الكرة في زمن العولمة
| خالد عرنوس
لست متخصصاً بالاقتصاد، وبالطبع لا أعرف الكثير عن بعض المصطلحات التي يتداولها العامة والخاصة هذه الأيام، مثل مصطلح العولمة الذي أصابنا بالصداع على مدار العقدين المنصرمين، لكنني أفهم أن قانون بوسمان في لعبة كرة القدم هو أحد نتائج العولمة ما أتاح لنادي إنتر أو الآرسنال على سبيل المثال اللعب بأحد عشر لاعباً أجنبياً.
هذا غيض من فيض في مجال اللعبة الشعبية الأولى في العالم، لكن المخيف فعلاً أن تصيب العولمة كرة القدم بمقتل بعد التعديلات التي يعتبر بعضها جذرياً وفي صميم اللعبة المقترحة للتداول وربما للتصويت في اجتماعات البورد وهي اللجنة المخولة بتعديل مواد اللعبة، وكذلك التعديلات على بعض المسابقات العالمية التي سيبتُ بها مجلس الاتحاد الدولي (فيفا) وكلا التجمعين سيقام بالتزامن (أو بالتداخل) خلال آذار (مارس) القادم.
كلامنا يأتي في سياق الحديث عن بطولة جديدة أو شكل جديد لبطولة كأس العالم للأندية التي تقام نسختها الرابعة عشرة هذه الأيام في الإمارات حيث يخطط الفيفا لأن تصبح البطولة التي يشارك فيها أبطال القارات أكثر اتساعاً وتمثيلاً بحيث تقام تحت مسمى «مونديال الأندية» كل أربع سنوات على غرار كأس العالم للمنتخبات وبمشاركة 24 نادياً، وبالتأكيد فالحصة الأكبر ستكون للقارة الأوروبية، بحيث سيشارك 12 نادياً منها في البطولة إضافة إلى خمسة أندية من أميركا اللاتينية وناديين من: آسيا وإفريقيا وأميركا الشمالية مع ناد يمثل الدولة المنظمة.
الشكل المقترح يبدو منطقياً بالعرف الكروي، إلا أنه غير منصف جغرافياً لكن النتائج المسجلة في البطولات العالمية وتفوق الأندية الأوروبية (مادياً) ووجود النخبة العالمية من نجوم اللعبة في صفوفها يجعل من وجود هذا الكم في بطولة عالمية طبيعياً.
أكثر المنزعجين من الفكرة ليس سوى الاتحاد الأوروبي (اليويفا) الذي يحاول مراعاة أنديته الكبيرة وعلى رأسها مجموعة الـ18، وقد سربت تقارير إعلامية من اليويفا أنه بصدد تعديل كبير على شكل بطولتيه اللتين تستقطبان الأضواء من الجميع.
مشاريع إنفانتينو (رئيس الفيفا) وشركاه يبدو أنها تسلق بسرعة على عكس مشروعات الفيفا السابقة التي طبخت على نار هادئة، ولنا في زيادة عدد منتخبات المونديال بدءاً من نسخة 2026 خير دليل، فبين ليلة وضحاها سمعنا بالمشروع وإقراره.
ما مدى تأثر اللعبة بالتغييرات القادمة؟ وهل سنرى بطولات جديدة تبصر النور؟ ربما رأينا مشاريع بطولات قارية وتغييراً في شكل البطولات على غرار مونديال الـ48 منتخباً إلا أن الأهم ألا يصل التغيير إلى صلب قوانين اللعبة وشكلها العام.