رياضة

من أخطأ بحقّ تشرين؟

| غانم محمد

ثمة أمران تقاطعا ليقودا تشرين إلى ما هو عليه الآن من تشتت وضياع على صعيد النتائج والأداء في الدوري الممتاز، الأمر الأول هو تقييم نتائج الفريق بالموسم الماضي والأمر الثاني هو مدّ القدمين أبعد من البساط في الموسم الحالي وسأستأذن جمهور تشرين ومحبّيه وإدارته بكلمات قليلة وإن كانت موجعة في بعض مطارحها.
تحت العنوان الأول (تقييم مشوار الفريق بالموسم الماضي) كانت هناك مبالغة كبيرة في تشخيص ما قدّمه الفريق، ما دفع القائمين على نادي تشرين إلى التعامي عن أمور كثيرة كانت بحاجة للعلاج وهذه في كرة القدم من مساوئ النتائج الإيجابية في بعض الأحيان.. ولأن التقييم لم يكن موضوعياً على ما أعتقد فإن ما بُني على هذا التقييم من الطبيعي ألا يكون متيناً.. وصافة الدوري الماضي شيء رائع بالنسبة للكرة التشرينية لكن هذا لا يعني أنّ أمور الفريق كانت مثالية وهنا شبه إجماع على أن جمهور تشرين هو صاحب الفضل الأكبر بما حققه تشرين من نتائج، وفي الوقت نفسه ووصولاً إلى العنوان الثاني فقد ارتفع سقف طموح الجمهور التشريني الرائع هذا الموسم، وجاءت النتائج الأولية في هذا الدوري لتخدع القائمين على كرة تشرين، وكان من سوء حظّ البحارة أنهم فازوا بأولى أربع مباريات من دون أن تأتي مباراة تكشف مستواهم الحقيقي ليدخل الفريق بعدها نفق النتائج المتراجعة من خسارة أمام المجد إلى أخرى أمام الوحدة إلى فوز بشقّ النفس على الجهاد وكانت الضربة الأقسى يوم الجمعة الماضي أمام فريق الحرفيين في ملعب الباسل باللاذقية أمام جمهور وفيّ كبير!
توفّر لكرة تشرين هذا الموسم ما كانت تشكو منه وهو المال والداعمون لتثبت هذه الواقعة من جديد أن المال وحده لا يصنع كرة قدم ثابتة المعالم، وأن الإدارة الفنية والإدارية أساس مؤثر في عملية البناء الكروي، هذه العملية التي تبدأ ليس من اختيار اللاعبين وحسب وإنما من العقلية التي تختار ولماذا تختار هذا اللاعب دون غيره ولماذا تتعاقد مع هذا المدرب وما الهدف من المشاركة وغير ذلك من الجزئيات الأساسية في كرة القدم.
لا نعمل على مبدأ (عندما تسقط الشاة تكثر السكاكين فوق عنقها) وأمر طبيعي أن يخسر أي فريق، لكن ما هو غير طبيعي أن يعتبر التشرينيون أن ما حدث كارثة لا خروج منها.
ردات الفعل لا تصحح مساراً، والتركيز وحده ما يعيد إبحار سفينة البحارة بثقة من دون أن تتأثر باضطراب الأمواج، والأهمّ من ذلك ألا ينام التشرينيون تحت تقاذف وتبادل التهم لأن النتيجة حينها ستكون مزيداً من الخسارات والتراجع..
نتمنى المعافاة لكرة تشرين ونطالب الجمهور التشريني ألا يتخلى عن لقبه كأفضل جمهور في الدوري الممتاز.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن