عبد الهادي: استكمال لوعد بلفور.. وعبد المجيد: المقاومة لإحباطه.. ورجا: لإغلاق السفارات العربية في أميركا
| موفق محمد
اعتبر السفير أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أن اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي الغاصب، «استكمالاً لجريمة وعد بلفور»، على حين رأى الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد أن تجديد المقاومة هي السبيل لإحباط مثل هكذا قرارات، في وقت دعا فيه مسؤول الإعلام المركزي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة أنور رجا الدول العربية إلى إغلاق سفاراتها في أميركا.
وقال عبد الهادي في تصريح لـ«الوطن»: إن ذلك يعتبر «استكمالاً لجريمة وعد بلفور بعد أن أنشأت بريطانيا وفرنسا «إسرائيل» والهدف الأساسي هو الحفاظ على إسرائيل كقاعدة متقدمة والهيمنة الأميركية في المنطقة».
وشدد عبد الهادي على أن القدس ليست مسؤولية فلسطينية فقط وإنما مسؤولية عربية وإسلامية، وقال: «للأسف إسرائيل وأميركا تطمع بالموقف العربي والإسلامي لأنه موقف نظري لا يتعدى التنديد والاستنكار». وذكّر عبد الهادي بقول رئيسة وزراء كيان الاحتلال السابقة غول دمائير: «لم أنم لأنني اعتقدت أن الجيوش العربية ستزيل إسرائيل ولكن عندما استيقظت صباحاً ووجدت استنكارات قلت: إن إسرائيل مستمرة وباقية».
وأعرب عبد الهادي عن «التخوف الكبير جداً من أن تمر هذه الجريمة الكبرى بإدانات واستنكارات».
وطالب عبد الهادي الأمة العربية والإسلامية باتخاذ «إجراءات فعالة على الأرض وقرارات واضحة لإدانة التصرف الأميركي وقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء لكي يفهموا أن هذا القرار ليس قراراً سهلاً وإنشائياً كما يعتقدوا بالنسبة للعرب وأن هذه جريمة كبرى وستغير مجرى المنطقة وستقضي على كل ما يسمى عملية سلام».
وأضاف: «نعتبر هذا القرار خرقاً لكل الاتفاقيات التي وقعت من كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو..».
وتابع: «سينهي كل عملية السلام وسيضع المنطقة على شفير هاوية ويمكن أن تكون هناك حرب طويلة تكون لها انعكاسات على كل المنطقة».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني: «الخطوة الأميركية خطوة خطرة، تمس حقوق ومشاعر أبناء الشعب العربي الفلسطيني وأبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم».
واعتبر عبد المجيد أن «الانتفاضة الشعبية وتجديد المقاومة هي السبيل لإحباط مثل هكذا خطوات معادية لشعبنا وقضيتنا».
وأضاف: «هذا القرار يتطلب موقفاً وطنياً فلسطينياً موحداً لتعزيز انتفاضة شعبنا الفلسطيني ومقاومته، كما يتطلب دوراً عربياً وإسلامياً في كل أرجاء المعمورة تجاه هذه الخطوة الخطرة لما تحمله هذه المدينة المقدسة من رمزية مقدسة ومكانة عالية لدى المسلمين والمسيحيين».
وشدد عبد المجيد على أن هذا القرار هو «بمثابة رصاصة الرحمة على أية محاولات أميركية للدعوة إلى إحياء مسار المفاوضات العربية الإسرائيلية».
واعتبر أن ما شجع ترامب على اتخاذ هذا القرار هو «حالة التردي في النظام العربي الرسمي والاتصالات السرية والعلنية التي يقوم بها عدد من الدول العربية وفي مقدمتها السعودية ومحاولات تطبيع العلاقات وانهيار المنظومة العربية والأوضاع التي تعيشها المنطقة من اضطرابات وحروب».
من جانبه، قال مسؤول الإعلام المركزي في الجبهة الشعبية – القيادة العامة لـ«الوطن»: إن المفاجئ في قرار ترامب هو ليس القرار بحد ذاته، إنما طبيعة ردود الأفعال البائسة واليائسة والمخزية التي تعبر عن حالة الهوان التي وصل إليها النظام الرسمي العربي».
وأضاف رجا: «مثل هذه الجريمة التي يتجاوز فيها ترامب كل الأعراف والقيم والقوانين الدولية، لم تحرك ما هو على أرض الواقع أي موقف يمكن أن يذكر ويسجل ومن شأنه أن يجعل ترامب وإدارته يفكرون قليلاً في خطورة هذا القرار».
واعتبر رجا، أن الموقف المطلوب بحده الأدنى أن تبادر الأنظمة التي تقيم معاهدات وعلاقات مع الكيان الصهيوني إلى حماية نفسها من غضب التاريخ وغضب الناس، وأن لا توقف هذه المعاهدات وأن تجمدها فحسب، بل تقطعها وتلغيها، فالحكمة تقول إن السفارات العربية في أميركا يجب أن تعلق وتجمد.
ورأى أنه «ليس هناك إجراء عمليا ًيرتقي إلى مستوى الحدث، فنحن لا نطالب أولئك بتهييء الجيوش وإعلان الحرب، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، لكن على الأقل من باب حفظ ماء الوجه والأخذ بعين الاعتبار مدى الاستفزاز لمشاعر وكرامة المواطن العربي والمسلم، كنا نتوقع إجراءات الحد الأدنى». وقال رجا: «لهذا نحن نعول على من يؤمن بالمقاومة وإيماننا عميق بثقافة المقاومة وقناعتنا بأن الانتصارات التي تتحقق بسورية هي الرد الذي يبنى عليه ونحن قانعون أن شعباً ينتفض ويقاتل بالسكين قادر على أن يدافع عن قضيته وإن كانت المعركة في غاية الصعوبة نظراً لحالة الاستسلام التي تحكم أغلبية الرسميات العربية».
وأصدرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة ورئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني بيانات تلقت «الوطن» نسخة منها نددت بقرار الرئيس الأميركي.
كما ندد الأمين العام لحزب التضامن الوطني الديمقراطي، المنسق العام لائتلاف قوى التكتل الوطني الديمقراطي المعارض سليم الخراط، والمنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم بالقرار.