سورية

ترتيبات لاعتماد بيان سوتشي «وثيقة» أممية للحل في سورية

| الوطن- وكالات

تأكيداً للنجاحات التي حققها مسار أستانا للحوار السوري السوري أعلن مجلس الأمن الدولي أنه سينظر في بيان لقاء سوتشي الثلاثي الذي جمع رؤساء الدول الثلاث الراعية لهذا المسار الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان، لاعتماده كـ«وثيقة رسمية»، بينما أبدى حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي رغبته بحضور مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
واختتم اللقاء الثلاثي الأربعاء الماضي بموقف موحد حول أهمية دعم مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده الشهر المقبل في سوتشي بمشاركة «واسعة لجميع مكونات المجتمع السوري» وذلك للنظر في «نظام سياسي مستقبلي وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات جديدة تحت رعاية الأمم المتحدة»، إضافة إلى توافق ضرورة تصفية تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» الإرهابيين.
ووفقاً لموقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أفاد رئيس مجلس الأمن الدولي سيباستيانو كاردي أمس بأن البيان المشترك للقاء الثلاثي بشأن التسوية السورية سينشر كوثيقة رسمية لمجلس الأمن، موضحاً أن البيان الصادر عن القمة الثلاثية في سوتشي في الـ22 الجاري «سيوزع في مجلس الأمن الدولي لإطلاع أعضاء المجلس عليه»، وذلك بطلب من مندوبي الدول الثلاث لدى الأمم المتحدة.
واعتبر مراقبون، أن من شأن تحول بيان «سوتشي» الثلاثي إلى وثيقة رسمية في مجلس الأمن يمهد لاعتماده كوثيقة مرجعية للحوار السوري السوري في جنيف إلى جانب القرار الأممي 2254 وبالتالي زيادة الضغوط على المعارضة خلال حوارات جنيف المقبلة.
ورغم التوافق الثلاثي إلا أن تشكيكاً كردياً بالدور التركي كان واضحاً، بموازاة الرغبة بالتمثيل في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي.
وأعلن متحدث باسم ميليشيا «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية والتي تعتبر الجناح العسكري لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، أنه يجب على اللاعبين الخارجيين، مثل تركيا، أن يلعبوا دوراً بناء في التسوية السورية بدلا من غزو أراضي الوطن.
ونقلت وكالة «انترفاكس» عن ممثل لـ«وحدات الحماية»، أن قواته «معنية ويهمها المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، لكنها لم تتلق أي دعوة حتى الآن»، مؤكداً رغبة قواته في «أي مؤتمر من شأنه أن يساعد على وقف الحرب، ولكن ليس من أجل إطلاق العنان لحرب جديدة». وشدد على أن «السوريين بأنفسهم يجب أن يحلوا مشاكل سورية، ويجب على اللاعبين الخارجيين القيام بدور بناء، وعدم غزو البلاد كما تفعل تركيا».
تجدر الإشارة إلى أن قائمة المدعوين الأولية التي نشرتها وزارة الخارجية الروسية في 31 تشرين الأول الماضي وسحبتها في وقت لاحق تضمنت اسم «الاتحاد الديمقراطي» كطرف مدعو لكنها قسمته إلى فرعين الأول في القامشلي والثاني في عين العرب «كوباني».
ولم يصمت أردوغان في مقابل الدعوة الكردية فغمز من قناة «وحدات الحماية» مذكراً بالتصنيف التركي لها حيث تعتبرها أنقرة فرعاً لحزب العمال الكردستاني المصنف تركياً منظمة إرهابية، في رغبة منه وفق مراقبين في استبعاد «وحدات الحماية» عن أي ترتيبات مستقبلية للحل في سورية.
وتعهد أردوغان، خلال كلمة له في حفل تخريج دفعة من القوات البرية من «جامعة الدفاع الوطني» التركية أمس، بالقضاء على جميع التهديدات والمنظمات الإرهابية سواء داخل البلاد أم خارجها، قائلاً: «تركيا هي أمل المسلمين في كل أنحاء العالم لذا علينا أن نكون أقوياء ونحافظ على وحدة أراضينا ووحدة شعبنا»، وذلك وفقاً لقناة «تي ار تي» التركية. وأكّد أن تركيا لن تظل مكتوفة الأيدي حيال مطامع بعض الجهات الدولية بتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى بؤرة للإرهاب، موضحاً أن أنقرة ستقوم بما يلزم لعرقلة هذا المشروع.
واعتبر أردوغان أن قمة سوتشي هي نتيجة للجهود الرامية إلى منع المأساة الإنسانية في سورية وتأسيس الظروف الأكثر عدالة بالنسبة لمستقبل المنطقة.
وتأكيداً على الجدية والحرص الروسي على حل الأزمة السورية بحث بوتين أول من أمس مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، التسوية السورية في ظل نتائج اللقاءات الدولية في سوتشي.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريح صحفي الجمعة أن موضوع الاجتماع ركز على «مسألة التسوية السورية مع الأخذ بالحسبان نتائج عمل القمة الثلاثية في سوتشي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن