عربي ودولي

في اليوم السادس من قرار ترامب بشأن القدس.. انقسامات القيادات الفلسطينية لم تحسم … ارتفاع حدة الغليان في الأراضي المحتلة

| وكالات

رغم مرور 6 أيام على قرار الرئيس الأميركي المشؤوم دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقله سفارة بلاده إليها، لم يرتق الرد الفلسطيني إلى مستوى الحدث ولا سيما من القيادات الفلسطينية التي يبدو أنها بانتظار توافق ما بعكس الشارع الذي ازداد غليانه غير آبه بكل ممارسات الاحتلال الإجرامية بحق حتى الأطفال من بين المتظاهرين في الشوارع بسبب القرار.
وواصل يوم أمس الفلسطينيون غضبهم في مختلف المدن الفلسطينية فأعلنت «سرايا القدس- الجناح العسكري»، أن حسن غازي نصر اللـه (25 عاماً) من سكان التوام، ومصطفى السلطان (27 عاماً) من سكان الصفطاوي، وهما من عناصر وحدة الهندسة التابعة لسرايا القدس في لواء الشمال استشهدا في «مهمة جهادية» شمال قطاع غزة، بحسب وكالة «معا» الفلسطينية.
أما وكالة «فرانس برس»، فذكرت أن أربعة فلسطينيين أصيبوا برصاص جيش الاحتلال في مواجهات قرب موقع نحال عوز العسكري الصهيوني شرق مدينة غزة.
في الأثناء جددت قوات الاحتلال اقتحامها لجامعة فلسطين التقنية «العروب» شمال الخليل لليوم الثاني على التوالي، وقامت أمس بحسب وكالة «معا» الفلسطينية، باختطاف الطالب إبراهيم محمد أحمد نصر الحلبي وهو مريض يعاني أمراضاً قلبية وضيق تنفس من سيارة الإسعاف، بعدما أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والسام على الطلاب في حرم الجامعة ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق، وقامت بتفتيش الطلاب والعبث في حقائبهم.
وفي طولكرم، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن 36 شاباً أصيبوا منهم 17 بطلقات مطاطية و17 بالغاز، بينما في بيت لحم نقلت «معا» صوراً التقطها مصورون صحفيون، خلال المواجهات التي شهدها المدخل الشمالي للمدينة أظهرت جنود الاحتلال وهم يحاولون الفرار من نيران زجاجة حارقة ألقيت عليهم خلال إقدامهم على إطلاق الرصاص وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، على حين أظهرت صور أخرى طفلاً فلسطينياً يرشق جندياً إسرائيلياً بالحجارة وجهاً لوجه ومن مسافة قصيرة جداً، دون أن ترهبه خطوات الجندي المتسارعة نحوه، حيث أجبر الجندي على التراجع للخلف.
المشهد السياسي الداخلي، لم يرتق للمشهد الميداني فمن رام اللـه اعتبر المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس الأوّل في تشبيه القدس عاصمة لإسرائيل بقدر ما باريس عاصمة لفرنسا بأنها «وقحة لا أساس لها من الصحة، ومخالفة للشرائع الدولية والأعراف الدولية كافّة ومحاولة لتزوير الحقائق هنا في فلسطين أو في فرنسا».
ولفت في حديث إذاعي إلى أن هذه التصريحات اعتداء على فرنسا في محاولة التشبيه في عاصمة فرنسا باريس التي لا نزاع عليها بعاصمة دولة أخرى وهي القدس المحتلة التي تخضع للاحتلال الإسرائيلي بقوة السلاح وفقاً للشرعية والقانون والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني باعتبار القدس هي أحد الموضوعات الأساسية لمرجعية عملية السلام باعتبارها أراضي محتلة.
بدوره كشف عضو اللجنة المركزية في «فتح» عزام الأحمد، عن اتصالات تجريها حركة «فتح» والوسيط المصري مع حركة «حماس» لإنقاذ مسيرة إنهاء الانقسام. وقال الأحمد لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية صباح أمس: إن الشرطة العسكرية التابعة لحماس واصلت جباية الضرائب من المحال التجارية والمؤسسات الخميس الماضي رغم حضور الوفد المصري والحكومة في القطاع في مخالفة لنص اتفاق المصالحة.
وناشد الأحمد جميع الفصائل والفعاليات والهيئات الشعبية ووسائل الإعلام لمراقبة ما يدور في قطاع غزة ومجابهة أي طرف يضع العراقيل ولا يلتزم بما تم الاتفاق عليه لإنهاء الانقسام.
من جانبه أكد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داوود شهاب، أن المطلوب في المرحلة الحالية، هو أداء وخطاب وموقف سياسي ينسجم مع مطالب الشعب الفلسطيني بإسقاط اتفاق أوسلو وشطب الاعتراف بـ«إسرائيل». وأشاد شهاب، بما يجري من غضب الجماهير الفلسطينية وخروجها في مواجهات وصلت إلى كل المدن والمحافظات، إصراراً منهم وتأكيداً على حقها الثابت بمدينة القدس المحتلة، حيث تؤكد الجماهير أن القدس لا تقبل التفاوض والتنازل والتفريط. وعما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي على مدينة غزة، قال شهاب: «إسرائيل» تعمدت إيقاع عدد كبير من الإصابات والشهداء، معتبراً هذا التصعيد محاولة يائسة لإرهاق المواطنين وإخماد الغضب الشعبي في مواجهة الاحتلال وإسقاط القرار الظالم بحق القدس. وأكد شهاب، أن الجماهير الفلسطينية، أكدت منذ صباح اليوم تحديها للعدوان واستمرارها في الغضب الشعبي وتوجهت لنقاط التماس والاشتباك في كل المحاور، مشدداً على أن العدوان «الإسرائيلي» غاشم ولن يحقق أي نتائج. وأضاف: الشعب الفلسطيني أخذ قراره وعازم على الاستمرار في الانتفاضة والتصعيد مع الاحتلال، مطالباً بقرارات تعطي زخماً للغضب الشعبي حيث ستحقق هذه القرارات إنجازات أكثر بكثير من الحديث أن السلطة انجاز. وأوضح مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد، أن قرار ترامب غير مدروس، والعالم أجمع أدرك خطورة تداعيات القرار، بعد أن ظهرت حالة الرفض الشعبي على كل المستويات الفلسطيني والعربي والإسلامي. وأشار شهاب، إلى مواقف مشرفة مؤازرة للفلسطينيين كموقف شيخ الأزهر، والدول العربية التي خرجت بمسيرات غاضبة رغم ما تعانيه من أزمات.
ورأى في الحراك الشعبي حراكاً إيجابياً وأن الشعوب حية «ورأينا مئات الآلاف في العواصم العربية والأجنبية المواقف الرسمية رفضت بيانات الشجب والاستنكار وطالب بدوره بخطوات عملية واضحة».
وفي غزة أحالت حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمد اللـه جميع موظفي الرئاسة (مكتب الرئيس محمود عباس) في قطاع غزة على التقاعد المبكر وعددهم حوالى 400.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن