سورية

أنقرة: خلق انطباع بأن روسيا تنسحب أمر «غير واقعي» … بكين: موسكو تساهم بشكل كبير بمحاربة الإرهاب في سورية

| وكالات

على حين اعتبرت بكين أن موسكو إلى جانب الدول الأخرى ساهمت بشكل كبير بحملة مواجهة الإرهاب في سورية، رأت أنقرة أن خلق انطباع بأن روسيا تنسحب من سورية أمر «غير واقعي»، بعد أن اعتبر البيت الأبيض الأميركي أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببدء سحب القوات الروسية من سورية لن يؤثر في أعمال وأولويات الولايات المتحدة في سورية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كان، أمس، خلال مؤتمر صحفي، معلقاً على سحب القوات الروسية من سورية ودور روسيا في مواجهة الإرهاب في هذه البلاد، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «نحن أولينا اهتماماً لتصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال عامين تم إحراز تقدم كبير في حملة مواجهة الإرهاب على الأراضي السورية وجميع الأطراف بما في ذلك روسيا ساهموا بشكل كبير بذلك».
وأوضح المتحدث أن الصين تطالب المجتمع الدولي مواصلة التعاون المشترك للقضاء على جميع أشكال الإرهاب، بالإضافة إلى الدور القيادي للأمم المتحدة للتقدم في التسوية السياسية للأزمة السورية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن خلال زيارة هي الأولى لقاعدة حميميم، في سورية، صباح الإثنين، أنه «خلال أكثر من عامين قامت القوات المسلحة الروسية، مع الجيش السوري بدحر أقوى الجماعات الإرهابية الدولية». وأوعز لوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان ببدء عودة جزء كبير من القوة العسكرية الروسية إلى نقاط تمركزها الدائمة.
وأتت زيارة الرئيس الروسي إلى سورية، بعد زيارتين قام بهما الرئيس بشار الأسد إلى روسيا خلال الأحداث الجارية في سورية، وكانت الزيارة الأخيرة في 21 الشهر الماضي، في حين الأولى في تشرين الأول 2015.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن خلق انطباع بأن روسيا تنسحب من سورية «غير واقعي».
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج على قناة «إن تي في» التركية؛ وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء، حيث تطرق إلى تصريحات الرئيس الروسي، حول إيعازه بسحب قوات بلاده من سورية.
وأوضح جاويش أوغلو أن «روسيا سبق أن سحبت جنوداً من سورية، لكن مع احتدام الاشتباكات أرسلت جنوداً بأعداد أكبر لاحقاً».
وذكر أن روسيا والولايات المتحدة تمتلكان قواعد عسكرية في المنطقة.
وأضاف: «لذلك فإنه في حال خلق انطباع يوحي بالانسحاب من هناك، فإن ذلك ليس صحيحاً وواقعياً». وأفاد بأن روسيا لديها بالأساس قاعدتان في سورية، فضلاً عن انتشار جنودها في مناطق عديدة هناك.
وعقب أوامر بوتين بسحب القوات الروسية من سورية، أعلن البيت الأبيض أن واشنطن لا تنوي سحب قواتها من سورية، رغم اتخاذ موسكو قراراً حول سحب قواتها من هناك، مؤكداً ضرورة مواصلة مكافحة الإرهابيين في العراق وسورية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز الإثنين، وفق ما نقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «الولايات المتحدة ستواصل التقدم، وتأمين كل ما بوسعها للانتصار على داعش في كل الجبهات وبالطبع لحماية أرواح الأميركيين». وأكدت ساندرز أن «القوات الأميركية ستواصل عملها ما لم يستأصل داعش وستعمل على تأمين منع عودة إرهابيين إلى سورية».
ويذكر أن الأركان العامة الروسية قد أعلنت مؤخراً عن تحرير كافة الأراضي السورية من تنظيم داعش، وأن الجيش العربي السوري استطاع مدعوماً بالطيران الروسي تطهير ما تبقى من قرى وبلدات شرقي الفرات في محافظة دير الزور من آخر فلول داعش. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إيريك باهون، قد أعلن في وقت سابق الإثنين، أن قرار الرئيس الروسي ببدء سحب القوات الروسية من سورية لن يؤثر في أعمال وأولويات الولايات المتحدة في سورية. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية نهاية الشهر الماضي رسمياً أن عدد قواتها في سورية بلغ 1720 عسكرياً.
من جهة أخرى كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الشهر الماضي أن الولايات المتحدة تخطط للحفاظ على وجودها العسكري في شمال سورية حتى بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن