إحباط هجوم «داعش» على التضامن ومسلحو القلمون يعرقلون المصالحة … أنقرة تطلق «فتح إدلب» جديداً بنسخة دفاعية
| موفق محمد – إدلب – الوطن
على نحو مفاجئ تصدرت جبهة التضامن مشهد الأحداث الميدانية أمس، مع الاختراق الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي هناك، والتمكن السريع للجيش من استيعاب الموقف وصد الهجوم، وعلى حين كانت مصالحة القلمون تشهد محاولة عرقلة جديدة على يد الميليشيات المسلحة هناك، حاولت تركيا لملمة المشهد الحاصل في إدلب، عبر توحيد الميليشيات تحت سقف «فتح» جديد، تحسباً من التقدم المستمر للجيش العربي السوري باتجاه تلك المناطق.
وعلمت «الوطن»، أن داعش نفذ هجومه صباح أمس، من محيط أبنية الإسكان في القسم الجنوبي للحي، انطلاقاً من محور روضة «بسمة الصباح» باتجاه منازل المدنيين في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الدولة والمحيطة بجامع الزبير.
وبحسب المعلومات المتوفرة، تمكن مسلحو التنظيم من فتح ثغرة، سيطروا من خلالها على ما بين 10 إلى 12 منزلاً للمدنيين، وتحدثت مصادر إعلامية عن قيام مسلحي التنظيم بـ«إعدامات ميدانية بطرق شنيعة بحق المدنيين في الموقع المخترق ومعلومات عن 5 شهداء كحصيلة أولية».
وأوضح شهود عيان لـ«الوطن»، أن «قوات الدفاع الوطني» في الحي تصدت للهجوم ودارت اشتباكات عنيفة، وصلت خلالها تعزيزات من الجيش العربي السوري إلى المنطقة انضمت للمعارك مباشرة، فتمكن الجيش و«قوات الدفاع الوطني» عصراً من استعادة جميع الأبنية التي تسلل إليها مسلحو التنظيم وأرغم على التراجع إلى أماكن تحصنه السابقة.
إلى ذلك شهدت اللجان المفاوضة عن منطقة القلمون الشرقي، انقساماً حاداً بين الممثلين المدنيين من الوجهاء، وممثلي الميليشيات المسلحة، في محاولة من الأخيرة لعرقلة تلك المفاوضات.
وأقرت مواقع إلكترونية داعمة للمعارضة، أنه في هذه المرة فإن الميليشيات «حاولت عرقلة المفاوضات»، تحت ذريعة أنها «وسيلة للنظام يهدف من خلالها للالتفاف على لجان المفاوضات وجعلها عامة في القلمون الشرقي وليس في الرحيبة فقط».
محاولة عرقلة المصالحات في القلمون، تزامنت مع اجتماع لفعاليات أهلية ورسمية في مدينة الكسوة، كشف على إثره محافظ ريف دمشق علاء منير إبراهيم، بحسب ما نقلت وكالة «سانا»، عن رغبة أكثر من 4 آلاف شاب من أبناء المنطقة من الذين سويت أوضاعهم بالالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري.
هذه التطورات في محيط وريف العاصمة، ترافقت مع استمرار المتغيرات على جبهة إدلب، حيث كشفت مصادر إعلامية معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة في المنطقة لـ«الوطن»، أن اجتماعات عديدة عقدت بين قادة الميليشيات الفاعلة على الأرض ومتزعم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، بإشراف الاستخبارات التركية، توصلت لاتفاق لتشكيل «غرفة عمليات مشتركة»، غايتها التصدي لتقدم الجيش العربي السوري بريف حماة الشمالي الشرقي باتجاه مطار «أبو الضهور» العسكري.
ولفتت المصادر إلى أنه من المستحيل إعادة إحياء «جيش الفتح»، لأنه لا نية لـ«النصرة» أبداً بمشاركة بقية الميليشيات في حكم إدلب، خصوصاً بعد أن أمرت ما يسمى «حكومة الإنقاذ» بمصادرة مقرات «حكومة الائتلاف» المعارضة أخيراً.