سورية

مع احتدام الصراع السياسي داخل ألمانيا.. اللاجئون مستمرون بالعودة

| سامر ضاحي- وكالات

على حين تشهد ألمانيا صراعاً بين أحزابها السياسية حول إعادة «اللاجئين» السوريين مع الانفراجة التي تشهدها البلاد، تستمر عودة العائلات بسلالة عبر مطار دمشق الدولي، على حين يعود بعضهم لقضاء العطلة فقط. ومؤخراً أعلنت وزارة الداخلية الألمانية عن مكافأة مالية تصل إلى ثلاثة آلاف يورو للعائلات و1000 يورو للأفراد اللاجئين الذين رفضت طلبات لجوئهم، في حال قرروا العودة إلى بلادهم، ومن هؤلاء السوريون.
في مقابل ذلك شهدت الساحة الألمانية صراعاً سياسياً على خلفية الموقف من الانتخابات الأخيرة والتعقيدات التي تواجه المسستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تشكيل حكومة جديدة إذ تواجه شبح التوجه لانتخابات جديدة.
فوزير داخلية ولاية بافاريا يواخيم هيرمان دعا أمس الأوّل إلى إعادة تقييم الأوضاع الأمنية في سورية بهدف البدء بإبعاد مرتكبي الجرائم وأصحاب السجلات الإجرامية من بين السوريين المقيمين في ألمانيا، وقدم مثالاً على ذلك «وجود مناطق آمنة في سورية في ريف حلب حيث يعود لاجئون سوريون من تركيا إلى هذه المناطق» على حد تعبيره، وأضاف هيرمان: إن معايير الإبعاد لمرتكبي الجرائم الخطرة كالاغتصاب والقتل يجب ألا تكون مماثلة لمعايير إبعاد باقي اللاجئين.
موقف هيرمان قابله موقف متشدد لوزير المستشارية الألماني ومسؤول ملف اللاجئين في الحكومة الألمانية بيتر ألتماير الذي أعلن صراحة معارضته للخطة المقترحة من وزراء داخلية حزب الاتحاد المسيحي والقاضية برفع الحظر عن ترحيل اللاجئين السوريين إلى سورية.
وصرح ألتماير، الذي يعتبر من أهم مستشاري المستشارة أنجيلا ميركل، لصحيفة بيلد أم زونتاغ» الألمانية أمس الأوّل: إن الحرب في سورية لم تنته بعد وإن الكثير من السوريين ما زالوا يهربون من نظام (الرئيس) بشار الأسد الذي ما زال يحتفظ لنفسه بالسلطة» لافتاً إلى أن «القليل جداً من الناس سيقبلون العودة طواعية إلى سورية».
وفي ظل التجاذبات الأخيرة كانت عودة العائلات مستمرة إلى سورية دون عوائق، وذكرت إحدى السيدات لـ«الوطن» أنها عادت وأطفالها الثلاثة إلى سورية منذ أيام عبر مطار دمشق الدولي، على حين بقي زوجها في ألمانيا، مشيرة إلى أن أياً من الجهات المختصة لم تعترض سبيل عودتها، مؤكدة أن الشرطة في المطار لم تحقق معها وأنها تتنقل في دمشق بحرية تامة. وعلمت «الوطن» من السيدة المذكورة التي تحفظت على ذكر اسمها أن العديد من العائلات التي تعرفهم عادوا قبلها إلى سورية دون عوائق سواء عبر مطار دمشق أم عبر الأراضي اللبنانية، ومنهم من عاد «لقضاء عطلة فقط».
بدوره نشر مدير المكتب الإعلامي في وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية محمد العمري أمس الأوّل على صفحته الشخصية في «فيسبوك» أنه «بعد عمل وجهد من المبادرة الأهلية للمصالحة الوطنية في سورية وبإشراف الوزارة» تم منذ قليل استقبال أول عائلة سورية مهجرة عائدة من ألمانيا «وهي أول عائلة مهجرة تعود عن طريق مطار دمشق الدولي» وذلك على الرغم من أن العديد من العائلات عادوا عبر المطار نفسه ومنهم السيدة لكن قد لا يكون ذلك بالتنسيق مع وزارته.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن