رياضة

رغم غياب الإشراقات في المنتخبات.. هذا ما قدمه اتحاد السلة للعبة … نقرش: استقالة أنور سببها عدم انسجامه مع أعضاء الاتحاد

| مهند الحسني

لا أعرف ما الجديد حتى استعرت نيران التهكم على اتحاد السلة والمنتخب الوطني، يضعون أيديهم على قلوبهم ويقولون (نحب المنتخب الوطني) أي حب هذا الذي يدفعكم لمحاولة وضع كل العصي في عجلاته، لماذا لا نتعلم من غيرنا الغيرية على المنتخب، وآلية تحفيز المنتخب؟
لماذا لا نرى أي جميل فينا، ونلبس كل شيء اللون الأسود فنضع أيدينا على صدرونا ونبدأ اللطم.
لماذا ننسى ما قدمه اتحاد السلة للعبة منذ توليه لمهامه رغم الظروف الصعبة التي مرت بالبلاد، بعدما كانت في يوم مضى أشبه بضرب من ضروب المستحيل، ومن أبرز هذه الأعمال التي ساهمت بشكل كبير في بقاء اللعبة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

استمرارية ونجاح
لم يكن للاتحاد عذر في أي هفوة أو هنة لذلك كثرت الانتقادات، واتهمنا بأننا ننظر إلى الجزء الفارغ من كوب الماء، لكن حقيقة الأمر أن عشقنا للوحة الفنية الرائعة للسلة السورية في تلك الأيام لم يترك لنا مجالاً للقبول بخطأ مهما صغر، سواء أكان تحكيمياً أم تنظيمياً أو إدارياً أو فنياً، فكبا الاتحاد مرات ونهض في أخرى، لكننا لم ننكر عليه أموراً مهمة، وعلاجه لأمراض مزمنة نهشت السلة السورية عبر عقود مضت، أبرزها فوضى جدول المسابقات، وكثرة التأجيلات والتعديلات، و سلبيات أخرى بدت في يوم من الأيام بأنها جزء لا يتجزأ من سلبيات السلة السورية، لينجح الاتحاد الحالي بعلاج أغلبيتها، ومع دخول رياضتنا في نفق مظلم بسبب الأزمة الحالية، أظهر الاتحاد عموما ورئيسه خصوصا قابلية عالية، ومرونة كبيرة للتكيف مع الظروف، والخروج من الواقع الشائك بحلول وخطط عملية ناسبت حال الأندية واللاعبين، وحفظت استمرارية كرة السلة في حدودها الدنيا خير من اندثارها، وسارت المسابقات المحلية بأدنى التكاليف، وبأقل التبعات بدلاً من الخطط المسبقة الصنع التي لا تصلح للتطبيق على واقعنا الحالي.

علاقة جيدة
كما يسجل للاتحاد ورئيسه العلاقة المتوازنة والهادئة مع المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، والتي ابتعدت عن التصادم من دون الانتقاص من شخصية الاتحاد وحقوقه، فكانت العلاقة بين الطرفين شهر عسل دائماً، بفضلها دارت عجلة المنافسات المحلية في غياب الموارد المادية، وختاماً لجردة الحساب، فإننا لا ننكر بحثنا الدائم عن ميزة غير مشروعة منحها الاتحاد للاعب أو مدرب أو حكم أو ناد لكنه تجاوز أغلبية الاختبارات، ووقف على مسافة واحدة من جميع أبناء اللعبة، وأنصف الكوادر المغمورة التي افتقدت للدعم والواسطة عندما تملّك ناصية أمره.

توطيد العلاقة الخارجية
بعد قضية التزوير التي شهدها منتخب الناشئين في عام 2008، الذي شارك في النهائيات العالمية في نيوزيلندا، تبادل الاتحاد السابق التهم مع اتحاد غرب آسيا، وبدأت فجوة الخلافات تتسع بين الاتحادين حتى وصل الأمر إلى تغريم سلتنا الوطنية بمبلغ خيالي حينها، ومع مجيء الاتحاد الحالي بدأ يعيد علاقاته الخارجية، وكانت البداية مع اتحاد غرب آسيا، بعدما دعا آغوب إلى العاصمة دمشق واستقبله بحفاوة أسس خلالها لبناء علاقة جديدة مبنية على الاحترام المتبادل بين الاتحادين، وكان لهذه العلاقة نتائج إيجابية لسلتنا، حيث قام آغوب برفع العديد من العقوبات والغرامات المالية على منتخباتنا وأنديتنا، ولم يتوقف دعمه عند هذه الحدود، حيث تولى آغوب مهمة الأمين العام للاتحاد الآسيوي، وقد قدم العديد من التجهيزات للسلة السورية، إضافة لإعادة تمثيل السلة السورية في اتحاد غرب آسيا للترشيح.

إعادة ترتيب البيت الداخلي
نجح الاتحاد في تشكيل فريق عمل متكامل، بعدما وسع مقر الاتحاد بغرف جديدة مجهزة بجميع الوسائل، وبات العمل ضمن أروقة الاتحاد مؤسساتياً بحتاً، فلكل شخص مهام خاصة في الشقين الإداري والفني، وتكللت جهوده في إنشاء موقع إلكتروني خاص بالاتحاد، كان بمنزلة صلة الوصل بين الاتحاد وجميع الأندية وكوادر اللعبة، فباتت أخبار اللعبة تصل إلى جميع الأندية بسهولة وبسرعة كبيرة، الشيء الذي انعكس إيجاباً على واقع اللعبة بجميع مفاصلها.
خلاصة
تقييمنا للاتحاد لم يكن نجاحاً بالعلامة الكاملة، لكنه نجاح بطعم رائع، لأنه أثبت المعدن النقي لجهود وخبرات محلية مزجت سعة الأفق، والتجارب الخارجية واندفاع الرغبة بالعمل والعطاء مع معارف وخبرات أبناء البلد.

سبب استقالة أنور عبد الحي
في سياق متصل أخذت قضية استقالة أنور عبد الحي من عضوية اتحاد السلة حيزاً لا بأس به في وسائل الإعلام المحلية، فلا يكاد اتحاد كرة السلة يخرج من مشكلة حتى يجد نفسه أمام مشكلة أكثر تعقيداً، وخاصة أن الانتقادات لعمل الاتحاد شهدت تصاعداً كبيراً بعد نتائج المنتخب في التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات العالمية، والتي لم ترق لكثير من أهل اللعبة، وزاد الطين بلة الخطأ الإداري الذي وقع فيه الاتحاد وتجلى بحرمان المنتخب من جهود اللاعب جميل صدير الذي ترك الكثير من التساؤلات، وكل ذلك دفع أحد أعضاء الاتحاد لتقديم استقالته في ظروف هي الأصعب على سلتنا الوطنية.
فما سبب هذه الاستقالة المفاجئة، وهل من تغييرات بمفاصل المنتخب في مباريات النافذة الثانية؟ كل هذه الأسئلة طرحتها «الوطن» على رئيس اتحاد السلة جلال نقرش عبر الحوار التالي:
ما سبب استقالة عضو الاتحاد أنور عبد الحي في هذه الفترة؟
سبب استقالة عضو الاتحاد أنور عبد الحي المعلن من قبله أنه غير منسجم مع مجموعة العمل، واعتقاده أنه يجب إعادة تشكيل الاتحاد بأعضاء أكثر فعالية، إضافة لرغبته باتخاذ إجراء فوري بحق المسؤولين عن الغلط الإداري في تسجيل اللاعب جميل صدير على لائحة المنتخب الرسمية المرسلة للاتحاد الآسيوي، بينما كانت رؤية باقي الأعضاء بالتروي حتى إيجاد البديل المناسب للحفاظ على استمرارية العمل بمفاصل اللعبة.

يقال إن هناك استياءً لدى أعضاء الاتحاد من الطريقة التي يدار بها العمل بالاتحاد؟
هذا الكلام غير صحيح، وأنا لم أتلق أي معلومة عن استياء بعض أعضاء الاتحاد من جهة الإدارة، بل على العكس هناك انسجام وتعاون كبير بين الأعضاء.

هل صحيح أنكم تنوون إجراء تغيير بأمانة سر الاتحاد على ضوء الخطأ الإداري بالمنتخب؟
لا لم نتخذ أي إجراء حتى الآن بشأن الخطأ الإداري الذي حصل في بعثة المنتخب، ونحن ننتظر الاستماع إلى وجهة نظر الدكتور دانيال ذو الكفل أمين سر الاتحاد الكاملة لكونه طلب إجازة من العمل، ولم يلتحق بعمله حتى اللحظة.

هل سيكون هناك تغيير للاعب المجنس ايفان في المرحلة المقبلة؟
اللاعب المجنس لم يظهر بالمستوى المطلوب الذي كنا نتمناه، وهناك احتمالات جديدة يبحث عنها الكادر الفني في مباريات النافذة الثانية، من أجل أن يكون المنتخب بصورة جديدة ويتمكن من تسجيل حضور طيب.

وهل سيشمل التغيير الكادرين الفني والإداري للمنتخب؟
لا تغيير بالكادر الفني والإداري للمنتخب حالياً، ونتائج المنتخب متوقعة فمجموعتنا قوية إذ لعبنا مع الأردن في الأعوام الخمسة عشر الأخيرة ربحنا مباراتين وخسرنا ثلاث عشرة، وذلك حسب إحصائيات الاتحاد الآسيوي المنشورة على موقعه، والفريق اللبناني أيضاً قوي لم نستطع الفوز عليه، وأملنا الوحيد هو الفوز على المنتخب الهندي للوصول إلى المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم، هذا هو مستوانا وهؤلاء هم لاعبونا الحاليون بكل صراحة، وضع الأندية السورية معروف للجميع، إمكانياتنا المادية لا تقارن مع ما يصرفه منافسونا على منتخباتهم في فترة التحضيرات، لذلك من وجهة نظري وصولنا لهذه المرحلة جيد، واحتمال تصنيفنا كأفضل 12 فريقاً في آسيا بوجود استراليا ونيوزيلندا شيء مهم، ويجب أن نعمل للأفضل، ولكن تحقيق ذلك بحاجة إلى توفر مقومات أفضل وزمن أطول.

ماذا تتوقع للمنتخب في مباريات النافذة الثانية من التصفيات؟
إن شاء الله فسيكون المنتخب بوضع أفضل، وتوقعاتي للمباريات القادمة أننا سنظهر بمنظر أقوى من مباراة الأردن، وسيقدم لاعبونا أفضل ما عندهم للفوز، وسنتأهل للدور الثاني في هذه التصفيات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن