الخبر الرئيسي

الرئيس الأسد يتحدث لرؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة…خـطــاب الـواقــع

 كتب رئيس التحرير : 

لم يكن خطاب الأمس للرئيس بشار الأسد خطاباً سياسياً تقليدياً بل كان خطاب الواقع والصراحة والشفافية، كان خطاب الإجابة عن أسئلة السوريين، كل السوريين.
تحدث الرئيس الأسد بصفته رئيساً للجمهورية العربية السورية والقائد العام للجيش والقوات المسلحة وبصفة المواطن المدرك لمعاناة السوريين في مختلف بقاع سورية.
كان من الواضح أن الرئيس الأسد يخاطب السوريين دون سواهم، على الرغم من الإشارات السياسية التي بعث بها باتجاه الغرب.
كان يجيب عن الأسئلة والتساؤلات والاستفسارات التي تعني كل سوري داخل وخارج سورية، تحدث وبجرأة متناهية عن الواقع العسكري والأولويات، ولماذا ننجز هنا ونتراجع هناك، ورد من خلال كلماته وشرحه للواقع العسكري والميداني، على كل من كان يشكك بقدرات الجيش العربي السوري، مؤكداً مجدداً أن هذا الجيش لا يعرف معنى الهزيمة التي لا وجود لها في قاموسه.
تحدث عن الواقع متحدياً كل وسائل الإعلام المعادية، وعن تخلف عدد من الشباب للالتحاق بالجيش والقوات المسلحة، واضعاً كل سوري أمام مسؤولياته للدفاع من وطنه ومدينته ومنزله.
لم يتردد الرئيس الأسد في الدخول بشرح تفصيلي تجاه ما يعانيه كل مواطن من أزمة معيشية ووقود وكهرباء، فهو يعرف جيداً الواقع اليومي للسوريين ويحيي صمودهم وصبرهم، لأن من خلال صمودهم تنتصر سورية وينتصر السوريون.
كلام الأمس كان واقعياً، خصوصاً في السياسة، فالرئيس ليس لديه معلومات أو معطيات جديدة يمكن أن يقدمها لشعبه تؤدي إلى إنعاش الأمل بحل سياسي قريب للحرب على سورية، لكن وبكل تأكيد الأبواب مفتوحة بالاقتصاد وفي الجانب العسكري لدينا الإمكانيات ويوجد أمل.
الرئيس حدد من العدو الحقيقي للسوريين وكيف يمكن هزيمته من خلال تضافر الجهود ونهوض كل السوريين لمواجهته، إنه ببساطة الإرهاب الذي صُدر إلينا ومُول وسُلح وبات اليوم يشكل الخطر الأكبر على السوريين وعلى العالم.
تحدث الرئيس الأسد عن تغييرات في العالم وعن تغيير تجاه سورية لكنه رفض تعليق أي آمال على هذه التغييرات ما لم يتوقف النفاق الغربي واللغة المزدوجة ويصطف العالم ليعلن جهارة أنه أخطأ وأن الوقت حان لتدمير الإرهاب لا لتقليم أظافره فقط.
كان واقعياً وواضحاً تجاه المسار السياسي للأزمة السورية، وصف المعارضة كما يجب أن توصف من الوطنية إلى العميلة والانتهازية، كشف بكلمات بسيطة حقيقة معارضة الخارج وارتباطها العضوي بالإرهاب وبالسيد الواحد، وذهب أبعد من ذلك حين كشف للسوريين كيف «يحتقر» المسؤولون الغربيون هذه المعارضة.
وبإسهاب تحدث عن غلاوة وقداسة الدماء السورية، إن كان خلال شرحه لأوليات القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، أو من خلال قبول سورية لكل المبادرات الدولية التي طرحت حتى تلك التي كانت عن سوء نية وبمعرفة السوريين، لأن الهدف أولاً وأخيراً هو حقن دماء السوريين ووقف الحرب وفضح نفاق الغرب وعملائه الذين لم يكونوا يريدون سوى استسلام سورية وتسليم قيادتها لأزلامهم فتصبح مثل الكثير من الدول العربية تابعة وليس مستقلة ليتحقق هدف ما سمي الربيع العربي.
تحدث الرئيس الأسد عن الحرب الاقتصادية والحصار الذي فرضه الغرب، والدمار والنهب اللذين مارسهما الإرهاب، وعن التلاعب بالعملة الوطنية، وتحدث عن فرص اقتصادية ومستقبل اقتصادي والتسهيلات التي تقدمها الدولة.
كان واقعياً أيضاً في توصيف الوضع الاجتماعي للسوريين ورفضهم محرقة التقسيم على أسس عرقية ومذهبية وكيف لا يزال السوري يعانق أخاه السوري على الرغم من الحرب الإعلامية وحرب المصطلحات التي تشن عليه من دون أن تؤثر فيه، وكان واقعياً حين اكتفى بتقسيم السوريين إلى قسمين فقط: الشعب والإرهابيون.
هو الخطاب الأول بعد خطاب القسم الذي رسم، العام الماضي، ملامح السياسة العامة للدولة، فكان خطاب الواقع والإجابة عن كل ما يفكر فيه السوريون سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
في الأمس كان كلام الرئيس الأسد هو كلام المنتصر بصمود شعبه والواثق بقدرات جيشه والشاكر لتضحيات ودعم حلفائه.
كان كلاماً للسوريين وأمام شريحة واسعة من ممثليهم من نقابات مهنية وغرف تجارية وصناعية وزراعية وسياحية وهي الشريحة الأوسع، كان يعلم مسبقاً أن العالم سيتابع كل كلمة من كلماته ويعلق عليها، لكن الرئيس بجرأته المعروفة وشفافيته المعهودة منذ خطاب القسم الأول عام 2000 لم يكترث، لأنه كان يقول كلمات الحق، وكان يتحدث عن الواقع لا عن الأوهام.
خطاب الأمس كان ببساطة خطاب الواقع كما كان خطاب الواثق من الانتصار والقادر على إعادة بناء سورية وجعلها أقوى مما كانت، وكان خطاباً يعبر عن ثقافة حلف ومحور، وهي ثقافة الاستقلال والكرامة والشموخ والحرية، وثقافة رفض العبودية والاستسلام والعمالة.
(النص الكامل للخطاب ص2-4)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن