رياضة

العودة الكبرى

| خالد عرنوس

بات هذا المصطلح من المنسيات بالطبع عندما نتكلم عن كرة القدم وأقصد (لفظاً) ولاسيما في ظل العولمة التي أعطتنا مصطلحاً بات أشهر من كلمة (بنالتي) مثلاً ونقصد هنا «الريمونتادا» وهي تعني العودة من بعيد بعد التأخر بنتيجة كبيرة إما بالتعادل أو الفوز.
خلال خمسة أيام شاهدنا مرتين هذه الريمونتادا في بطولتين مختلفتين، الأولى بدوري الأبطال وكانت لإشبيلية الذي أدرك تعادلاً بالثلاثة في شوط ثان على ليفربول صاحب أقوى عودة في مباراة نهائية لهذه البطولة في نهائي استنبول عام 2005 وهي ذات طعم خاص ذلك أن أهداف الريدز يومها في وقت لم يتجاوز 7 دقائق.
أما الحالة الثانية فكان وقعها أشد لأنها كانت في مباراة ديربي في الكرة الألمانية حيث استطاع شالكه الوصول إلى التعادل بأربعة أهداف خلال نصف ساعة مع جاره دورتموند الذي تقدم بمثلها في وقت أقل من بداية ديربي الرور الذي شهد أكبر نسبة للأهداف بتاريخه مناصفة بين الفريقين علماً أن دورتموند فاز مرتين من قبل بنتيجة 6/2.
كثيرة هي الأمثلة التي يمكن ضربها في مثل هذه الحالة وكلنا يتذكر عودة البرشا أمام سان جيرمان بالفوز عليه 6/1 بعدما خسر الأولى برباعية نظيفة ومازال وقعها إلى الآن ذلك أنها الريمونتادا الأكبر في بطولة للأندية بالعالم قاطبة.
في الذاكرة مازال تعادل نيجيريا والاتحاد السوفييتي في ربع مونديال الشباب 1989 (4/4) بعد تقدم الأخير 4/صفر حتى الدقيقة 58 قبل أن يدرك الأول التعادل خلال 26 دقيقة وفاز النيجيريون يومها بالترجيح، وفي مونديال الناشئين سجل صغار الكاميرون عودة أكبر بالتعادل 5/5 مع البرتغال الذي تقدم حتى الدقيقة 52 بالخمسة قبل أن يعود الأشبال بالنتيجة في مدة لا تتجاوز 25 دقيقة وكان ذلك في الدور الأول لنسخة 2003 ولعل الأشهر في محيطنا ما حدث في نهائي الألعاب العربية 1999 عندما تقدم المنتخب العراقي 4/صفر على نظيره الأردني قبل أن يرد الأخير بالمثل خلال أقل من 15 دقيقة ثم فاز بالترجيح.
بالطبع لهذه النتائج الغريبة أسباب كثيرة ربما أهمها الروح العالية والعزيمة والإصرار وهي أهم ما يجب أن يتوافر بلاعب كرة القدم، وتراخي الطرف المتقدم في بعض الأحيان، وبما أن لكل مباراة ظروفها فقد يمثل طرد لاعب أو ركلة جزاء منعطفاً كبيراً في تحويل خسارة بكم كبير إلى تعادل وربما فوز.
بكل بساطة فإن مثل هذه المباريات أحد عوامل الجذب الكثيرة التي تربط كرة القدم بعاشقيها الذين يرون أن اللعبة لا تعترف بمنطق الحساب والعاطفة وإنما بمن يخلص لها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن