ومراجعة مواقفهم غير الواقعية، وذلك يعود بشكل أساسي إلى حقيقة أن الجيش العربي السوري وبمؤازرة القوات الجوية الروسية هزم بالفعل تنظيم داعش في سورية وحقق انتصارات كبيرة في حلب ودير الزور والبوكمال».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن