سورية

«مؤتمر الحوار الوطني» ما زال بلا موعد.. وأردوغان يجذب المتربصين … موسكو تواصل «دبلوماسيتها الماراثونية» لحل الأزمة في سورية

| الوطن- وكالات

بعد النجاحات التي حققتها في جهودها لحل الأزمة السورية، والتي ظهرت في لقاء سوتشي الثلاثي، أكدت موسكو مواصلتها دبلوماسيتها «الماراثونية» التي تهدف لحل هذه الأزمة، وتركت مهمة التواصل مع المتربصين بسورية لضامن المسلحين في الترويكا الثلاثية الراعية لمسار أستانا وهي تركيا.
ويوم أمس، أكد دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن مباحثات الرئيس فلاديمير بوتين مع الرئيس بشار الأسد في سوتشي الإثنين الماضي ساهمت بشكل كبير في نجاح القمة الثلاثية الروسية – الإيرانية – التركية في منتجع سوتشي بجنوب روسيا.
وكان الرئيس الأسد، أكد خلال قمته مع بوتين استعداد دمشق للحوار مع كل المهتمين بالحل السياسي في البلاد، في حين أسفر لقاء سوتشي الثلاثي الذي جمع بوتين بنظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان عن بيان أكد دعم الحوار الوطني السوري المزمع عقده في سوتشي أيضاً، مؤكداً ضرورة مشاركة جميع أطياف الشعب السوري، كما دعا إلى اجتثاث تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين.
ونوّه بيسكوف في حديث تلفزيوني نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» مقتطفات منه، بأن بوتين سيواصل «ماراثون» التفاوض لحل الأزمة في سورية، مشيراً إلى أن بوتين بذل فعلا جهودا دبلوماسية كبيرة ومكثفة.
وشدد بيسكوف على أن هذا «الماراثون» سيتواصل بهذا الشكل أو ذاك، معتبراً أنه «لا تزال هناك حاجة للقيام بعمل كبير».
ويبدو أن اللقاء الثلاثي أناط بأردوغان مهمة التواصل مع الدول التي تتربص الشر بسورية لجذبها إلى التوافق الدولي المتحصل حالياً حول الأزمة السورية، حيث أجرى أردوغان أول من أمس اتصالاً بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وأكدا على وحدة الأراضي السورية. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر في الرئاسة التركية، أن الرئيسين، أكدا أيضا، ضرورة عدم إعطاء الفرصة لأي تنظيم إرهابي آخر للسيطرة على الأراضي التي استعيدت من تنظيم داعش الإرهابي، بعدما أطلع أردوغان نظيره الفرنسي على نتائج قمة سوتشي الثلاثية.
وشدد الرئيسان خلال محادثة هاتفية على أهمية إجراء انتخابات عادلة في سورية بإشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها كافة السوريين، كما بحثا أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والصناعات الدفاعية. بدوره نقل موقع «ترك برس» عن مصادر في الرئاسة التركية أيضاً: أن الرئيسين تفاهما على تنسيق الجهود المشتركة بين بلديهما لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات.
وأشارت المصادر إلى أن أردوغان زعم أن بلاده تولي اهتماماً كبيراً لتهيئة الظروف الملائمة التي تسنح للسوريين بالعودة إلى بلادهم والمشاركة في انتخابات عادلة وشفافة تحت رعاية الأمم المتحدة.
ولم تتوقف اتصالات السلطان العثماني على باريس، إذ أجرى اتصالاً آخر مع حاكم السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبحث معه، عدة قضايا على رأسها آخر التطورات في الأزمة السورية.
وأفادت مصادر في الرئاسة التركية كذلك، بأن أردوغان أطلع سلمان على مساعي حل الأزمة السورية في إطار مباحثات أستانا في كازاخستان وقمة سوتشي الثلاثية في روسيا.
ويرى مراقبون، أنه وبالنظر إلى أن بوتين سبق وأجرى اتصالات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وسلمان، فإنه من الواضح أن الترويكا الثلاثية باتت تحث الخطا لجذب المزيد من الدعم الدولي إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي يتوقع عقده في مدينة سوتشي الروسية.
ويبدو أن هذه المحاولات تحظى بقبول من الطرف الآخر لاسيما وان أردوغان سبق واتصل مع ترامب وأبلغه الأخير بحسب وسائل إعلام تركية، أنه «أصدر تعليمات واضحة بعدم إرسال شحنات إضافية من الأسلحة لتنظيم وحدات الحماية الإرهابي».
ورغم كل الجهود المبذولة لا يزال موعد انعقاد الحوار الوطني في سوتشي غامضاً، فبعدما تحدثت تقارير إعلامية عن انعقاده مطلع الشهر المقبل، أفادت مصادر دبلوماسية روسية لـ«الوطن» في وقت سابق من هذا الشهر بأن المؤتمر قد يؤجل لكن سينعقد خلال كانون الأول المقبل إلا أن تقارير إعلامية عادت وتحدثت أمس عن تأجيل انعقاد المؤتمر إلى شهر كانون الثاني في العام المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن