سورية

أعلنت أن وضع دستور جديد هو من مهام القانونيين السوريين وليس دي ميستورا … «الجبهة الديمقراطية السورية» توقعت إخفاق «جنيف 8»

| سامر ضاحي

أكدت «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة، أن صياغة دستور جديد لسورية هي مهمة فقهاء القانون الدستوري السوريين وليست مهمة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وهددت «بخطوات تصعيدية» رداً على بيان «الرياض 2» للمعارضات الذي تجاوز القرار الأممي 2254، متوقعة أن تفشل جولة «جنيف 8».
وعقدت الجبهة التي تنشط في الداخل السوري، أمس، مؤتمراً صحفياً في مقرها الجديد بدمشق تلت خلاله المتحدثة باسم الجبهة ميس الكريدي بياناً ردت فيه على «البيان التصعيدي المرفوض من وفد «الرياض2» والذي يؤدي إلى تعطيل العملية السياسية في جنيف وتأجيل سفر الوفد الحكومي إلى جنيف». وأكد البيان، أن دي ميستورا تجاوز القرار الأممي 2254 الذي أدى إلى استبعاد المعارضة الداخلية متناسياً الفقرة التي تنص على تمثيل أوسع طيف للمعارضة، معتبراً أن هذا يعتبر «محاولة لإرضاء محور دولي وإقليمي».
وشدد البيان على أن ما أصدرته مجموعة الرياض يؤكد أنها «ليست مجموعة تفاوض وإنما تصعيد وتعطيل»، واعتبر أن الوفد الذي تم تشكيله لا يعبر عن طموحات السوريين بالسلام والخلاص وإنهاء الحرب وبدء مرحلة تؤسس لتحولات ديمقراطية جدية لبناء نظام ديمقراطي تعددي ضامن للمواطنة والحقوق والحريات.
ودعا البيان، المجتمع الدولي والفريق الأممي للوقوف على مسؤولياته لتيسير العملية السياسية من أجل الحوار السوري السوري وإقصاء المتطرفين الذين لا عمل لهم سوى تعطيل الحل، وبين أن هذا ما يدفع ثمنه السوريين نزيفاً بشرياً ومالياً.
وطالبت الجبهة بتمثيل سياسي وازن ومعتدل لكل أطياف المعارضة. ورداً على سؤال لـ«الوطن»، حول رؤية الجبهة حيال تركيز دي ميستورا حديثه على الدستور، قال أمين عام الجبهة محمود مرعي: إن «دي ميستورا يركز دائماً على الدستور والانتخابات وأعتقد أن صياغة دستور سوري هي مهمة فقهاء القانون الدستوري ولا نقبل أن يضع أحد دستوراً لسورية، وفقهاء القانون الدستوري في سورية قادرون على وضع دستور للبلاد يعرض على الاستفتاء الشعبي».
بدوره وردا على سؤال لـ«الوطن» حول من يتحمل مسؤولية إبعاد معارضة الداخل عن «جنيف 8» أكد عضو المكتب التنفيذي في الجبهة مازن بلال، أن «السعودية تتحمل جزءاً ودي ميستورا جزءاً آخر»، وأضاف: «المعارضة الداخلية نفسها أيضاً مسؤولة عن ذلك لأنها حتى اللحظة لم تقم بعمل موحد».
من جانبها وحول إمكانية تداعي المعارضة الداخلية إلى اجتماع عاجل يصدر عنه موقف موحد قالت الكريدي لـ«الوطن»: «لدينا في الجبهة انطلاقة سياسية جدية على أرضية مد اليد للداخل والخارج لكن على أساس البنى الوطنية والثوابت الوطنية، والحل السياسي الممكن». وأوضحت، أنه «لا يمكن أن نتجاوز وحدة سورية أرضاً وشعبا ولا ثوابتنا الوطنية ونضالاتنا لاستعادة أراضينا المحتلة». وحول إمكانية تشكيل وفد واحد من معارضة الداخل يذهب إلى جنيف لزيادة الضغط على دي ميستورا، قالت الكريدي: «لا نفضل أن نذهب كوفد ضاغط إنما نريد أن نكون جزءاً حقيقياً في العملية السياسية وجزءاً فاعلاً ضمن جنيف».
وفي تصريح خاص بـ«الوطن»، هدد مرعي، بأن الجبهة «ستقوم بخطوات تصعيدية رداً على بيان «الرياض 2» وتجاهل دي ميستورا لمعارضة الداخل»، بعد أن كان توقع خلال افتتاح المؤتمر إخفاق جولة «جنيف 8» التي من المفترض التي تبدأ اليوم.
وفي تصريح لـ«الوطن»، اعتبرت الكريدي أن «العملية السياسية تمر بمرحلة تعطيل كبير وأن الوفد المشكل بموجب «الرياض 2» يعكس هيمنة جهة إقليمية أدت إلى تعطيل العملية السياسية»، ورأت أن «العودة إلى «جنيف 1» كارثة لأن هذا تم تجاوزه في كل جولات جنيف وفي الحوارات الدولية اللاحقة».
وبينت الكريدي، أن الجبهة تنسق يومياً مع رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي محمود درويش.
وشدد المتحدثون الثلاثة خلال المؤتمر على أن مؤتمر الحوار الوطني السوري المقبل في سوتشي أفضل من محادثات جنيف لتحسين المسار السياسي، وأكدوا أنهم يعولون على مؤتمر سوتشي لأنه يضم طيفاً واسعاً من المعارضات السياسية وممثلي الدولة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن