شؤون محلية

ما هكذا تورد الإبل

| محمود الصالح

قديماً قيل: ما هكذا يا سعد تورد الإبل. هذا المثل يضرب لمن أوكل إليه أمر وقصر في أدائه بالشكل الصحيح. سعد بن زيد بن مناة من تميم كان له أخ يدعى مالك، زوجه أخوه سعد ـسعد أخاه ليخرج مع الإبل إلى المراعي، ولكن طال انتظار سعد ولم يخرج مالك بها إلى المراعي، فأخذها سعد إلى المراعي فهاجت وماجت وتفرقت عليه، فعاد إلى أخيه مالك غاضباً، وأخذ يناديه: يا مال يا مال «وهذه اللغة تسمى ترخيم بحذف الحرف الأخير من الاسم» لكن مالك لم يجبه، فقال سعد بيتاً من الشعر موجهاً إلى مالك: يظل يوم وردها مزعفراً…. وهي خناطيل تدوس الأخضرا
فقالت «العروس» زوجة مالك: أجبه. فقال لها: بم أجيب؟ فقالت له: قل: أوردها سعد وسعد مشتمل…. ما هكذا يا سعد تورد الإبل
هذه المقدمة وهذا المثل نسوقه في معرض حديثنا عن قرار الحكومة الأخير بتكليف الاتحاد العام للتعاون السكني إعادة إعمار إحدى مناطق السكن العشوائي في البلاد. الحقيقة أنه من خلال الإحصائيات تبين أن هناك أكثر من 60 بالمئة من المناطق المأهولة مبنية بشكل عشوائي، ولن نتحدث عن سلبيات السكن العشوائي، لكن الأكيد أن جميع الحكومات المتتالية لم تتمكن من تنظيم أي من مناطق السكن العشوائي. اليوم وفي مرحلة إعادة الإعمار يعود موضوع السكن العشوائي إلى الواجهة ويعلن الاتحاد التعاوني السكني استعداده للتصدي لهذه المهمة من خلال تأهيل ليس منطقة واحة بل منطقتين وربما أكثر من مناطق السكن العشوائي، لكن أعتقد أن هذه المهمة حتى يكتب لها النجاح يجب أن تذلل كل العقبات أمام التعاون السكني لتنفيذ هذه المهمة، حينها فقط سنكسب خلال سنوات قليلة مناطق سكنية حضارية ودون أي تكاليف على المواطنين الذين كانوا يقطنونها قبل التنظيم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن