قضايا وآراء

البوكمال.. النصر الإستراتيجي

| ميسون يوسف

استعاد الجيش العربي السوري وحلفاؤه مدينة البوكمال وطوى صفحة داعش الإرهابية في سورية تزامنا مع نجاح العراق في طي صفحة هذا التنظيم الإرهابي وتعانق الجيشان على الحدود في فعل أرسل الرسائل الغنية والمتعددة لكل أولئك الذين توسلوا الإرهاب من أجل تحقيق أهدافهم العدوانية في المنطقة.
لقد اجتث داعش من البوكمال وسجل نصر من طعم آخر يراه الخبراء والإستراتيجيون أنه نصر مركب من إستراتيجي وعملاني وسياسي.
فهو نصر إستراتيجي لأنه وجه طعنة في الصميم للخطة الأميركية وأجهضها، الخطة التي هدفت لإقامة منطقة تفصل سورية عن العراق وتقطع أوصال محور المقاومة بعزل شرقه عن غربه، وفي البوكمال وربطا بالقائم التي حررها الجيش والحشد الشعبي العراقي، بات المعبر الرئيسي بين سورية والعراق آمناً وطريق المقاومة من طهران إلى بيروت مفتوح عبر بغداد ودمشق، وسقط بذلك الهدف الإستراتيجي الثالث لأميركا من عدوانها على سورية بعد أن سقط الهدف الأول بالاستيلاء على سورية ولحق به الهدف الثاني بتقسيم سورية.
وهو نصر عملاني أيضاً على ما وصفه الخبراء العسكريون، فهو شكل من جهة إجهاض لخدعة مارستها القوات الأميركية عندما تقدمت القوات السورية والحلفاء إلى البوكمال من الجنوب الغربي لتحريريها، ومن جهة ثانية هو تأكيد اقتدار الجيش العربي السوري وحلفائه على العمل الميداني المنسق إلى أعلى درجات التنسيق والتغلب على العوائق الميدانية المتعددة بدءاً بالطبيعة الجغرافية مرورا بما حصل في الأجواء نتيجة العاصفة الرملية التي حجبت الرؤية وأفقدت الإمكانية لتحديد المعالم وصولا إلى التشويش الإلكتروني الذي قامت به أميركا على القوات المقتحمة.
في السياسة، فإن هذا النصر شكل مفتاحاً رئيسياً للعملية السياسية، فبعده لن يكون لأعداء سورية مادة أولية يصوغون بها خطة عدوان ميداني جديد ولأجل ذلك وصف الأميركيون البوكمال بأم المعارك.
أرادوا أن تستولي عليها «قسد» بقيادتهم، ولكن فشلوا في المسعى وبات عليهم التراجع عن التركيز على الميدان، والاتجاه إلى السياسة ولهذا أيضاً مردود مهم لمصلحة سورية وإستراتيجياتها الدفاعية.
إذا، عادت البوكمال إلى سيادة الدولة وحققت سورية نصرا له طعم آخر، فهنيئاً لنا جميعاً وللأبطال الذين صنعوا النصر والتحية والرحمة للشهداء الذين بدمائهم سطروا صفحات العز البطولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن