رياضة

هيئات لاحتضان بقية الرياضات

مالك حمود : 

رياضة الحياة تحتاج إلى الحكمة، فلا رياضة من دون حكمة، والثقافة أساس الحكمة بالرياضة، فالمثقف ليس مجرد من (يعرف شيئاً عن كل شيء، وكل شيء عن شيء) وإنما في من يخرج بفلسفة عن الشيء الذي تخصص فيه بهذه الحياة لتعزيز خطوات رياضتنا وخصوصاً في هذه المرحلة. القيادة الرياضية قامت بفصل الهيئات عن الأندية واعتمادها كمؤسسات رياضية تشارك في البطولات الرياضية المركزية لتكسب رياضتنا مشاركة أربع جهات في بطولاتها المحلية ما يوسع محاور العمل الرياضي.
كلام جديد ومهم ومفيد ولكن كيف يمكننا أن نجعله أكثر فاعلية وإنتاجية؟
لنعد إلى مسألة الهيئات الرياضية فهي ليست جديدة علينا ما دامت استفادت رياضتنا من هذه الهيئات في بناء الفرق والمنتخبات وإنتاج الكثير من المواهب والطاقات بمختلف جوانب العمل الرياضي، ولكن لنتذكر أنه من أساسيات الموافقة على اعتماد الهيئة الرياضية أن ينبثق عنها ثلاثة أندية فرعية في المحافظات بحيث يحمل النادي الممثل لها في العاصمة اسم النادي المركزي، وأن تحمل الأندية الفرعية لها اسم النادي الفرعي كشرطة حلب وجيش اللاذقية ومحافظة حماة، ولكن أين تلك الأندية الفرعية المنبثقة عن تلك الهيئات؟ بل هل هناك أندية فرعية للهيئات الأربع على أرض الواقع؟
والنقطة الثانية هي ما تمتاز به الهيئات عن الأندية من استقرار مالي وإداري وفني ومقدرة على الإنفاق، في الوقت الذي تجد فيه الأندية صعوبة في احتضان أكثر من كم محدود من الرياضات وغالبا ما يكون توجهها نحو الألعاب الجماهيرية التي تحقق لها الريوع والعوائد، بينما نراها تتهرب من بقية الرياضات كالألعاب الفردية والقوة وما شابه، وهنا يأتي دور الهيئات التي يفترض أن يسند إليها هذا الدور.
نشهد ونؤمن بالدور الكبير الذي قامت به الهيئات الرياضية في بلدنا باحتضان العديد من الألعاب الفردية وغيرها من الألعاب المستهلكة دون تحقيق العوائد المادية، بينما كانت تعود على رياضة الوطن بالنجاحات ومنهم من وصل إلى البطولات القارية وآخر وصلت إنجازاته إلى القارية، ولكن لماذا لا تكون الأمور بطريقة ممنهجة من القيادة الرياضية؟ فعمل الهيئات ليس المطلوب منه التفوق المحلي على الأندية في البطولات المحلية، وإنما المساهمة في بناء الرياضة الوطنية من خلال تكليفها رسمياً باحتضان تلك الألعاب المذكورة، فنجاحها بالألعاب الجماعية أمر مشروع ومطلوب ولكن ليكن هدفها الأساسي احتضان بقية الرياضات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن