موسكو دعت للتخلي عن الشروط المسبقة.. والعريضي بات وصياً على جوائز «نوبل»! … دمشق في مواجهة المعارضة ومعطلي «جنيف»
| الوطن- وكالات
يبدو أن الجمهورية العربية السورية لم تكن فقط في مواجهة المعارضة خلال المحادثات السورية السورية في جنيف بل أيضاً في مواجهة من يحاولون وضع العصي في عجلات جنيف نفسها إن كان الوسيط الأممي ستيفان دي ميستورا أو بعض الدول التي تعتبر نفسها راعية للمحادثات عندما زعموا بأن الجولة لم تحقق أي تقدم، وهو ما تصدت له دمشق والحليف الروسي بقوة، على حين كانت المعارضة تنصب نفسها كوصي على جوائز «نوبل للسلام».
وبعد تريث لأيام، وصل وفد الجمهورية العربية السورية إلى جنيف الأحد الماضي للمشاركة في المرحلة الثانية من الجولة الثامنة للمحادثات قبل أن يعود الوفد أدراجه إلى دمشق الخميس الماضي بعد اختتام الجولة التي بدا لافتاً فيها دعوة المبعوث الأممي خلال ظهور تلفزيوني له، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لممارسة ضغط على دمشق، إلا أن رئيس وفد الجمهورية بشار الجعفري كان له بالمرصاد، ووصف تصريح المبعوث الأممي خلال مؤتمر صحفي له الخميس بأنه.. «يقوض مهمته» كوسيط أممي.
موقف دي ميستورا امتد إلى إعلانه في نهاية الجولة، أنه «لم نجر مفاوضات حقيقية، ولم أر الحكومة تسعى حقيقة للحوار، هذا مؤسف»، على حين كان موقف السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو مشابهاً وكتب على حسابه في «تويتر»، أن «نظام (الرئيس بشار) الأسد لم يدخل أي مفاوضات منذ بداية الحرب الأهلية، هم لا يريدون تسوية سياسية بل يريدون القضاء على أعدائهم»، حسب زعمه، على حين دعت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت من سمتهم داعمي الحكومة السورية إلى «استخدام نفوذهم لحث النظام على المشاركة بالكامل في مفاوضات جادة مع المعارضة في جنيف».
في المقابل قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين «إن هذه الادعاءات تبين بوضوح استمرار جوقة المعادين لسورية في حملات التضليل والكذب التي اعتادوا عليها منذ بدء العدوان الذي كان ثمنه الكثير من دماء السوريين».
وأضاف المصدر: أن «وفد الجمهورية العربية السورية انخرط بشكل جدي في جلسات هذه الجولة وكان يحدوه الأمل بأن تكون هذه الجولة منطلقا للوصول إلى نتائج إيجابية إلا أن بيان الرياض والمواقف المسبقة التي تضمنها كذب كل التوقعات وتمت صياغته لهدف واحد ووحيد وهو التعطيل وإفشال هذه الجولة وذلك لأن قوى العدوان على سورية وأدواتها غير معنيين البتة باستقرار الأوضاع فيها».
وأكد المصدر، أنه على الجميع أن يدرك أن عملية جنيف هي حوار سوري سوري وبقيادة سورية وعلى المبعوث الخاص إدراك ذلك تماما وأن يسعى إلى إزالة العراقيل التي تضعها الدول والجهات المشغلة للأطراف الأخرى في جنيف والتحلي بالنزاهة والموضوعية وذلك من أجل الوصول إلى نتائج تضع حداً للأزمة الراهنة.
بدوره بحث وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف، هاتفياً مع نظيره الفرنسي، جان أيف لودريان، هاتفياً الخميس، الوضع في سورية والاتصالات الثنائية القادمة، وفقا لما كشفت وزارة الخارجية الروسية أمس، بعد تأكيد المندوب الروسي في الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين أن الجولة الثامنة انتهت دون نتائج بسبب الشروط المسبقة للمعارضة، مشيراً إلى أن وفد المعارضة جاء إلى المحادثات بموقف لا يمكن وصفه بالتفاوضي.
وشدد بورودافكين على أن موسكو لا ترى تناقضاً أو تضارباً بين مساري جنيف، برعاية الأمم المتحدة، وسوتشي الذي دعا إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمل بعقد الأخير مطلع العام المقبل، مشيراً إلى أن التصريحات التي تتحدث عن أن سوتشي يقوّض جنيف عبارة عن تخمين ومحاولة لعرقلة تنظيم المؤتمر، معتبراً أن سوتشي يصبح بعد إخفاق جنيف فرصة لا تفوت.
واعتبر بورودافكين أن «على وفد المعارضة إعلان الجاهزية لمحاربة تنظيم داعش وجبهة النصرة، ودعم وقف القتال، وإنشاء مناطق خفض التوتر، والتوقف عن وصف وفد الحكومة السورية بوفد النظام، فضلاً عن التخلي عما اعتبره شرطاً مسبقاً ألا وهو رحيل (الرئيس) بشار الأسد».
أما المتحدث باسم وفد المعارضة يحيى العريضي فقدم نفسه كأحد الأوصياء على جائزة نوبل للسلام، واصفاً المطلب الروسي بأنه «سلوك ينم على غطرسة وبلطجة».
وقال: إن استطاع بوتين تحقيق إنجاز في سوتشي فسنمنحنه جائزة نوبل للسلام!