الأولى

بيان «الرياض 2» لعرقلة مسار جنيف.. ووفد المعارضات غير متوافق مع القرار ٢٢٥٤ … رمزي من دمشق: العملية السياسية صعبة ومعقدة

| مازن جبور

لم ينجح المجتمعون في «الرياض ٢» بالتلاعب على المصطلحات والإيحاء للمجتمع الدولي بأن لا شروط مسبقة لديهم للذهاب إلى مفاوضات مباشرة في جنيف، مع موقف عاد وتكرر في البيان الذي صدر عن المجتمعين ونص على أن سقف التفاوض بالنسبة إليهم هو «رحيل الرئيس بشار الأسد عند بدء المرحلة الانتقالية»، إضافة إلى تمسك المجتمعين ببيان «جنيف ١» الصادر في حزيران عام ٢٠١٢.
مصدر دبلوماسي غربي في جنيف قال لـ«الوطن»: إن هذا البيان من شأنه عرقلة مسار جنيف من جديد وفرض شروط مسبقة والعودة إلى المربع الأول في المفاوضات التي بدأت 2014، وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: «لا جدوى من الحديث عن بيان حنيف ١ بعد خمس سنوات على صدوره، وبعد تكشف الوقائع والاعترافات الدبلوماسية الأخيرة- في إشارة إلى تصريحات وزير خارجية قطر الأسبق للتلفزيون القطري حمد بن جاسم- بأن كل ما جرى في سورية كان بترتيب خارجي، ولاسيما قطري وسعودي، فالواقعية السياسية هي المطلوبة اليوم من أجل إحراز تقدم في المفاوضات السياسية».
وتابع: «صحيح أن الرياض نجحت في تشكيل وفد واحد لمسار جنيف، لكن هذا الوفد لا يزال منقوصاً ولا يمثل المعارضات كافة ولا أطياف الشعب السوري كما ينص القرار ٢٢٥٤، ولا يزال قراره مرهوناً للموقف السعودي».
الموقف السابق أكد عليه أيضاً رئيس وفد معارضة الداخل لمفاوضات جنيف إليان مسعد الذي طالب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بـ«إعادة النظر بهذا الوفد ناقص التمثيل بالنظر للبند العاشر من قرار مجلس الأمن 2254، لكيلا يدعي أحد أن القرار خصصه دون غيره»، وذلك عبر تصريح مقتضب تلقته «الوطن».
من جهتها مصادر إعلامية في جنيف، قالت لـ«الوطن» إن دي ميستورا سمع كلاماً قاسياً من المسؤولين الروس خلال تواجده في موسكو تجاه البيان الذي صدر عن اجتماع الرياض، الأمر الذي دفع دي ميستورا إلى تجاهل بيان المجتمعين في الرياض، والحديث فقط عن تطبيق للسلتين الثانية والثالثة من القرار ٢٢٥٤ المتعلقة بالدستور والانتخابات، واعداً بعدم التطرق إلى بيان جنيف ١ وموقع رئاسة الجمهورية خلال الجولة القادمة، التي يريدها أن تبدأ بعد غد الثلاثاء، على أن تقسم إلى مرحلتين، بحيث تعقد جلسة مباحثات ثانية في كانون الأول المقبل، في إشارة إلى استعداده للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي ينتظر تحديد موعد انعقاده في سوتشي.
وقالت مصادر مقربة من المبعوث الأممي في جنيف، تواصلت معها «الوطن»: إن دي ميستورا سيبذل جهوداً استثنائية لتجاهل بيان «الرياض ٢»، ويمضي قدماً في العملية التفاوضية، وهو مدرك لصعوبة المسار السياسي، لكنه سيعمل مع فريقه على تقريب وجهات النظر تحديداً في موضوعي الدستور والانتخابات، ومن دون التطرق إلى السَّلات المتبقية، كما سيعمل على إقرار ورقة المبادئ التي سبق أن تقدم بها للوفود المشاركة على أن يجري عليها بعض التعديلات.
وأمس أصدر مكتب دي ميستورا بياناً، اعتبر فيه أن جميع مكونات المعارضة المحددة في القرار 2254 قد شاركت في مؤتمر «الرياض 2»، مشيراً إلى أن الوفد الذي شكل سيفاوض في جنيف «من دون أي شروط مسبقة»، ولافتاً إلى أن ما سماه تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة تعتبر المرجع الوحيد للمفاوضات، في محاولة للتنصل من ذكر عبارة بيان «جنيف 1»، التي استندت إليها معارضة الرياض كمرجعية لها في بيانها أول من أمس.
وفي دمشق أقر نائب المبعوث الأممي رمزي عز الدين رمزي، في رده على سؤال لـ«الوطن» خلال التصريح الصحفي الذي عقده في دمشق، عقب اجتماعه مع نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، بأن العملية السياسية الخاصة بسورية، هي عملية صعبة ومعقدة لأن الوضع في سورية معقد.
إلى ذلك اعتبر الاتحاد الأوروبي في بيان له أن تشكيل «الرياض 2»، وفداً معارضاً موحداً شاملاً للمحادثات، يمثل «معلماً مهماً لعملية الانتقال إلى مفاوضات حقيقية بين الطرفين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن