سورية

انزياح كبير لأردوغان للموقف الروسي.. وترامب يحاول فرملته

| الوطن- وكالات

أعلنت أنقرة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، إصداره تعليمات واضحة بعدم إرسال شحنات إضافية من الأسلحة لـ«وحدات الحماية الكردية»، في حين نقل البيت الأبيض عن ترامب أنه «أبلغ أردوغان أن واشنطن بدأت تعدل الدعم العسكري لشركائها على الأرض في سورية»، دون تحديدهم.
ومن ضمن المسلحين الذي تدعهم واشنطن في سورية «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع العسكرية لـحزب «الاتحاد الديمقراطي– با يا د» الكردي الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية وانه فرع لحزب العمال الكردستاني.
ويرى مراقبون أن حديث ترامب الجديد يعتبر تحولاً في سياسة واشنطن تجاه أنقرة بعد أن أزاحت تركيا بشكل كبير في سياستها فيما يتعلق بالملف السوري إلى جانب الموقف الروسي والإيراني.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، وفق ما نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: «السيد ترامب أصدر تعليمات واضحة بعدم إرسال شحنات إضافية من الأسلحة لتنظيم (با يا د) الإرهابي».
وكانت مصادر في الرئاسة التركية، أعلنت أن الرئيس التركي بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، التطورات الأخيرة في سورية بالإضافة إلى العلاقات الثنائية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المصادر قولها: إن «أردوغان وترامب بحثا أيضاً القمة الثلاثية التي عقدت مؤخراً في مدينة سوتشي الروسية بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه التركي والإيراني».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيراه التركي، والإيراني محمد حسن روحاني، أكدا خلال قمتهم الأخيرة في سوتشي، بدء العمل على إطلاق التسوية الشاملة بين الفرقاء السوريين.
وبحسب ما نقلت وكالة «الأناضول»، فإن البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة التركية حول الاتصال، أكد «توافق الرئيس التركي ونظيره الأميركي، على محاربة جميع المنظمات الإرهابية بما فيها داعش، و«بي كا كا»، و«غولن»، ومنظمات مشابهة».
إلا أن البيت الأبيض نقل الجمعة عن ترامب، وفق ما ذكرت «رويترز» قوله: إنه «أبلغ أردوغان خلال الاتصال أن واشنطن بدأت تعدل الدعم العسكري لشركائها على الأرض في سورية».
وكانت الرئاسة التركية، قالت في وقت سابق: إن «الولايات المتحدة لن تزود مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سورية بالأسلحة».
وبينما قالت الرئاسة التركية: إن واشنطن وافقت على محاربة «المنظمات الإرهابية مع أنقرة ومن بينها تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني وشبكة غولن»، لم يشر البيت الأبيض بشكل محدد في إعلانه للمكالمة لتلك التنظيمات.
وبحسب مراقبين، فإن الاتصالات التي تجريها تركيا بشأن كرد سورية تعكس خلافات عميقة مع الأميركيين والبريطانيين تحديدا حول الدور الحالي والمستقبلي لما يسمى بتسليح «حماية الشعب» الكردية التي تتواجد في شمال وشمال شرق سورية.
وقدمت الإدارة الأميركية كميات كبيرة من المدرعات والذخائر لهذه القوات في الوقت الذي ترى فيه تركيا بأن تنمية دور «حماية الشعب» الكردية يعزز الإرهاب ولا يدعم الاستقرار.
وفي سابقة تدل على عدول أنقرة عن موقفها من سورية وحاجتها لدمشق في حفظ أمنها، لم يرفض أردوغان إمكانية إجراء اتصالات في المستقبل مع الرئيس بشار الأسد حول «وحدات حماية الشعب».
ونقلت صحيفة «حريت» التركية عن الرئيس أردوغان، بحسب «روسيا اليوم» قوله: « أي كانت الأمور التي ستحدث غداً، يبقى كل شيء مرتبطا بالظروف ولذلك لا يجوز بتاتا التحدث بشكل قطعي بما في ذلك عن الرفض. الأبواب في السياسة تبقى دائماً مفتوحة حتى آخر لحظة».
وشدد أردوغان على أن «بلاده لم تبادر حتى الآن بأي اتصالات مع (الرئيس) الأسد بما في ذلك عبر وسطاء». وأشار إلى أن الرئيس بوتين «يدرك مدى حساسية موضوع (YPG) بالنسبة لتركيا». وقال: إنه «علم بعدم رغبة (الرئيس) الأسد بمشاركة YPG في المفاوضات»، واعتبر أن «هذا ليس مستغرباً».
وأضاف أردوغان أنه تمت في قمة سوتشي «مناقشة مسألة عقد مؤتمر الحوار الوطني في سورية». وقال: «نحن، الدول الثلاث ستقرر من الذي سيدعى إلى المؤتمر. تم تشكيل لجنة من قبل وزارات الخارجية في الدول الثلاث وستجري مقدما المشاورات اللازمة ونتوقع أنه ستوجه الدعوة لكل المجموعات والفصائل في سورية».
ووفقاً له، فإن اجتماعات القمة الروسية التركية الإيرانية الثلاثية حول سورية قد تعقد في المستقبل في تركيا أو إيران.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن