سورية

انتقد موقف الجامعة من قرار ترامب بشأن القدس.. ووصف تضامنها بأنه «لفظي» و«إعلامي» … عبد الهادي لـ«الوطن»: رغم كل ما جرى في سورية بقيت القدس وفلسطين أساسية في سياستها

| سامر ضاحي

انتقد مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية السفير أنور عبد الهادي نتائج اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، بشأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بالأخيرة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ووصف ذلك بأنه «تضامن لفظي وإعلامي ومعنوي»، وتمنى في أن يتحول إلى «إجراءات فعالة لمعاقبة أميركا وإسرائيل».
وأشاد عبد الهادي بموقف سورية تجاه هذه القرار، وأوضح أنه ورغم كل ما جرى فيها بقيت القدس وفلسطين أساسية في سياستها الرسمية.
وفي حديث لـ«الوطن» حول التحركات التي ستقوم بها السلطة الفلسطينية للرد على قرار ترامب قال عبد الهادي: سوف نساعد الانتفاضة وهذا المهم، وسندعو مجلس الأمن لاتخاذ قرار يعتبر القرار لاغياً وباطلاً، إضافة إلى رفض استقبال أي مسؤول أميركي قبل إلغاء القرار، واستمرار التصعيد والمواجهة على جميع نقاط التماس والحواجز الإسرائيلية وخصصنا اليوم (الأحد) لأداء الصلوات وقرع الكنائس داخل فلسطين وخارجها في كل العالم، واعتبار الأيام القادمة أيام غضب مفتوحة مع المستعمرين والمستوطنين ويشمل ذلك قطع الشوارع.
وأوضح عبد الهادي، أن هناك تضامناً كبيراً من كل دول العالم مع فلسطين ضد القرار واعتراض عليه، لكنه تمنى في أن يتحول هذا التضامن إلى فعل باتخاذ إجراءات منها «سحب السفراء، وقطع العلاقات الاقتصادية أو إلغاء بعض الاتفاقيات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، ولا بد من اتخاذ إجراءات ضدها لأن الولايات المتحدة تراهن أنه سيكون هناك استنكار وتنديد ومن ثم بعد عدة أيام أو شهر ستنتهي القصة بهذه الإدانة».
وأضاف: «إذا لم تتخذ قرارات فعالة فهذا التضامن كله سيبقى حبراً على ورق لا يفيد، كما هو قرار ترامب فبالنسبة لنا القرار حبر على ورق لا نعترف به وكل العالم لا يعترف به».
وطالب عبد الهادي «بعودة التضامن العربي كما جرى في عام 1973 باتخاذ إجراءات لتخفيف ضخ النفط وقطع العلاقات الاقتصادية أو اتخاذ الإجراءات التي تقدر عليها الدول».
وانتقد ما تمخض عن اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وقال: «للأسف هناك تضامن لفظي وإعلامي ومعنوي ولكن نتمنى أن يتحول هذا الكلام لإجراءات فعالة لمعاقبة أميركا وإسرائيل للتراجع عن هذا القرار».
وأشاد عبد الهادي بموقف سورية إزاء قرار ترامب، وقال: إن سورية هي قلب المواجهة العربية في هذا الموضوع لأنه برغم كل ما جرى في سورية بقيت القدس وفلسطين أساسية في سياستها الرسمية ونحن نقوم بفعاليات في سورية في هذا الإطار والمواقف السورية متميزة.
واعتبر أن الذي جرى في سورية في إطار ما يسمى «الربيع العربي» والذي وصفه بـ«الربيع العبري» هو لمنعها من الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وأضاف: «كان أحد أهدافه الأساسية أن يتعرى الفلسطينيون من أي دعم حقيقي وخاصة من الدول التي تعتبر مركزية في المنطقة كسورية ومصر والعراق ولكن الحمد للـه أنهم تأخروا في هذا القرار (قرار ترامب) لأن سورية بدأت تتعافى وإن شاء اللـه ستقف سورية كما وقفت تاريخياً معنا وسيفشل هذا القرار وحتى حلفاء أميركا ضد هذا القرار».
كما أشاد عبد الهادي بموقف لبنان على كل المستويات ابتداء من الرئيس ميشال عون إلى وزير الخارجية جبران باسيل إلى كل الأحزاب اللبنانية ومجلس النواب اللبناني الذي عقد جلسة خاصة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وأصدر قراراً بذلك، معتبراً أن لبنان كان متميزاً في تضامنه واليوم كان هناك فعاليات وتظاهرات تضامنية على الأراضي اللبنانية.
وأكد عبد الهادي على تصميم الشعب الفلسطيني على تحرير فلسطين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأضاف: «قرار ترامب المجنون حبر على ورق، ورب ضارة نافعة فقد أحيا القضية الفلسطينية من جديد بعدما همشت بسبب الربيع العربي، وأحيا المشاعر الوطنية والتضامنية مع فلسطين في كل العالم».
وإن كانت المصالحة الفلسطينية الحالية ستدعم الرد والتحرك الفلسطيني ضد القرار، شدد عبد الهادي على أن الشعب الفلسطيني لم ينقسم فهو متوحد حول حقوقه واستمراره بنضاله وحول هدفه الاستراتيجي الذي يلتف حوله الجميع بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحق العودة.
وأضاف: إذا كانت حركة حماس، وللأسف، تصارع على السلطة فنحن نحاول تهدئة الأمور وأن نعمل باتجاه حل هذا الإشكال من خلال سيطرة حكومة الوفاق الوطني على كل الوضع في فلسطين وفي غزة ونعتبر الانقسام الذي قامت به حماس خدم إضعاف القضية الفلسطينية لكن شعبنا متوحد ولن ينقسم حول قضيته.
وحول إمكانية التحرك الفلسطيني على مستوى الفاتيكان قال عبد الهادي: «نعم بابا الفاتيكان أجرى اتصالاً بالرئيس محمود عباس، والرئيس عباس سيزور الفاتيكان أيضاً، وسندعو إلى قمة كنائسية تضم كل كنائس العالم لأن القدس قضية ليست فقط للمسلمين فهي كنيسة القيامة وغيرها والفاتيكان أصدر موقفاً ضد قرار ترامب.
وتابع: «نعد للاجتماع ومن الممكن أن يكون في لبنان لأن فخامة الرئيس عون أبدى استعداده لاستضافة هذا المؤتمر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن