سورية

الرد العربي المطلوب هو طرد السفراء الأميركيين … عطا الله حنا لـ«الوطن»: نراهن على سورية وقيادتها وشعبها في الوقوف لجانب القدس

| مازن جبور

أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، أن الفلسطينيين يراهنون على سورية وقيادتها وشعبها في الوقوف ضد القرار الأميركي بالاعتراف بفلسطين عاصمة أبدية لكيان الاحتلال الإسرائيلي. ولفت إلى أن الهدف من القرار، هو تصفية القضية الفلسطينية، وأكد أن ذلك لن يحدث، مطالبا الحكومات العربية بطرد السفراء الأميركيين.
وقال المطران حنا في حديث من القدس في اتصال أجرته معه «الوطن» من دمشق: «حقيقة نحن دائماً نقول إن أميركا منحازة بشكل كامل لـ«إسرائيل»، وهذا الانحياز موجود منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم»، وأضاف: «أميركا هي سبب رئيسي وأساسي في الكوارث والأزمات والنكسات التي حلت بمنطقتنا العربية».
ولفت إلى أن الهدف الأميركي الإسرائيلي من القرار الأخير هو «تصفية القضية الفلسطينية وإنهاؤها بشكل كلي»، وتابع: «هذا لن يحدث لأن القضية الفلسطينية هي قضية شعب يعشق الحرية ويعشق الكرامة، وهي قضية أمة عربية من المحيط إلى الخليج والشعوب العربية وبالرغم من آلامها وأحزانها والظروف التي مرت بها، لم تتخل في يوم من الأيام عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى».
واعتبر المطران حنا، أن القرار «أماط اللثام عن الوجه الحقيقي لأميركا، الوجه العنصري، الوجه الحاقد، الوجه المعادي للأمة العربية ولقضاياها وفي مقدمتها قضية فلسطين».
وعبر عن اعتقاده، بأن أميركا «لن تتغير ولن تتبدل في يوم من الأيام وكذلك إسرائيل»، وأضاف: «الذي يجب أن يتغير هو واقعنا العربي، وأن تكون بوصلة العرب دوما باتجاه القدس وفلسطين».
وتابع: «أعتقد أن الأموال النفطية الخليجية التي دمرت في سورية واليمن وفي أماكن أخرى في المشرق العربي هي ذاتها الأموال التي يستخدمها ترامب لتمويل مشاريعه في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما في فلسطين والقدس بشكل خاص».
واعتبر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، أن «المتآمرين على القدس والمخططين لابتلاعها هم ذاتهم الذين تآمروا على سورية والعراق وليبيا واليمن وغيرها، فعدونا واحد، ويتطلب أن نكون موحدين، لأن وحدتنا هي قوة لنا لكي نتمكن من تحرير فلسطين ومن استعادة القدس».
وحول الرد العربي المطلوب على القرار الأميركي، قال المطران حنا: «الشعوب العربية تنتفض وتحتج ويجب أن تقوم الدول العربية أيضاً بواجبها تجاه فلسطين والقدس».
وأوضح أن الرد العربي المطلوب هو «طرد السفراء الأميركيين من العواصم العربية وقطع العلاقة الدبلوماسية مع أميركا»، وأضاف: «هذا ما نطلبه من قلب القدس وهذا ما نتمناه، وأحب أن أطمئن القادة العرب بأنهم لن يخسروا شيئاً، بل بالعكس سيربحون شعوبهم، لأن أميركا هي التي كانت تستغلهم وهي التي كانت ومازالت تمتص أموال الشعوب العربية وتدفع بأسلحتها إلى هذه المنطقة، لكي تقبض مئات المليارات من الدولارات، وهذا المال تستعمله في تمرير مشاريعها الاستعمارية في منطقتنا العربية».
وأشار إلى أن ترامب عندما كان قبل عدة أشهر في السعودية «لم يذهب إلى هناك للحج أو للسياحة، وإنما ذهب من أجل سرقة المال العربي النفطي الذي يستعمله في الدمار والخراب وفي منطقتنا سواء كان هذا متعلقا بالقضية الفلسطينية أو ما يحدث بسورية أو العراق أو اليمن أو غيرها من البلدان». واستطرد قائلاً: «أتمنى أن يرتقي القادة العرب في هذه المرحلة التاريخية إلى المستوى المطلوب ويطردوا السفراء الأميركيين».
وحول من يعولون عليهم في الوقوف إلى جانب القدس، قال المطران حنا: «نراهن على الشعوب العربية، نراهن على العروبيين القوميين الذين يتحلون بالانتماء لهذه الأمة ولهذا المشرق، نراهن على الشعوب العربية النقية التي حافظت على هويتها وعلى صفائها وعلى جذورها العميقة».
وتابع: «على سبيل المثال، سورية التي تعرضت إلى مؤامرة كونية، ما زالت رغم كل جراحها وآلامها تدافع عن فلسطين، فسورية لم تتخل في يوم من الأيام عن القضية الفلسطينية، رغم أن هنالك للأسف فلسطينيون كانوا جزءاً من المؤامرة على سورية، ولكن هؤلاء لا يمثلون فلسطين ولا يمثلون قضيتها، ولكن يمثلون أجندات معادية للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني». وتابع القول: «نحن نراهن على سورية وعلى قيادتها وشعبها كما أننا نراهن على الشعوب العربية الشقيقة».
وبين رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، أن «الاتصال مع السلطات الكنسية المسيحية في العالم حول فلسطين لم يتوقف يوما، وهناك اليوم مواقف مسيحية عالمية مؤازرة مشرفة تجاه ما يحدث في القدس».
وتمنى المطران حنا، أنه «وحين الحديث عن القدس أن يتم إبراز البعد الإسلامي المسيحي لها، فلا يجوز اختزال القدس وكأنها المسجد الأقصى»، وأضاف «في القدس هناك كنيسة القيامة التي تعتبر في الديانة المسيحية من أهم وأقدم الكنائس، وبالتالي من يتحدث عن القدس يجب أن يبرز البعد العربي الذي يوحدنا أمام أولئك الذين يتآمرون على المدينة».
وأردف: «القدس بالنسبة لنا كمسيحيي فلسطين وكمسيحيي القدس وكمشرقيين هي قبلتنا الأولى والوحيدة وحاضنة أهم مقدساتنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن