الخبر الرئيسي

دمشق رحبت بالبيان الختامي.. و«الرياض 2» تغرد خارج سرب التوافقات الدولية … قمة سوتشي الثلاثية تعلن بدء العمل لإطلاق الحوار الوطني السوري

| وكالات

على توقيت سوتشي وببراعة دبلوماسية فاقت كل التوقعات، نجحت روسيا في ضبط إيقاع المصالح الإقليمية والدولية المتقاطعة، واقتربت من إنجاز أحد أكبر وأخطر الملفات التي واجهت العالم، على وقع هزيمة المشروع الإرهابي الأخطر الذي اقترب موعد اقتلاعه من المنطقة.
وفيما لا تزال تداعيات اللقاء المفصلي الذي جمع الرئيس بشار الأسد بنظيره الروسي تشغل أروقة المحللين والساسة، حضرت نتائج لقاء الأمس بين رؤساء البلدان الضامنة لـ«أستانا» روسيا وإيران وتركيا، لتعطي شكل الملامح النهائية لمسار الحل السياسي، وليتبعه ترحيب رسمي سوري بنتائج ما اتفق عليه، في دلالة أخرى تحمل رسائلها إلى كل الاتجاهات.
مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، رحب بالبيان الختامي للقمة الثلاثية، وقال في تصريح نشرته وكالة «سانا»: إنه «انطلاقاً من حرص الجمهورية العربية السورية على دعم أي عمل سياسي يحترم سيادة واستقلال ووحدة أراضيها، ويسهم في حقن الدم السوري، ترحب الحكومة السورية بالبيان الختامي للقمة».
واعتبر المصدر أن هذه القمة، «تأتي استكمالاً للقمة الروسية السورية، وما تمخضت عنه فيما يتعلق بالاتفاق على مواصلة مكافحة الإرهاب، والمبادئ الأساسية لتنظيم المسار السياسي للأزمة في سورية، وعقد مؤتمر للحوار الوطني السوري السوري، وتشكيل لجنة لمناقشة مواد الدستور الحالي وإجراء الانتخابات البرلمانية لاحقاً».
الترحيب السوري كان سبقه، إعلان مشترك اتفق عليه رؤساء روسيا وإيران وتركيا، بخصوص بدء العمل بإطلاق حوار سوري وطني شامل.
وقال الرئيس فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي مشترك عقب القمة أمس: «قمنا برسم الخطوات ذات الأولوية الخاصة بتفعيل الحوار السوري الشامل بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254»، كما ذكر بوتين أنه أبلغ كلاً من روحاني وأردوغان بنتائج لقائه الرئيس الأسد، قائلاً: «أشرنا إلى تمسك القيادة السورية، بمبادئ الحل السلمي، واستعدادها لإجراء الإصلاح الدستوري، وانتخابات حرة بإشراف من قبل الأمم المتحدة»، كاشفاً عن أن أطراف قمة سوتشي اتفقت أيضاً على بذل الجهود لتحفيز الدول الأخرى للانضمام للعمل على إعادة إعمار سورية.
من جانبه، شدد الرئيس حسن روحاني، على أن الأطراف الثلاثة، تأمل في أن «يصبح هذا المؤتمر خطوة جديدة في تحقيق السلام والاستقرار في سورية»، على حين ذكر الرئيس رجب طيب أردوغان، أن «اللقاء لديه أهمية كبيرة في وقف إراقة الدماء وإنهاء المأساة المستمرة لسنوات».
وأقر الرؤساء الثلاثة بياناً مشتركاً، أكدوا فيه على «سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها»، ووجهوا الدعوة «لممثلي الحكومة والمعارضة، المتمسكين بسيادة الدولة السورية واستقلالها ووحدتها ووحدة أراضيها ومبدأ عدم تفرقتها، إلى المشاركة بشكل بناء في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي».
وتزامناً مع هذه التطورات المهمة القادمة من على ضفاف البحر الأسود، كانت أطراف المعارضة السورية تعقد مؤتمرها الثاني في الرياض، حيث أعلن المجتمعون في «مسودة» بيانهم الختامي، تمسكهم بسقف المواقف التفاوضية للمعارضة، وفق ما نص عليه بيان «جنيف1» بخصوص «إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية».
وفي موقف بدا خارج كل السياقات والتوافقات الدولية الحاصلة، أعاد مؤتمرو الرياض النفخ في اسطوانة، التمسك «برحيل الرئيس الأسد»، مع بداية المرحلة الانتقالية.
وبحسب مسودة البيان فإن المشاركين في ختام الاجتماع اليوم الخميس، سيقرون الهيكل التنظيمي ولائحة الأنظمة الداخلية لهيئة المفاوضات، وتسمية ممثليهم إليها ليتولوا مهام اختيار الوفد التفاوضي للتفاوض مع ممثلين عن الحكومة السورية ».
وأعلنت «منصة موسكو» التي يتزعمها قدري جميل، انسحابها أمس من المشاركة في «الرياض2»، مؤكدة أن ممثلها علاء عرفات يحضر الاجتماع بصفة مراقب، وذلك احتجاجاً على الشروط المسبقة وعدم الالتزام بالقرار الأممي 2254.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن