الدوري الممتاز في أسبوعه التاسع: وكأن شيئاً لم يكن! … صدارة حائرة وثقافة كروية غائبة.. سقوط الكبار ونتائج غريبة وعجيبة
| ناصر النجار
سقط الكبار في مباريات الأسبوع التاسع من الدوري الممتاز ما عدا الجيش الذي حقق فوزاً صعباً على الحرفيين فعاد إلى موقعه متصدراً نادي الكبار.
النتائج التي خرجت بها المباريات كانت غريبة وعجيبة فقربت البعيد وأبعدت القريب وصارت الفرق كلها قريبة بعضها من بعضٍ في طموح مشروع للتنافس على لقب الدوري، على حين بقي الجهاد يغرد خارج السرب محتفظاً بمركزه الأخير.
النتائج التي أفرزتها مباريات الأسبوع ألغت منطقة الوسط تماماً، فالفرق باتت على مستوى واحد ما سيشعل صراعاً كبيراً مستمراً على منطقة الهبوط أكثر من الصراع على القمة.
الغرابة في المباريات والنتائج أن الفرق المغمورة والفرق التي لا تملك إمكانيات محدودة كسرت كل الحواجز مع الفرق الكبيرة فباتت نداً لها في كل شيء.
الطليعة على سبيل المثال تفوق على الوحدة بكل شيء، ولا عذر للوحدة بغياب لاعبيه المعاقبين لأن الوحدة يملك فريقاً مدججاً باللاعبين، فعقوبة مهاجميه المصطفى والبوطة لا تؤثر فيه كثيراً بوجود الحمدكو والأسعد والرافع والشلحة.
وفي الاتحاد كما يقولون الصف الاحتياطي أقوى من الأساسي وهناك لاعبون يقفون على الدور ينتظرون فرصة المشاركة، لذلك فتعادله أمام الوثبة غير مبرر لأنه جاء على فريق لا يملك ربع ما يملكه الاتحاد من لاعبين ومقومات وإمكانيات.
في تشرين الطامة كبيرة، فبعد خمسة انتصارات للفريق بات الفريق مطية للكبار والصغار، ولم يكن أحد يتوقع أن يعالج الكرامة اهتزاز نتائجه وضياعه بالصحوة المفاجئة على تشرين وسط دياره، فرفعت هذه الخسارة أكثر من إشارة استفهام، وكأننا أمام مشهد سوداوي لا يريد لتشرين أن يحقق حلمه ولا يريده كبيراً ومنافساً.
حتى الجيش الذي حقق فوزاً صعباً على الحرفيين وتصدر قائمة الدوري لم يقدم ما يقنع أو يمتع وخرج فرحاً بنجاته من فخ منصوب له بعناية، فهل هذا هو أكثر ما يتمناه فريق الجيش؟
وربما الشيء ذاته يمكننا أن نطلقه على الشرطة الذي خرج فرحاً بفوزه الصعب على الجهاد بهدف، وشتان ما بين الفريقين، فالجهاد الذي يعاني الكثير من الصعاب والترحال ومشقة السفر والعوز والحاجة وضعف الإمكانيات ومستوى اللاعبين كاد يقلب الطاولة على الشرطة لولا أن المباراة كان مقدراً لها أن تنتهي بهذا الفوز الضئيل والضعيف.
المحافظة بات أكثر الفرق التي لا تعرف له مستوى ولا يمكن أن تراهن عليه، فكل يوم بثوب جديد وأداء محير، فمن فريق يفوز على الجيش يعود ليخسر على أرضه مع الطليعة ثم النواعير وقبلها مع الحرفيين؟ أليست هذه مفارقة عجيبة، والدوري لم يعد يؤمن هذه الأيام بمقولة الفرص الضائعة، فما فائدة عشرات الفرص الضائعة إن لم تتمكن من استثمار واحدة، على حين يفوز منافسك بفعل هدف ملعوب وآخر من مرتدة؟
النتيجة الطبيعية التي انتهت كانت تعادل المجد مع حطين بهدف لمثله، والمباراة كانت طبيعية ومارس المجد هوايته بالتسجيل في الوقت المتأخر تداركاً لخسارة بغير أوانها.
وبعد كل هذا يبقى السؤال مشروعاً: ماذا أفادت الملايين في الدوري؟ هل هو صرف بغير مكانه؟
إذا كان فريقاً مثل الاتحاد يتعادل مع الحرفيين وحطين والوثبة وكلها من فرق الظل، فماذا أفادته الملايين التي صرفها على شراء لاعبين مميزين من الدوري السوري ومن خارجه، ومثله فريق الوحدة والجيش وتشرين.
بعد تسع مباريات خسر الوحدة والاتحاد 11 نقطة وتشرين 12 نقطة، والجيش سبع نقاط من أصل 24 ممكنة، فكم ستخسر هذه الفرق حتى ينتهي الدوري؟
ما نعتقده في هذا الخصوص أن الثقافة الكروية الاحترافية غائبة عن فرقنا تماماً، المهم عندها السباق نحو شراء اللاعبين من دون أي تفكير بفائدة اللاعب من عدمه، وما حاجة الفريق للمراكز، فالوحدة على سبيل المثال كان همه خط الهجوم، فاشترى كل المهاجمين بالدوري ونسي أنه يحتاج لحارس متميز ومدافعين أو أكثر يغطون مركز الغائبين من مستوى الميداني والمصري، لذلك نرى خط هجومه هو الأقوى لكن دفاعه في خبر كان؟ فهل يعقل أن يكون دفاعه ثالث أسوأ خط دفاع في الدوري؟ وإذا كانت هذه هي حال الفريق في الدوري المحلي، فكيف سيكون حاله في بطولة الاتحاد الآسيوي؟
والحال نفسها تنطبق على بقية الفرق إنما بصور أخرى، فالجيش لا يملك مهاجمين هدافين بعد أن فرط بمن عنده ولم يستطع استقطاب هداف مميز، والحال في الاتحاد يشبه خريطة كروية غير معروفة المعالم، وفي تشرين داء مزمن لا يصلحه أمهر العطارين.
عكس الاتجاه مثلاً نجد أن النواعير انتعش لأن الداعمين هبوا إلى الفريق وباتوا يكرمون اللاعبين الذين أخلصوا للمال أكثر من ولائهم للقميص الذي يلعبون به، والمثال هذا نجده في أغلب فرقنا التي وجدت أن الاحتراف مال وبقية الأمور عليها السلام، والحلول المرشحة تدل على الثقافة الهابطة وهي ستتجه بعد حين إلى استبدال المدربين وكأن العلة بالمدربين وحدهم!
نتائج الدوري لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة حتمية للثقافة الكروية الهابطة التي يتمتع بها الدوري وفرقه بشكل عام.