«رويترز»: داعمو المعارضة سلموا للرؤية الروسية بشأن الحل في سورية
| وكالات
أكدت تقارير إعلامية، أن رسم خريطة الصراع في سورية يعاد رسمها بشكل حاسم لمصلحة الحكومة السورية وأن الإدارة الأميركية وحكومات أخرى كانت تؤيد المعارضة «سلمت للرؤية الروسية» لإنهاء الحرب.
واعتبرت وكالة «رويترز» في تقرير لها أنه وبعد عام من هزيمة الميليشيات في حلب استعادت قوات الحكومة بدعم من روسيا وإيران مساحات كبيرة من الأراضي مع انهيار دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم داعش الإرهابي، لافتة إلى أن محادثات جنيف «لم تتمكن من إحراز أي تقدم» على حين «روسيا تستعد لتدشين عملية سياسية برعايتها في 2018» في إشارة إلى مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري.
ووفقاً للوكالة البريطانية، فإن مسؤولاً كبيراً في الإدارة الأميركية أبلغ المعارضة أن واشنطن «وحكومات أخرى كانت تؤيد المعارضة «سلمت للرؤية الروسية» لإنهاء الحرب»، على حين تؤكد دمشق المسار الروسي. ونقلت الوكالة عن مسؤول سوري في دمشق قوله: «من الواضح أن هناك مساراً… والروس يشرفون عليه»، وأضاف: «هناك تحول في مسار الأزمة في سورية. تحول كبير نحو الأفضل».
وقالت «رويترز»: إنها لا ترى «أي مؤشر إلى أن الرئيس الأسد على استعداد للتنازل أمام المعارضة»، على حين سمحت الحرب أيضاً لحليفته إيران بتوسيع نطاق نفوذها الإقليمي «الذي لن تسمح طهران بتقويضه من خلال أي تسوية في سورية».
وأقر التقرير بأن الجيش العربي السوري يسيطر حالياً على القسم الأكبر من سورية تليه الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة التي تسيطر على جزء كبير من شمالي وشرقي سورية وتركز بشكل أكبر على تعزيز حكمها الذاتي للمنطقة وليس على محاربة دمشق.
ونقل التقرير عن السفير الدانمركي السابق لدى سورية رولف هولمبوي قوله: «من الواضح أن الحرس الثوري يشعر أنه فاز في هذه الحرب وأكثر ما يحرص عليه التيار المحافظ في إيران هو التكيف مع (الرئيس) الأسد وعلى هذا الأساس فإن من الصعب بعض الشيء توقع إمكانية تحقيق أي تقدم حقيقي». واعتبر التقرير، أن كفة الحرب بدأت تميل لمصلحة الرئيس الأسد منذ عام 2015 عندما أرسلت روسيا قواتها الجوية لمساعدته، وازداد موقفه قوة هذا العام، مع إبرام روسيا اتفاقات مع تركيا ومع الولايات المتحدة والأردن احتوت الحرب في الغرب وهو ما ساعد الرئيس الأسد بشكل غير مباشر على التقدم في الشرق كما أوقفت واشنطن مساعدات عسكرية كانت تقدمها لجماعات معارضة (مييلشيات).
في المقابل اعتبر التقرير أن حكومات غربية ما زالت تأمل إحداث تغيير في سورية عبر ربط تقديم المساعدات لإعادة الإعمار بعملية سياسية ذات مصداقية وتؤدي إلى «انتقال حقيقي»، على حين تسعى روسيا إلى عقد مؤتمر للسلام خاص بها تستضيفه في منتجع سوتشي بهدف «صياغة دستور جديد ثم إجراء انتخابات».
ونقلت «رويترز» عن «معارض سوري بارز»: إن الولايات المتحدة ودولاً أخرى دعمت القضية مثل السعودية وقطر والأردن وتركيا لكنها سلمت لرؤية روسيا ومن ثم فإن المحادثات الأساسية ستكون في سوتشي وليس جنيف.
وأضاف: «القاعدة هكذا فُهمت، عن طريق الحديث مع الأميركيين ومع الفرنسيين ومع السعوديين ومع الدول كلها. واضح أن الخطة هكذا ولا دولة تعارض الحل» لأن العالم بأسره سئم من تلك الأزمة.
وتشمل الاقتراحات وفق «رويترز» تشكيل حكومة جديدة لإجراء انتخابات ستشمل اللاجئين السوريين، لكن المعارض قال: «التسلسل الزمني: ستة أشهر.. سنة.. سنتان أو ثلاث هذا مرهون بمدى التفاهم الدولي بين الأميركيين والروس… قد يتغير كل شيء إذا اختلف الأميركان والروس اختلافاً كبيراً يمكن تنقلب كل الطاولة».
المحلل لدى مجموعة الأزمات الدولية نوح بونسي، اعتبر في التقرير أن روسيا جادة بخصوص تحقيق تقدم من خلال العملية السياسية، ولكن بشروطها، معتبراً أن قضية أكراد سورية من بين القضايا التي أشارت فيها روسيا وإيران إلى أهداف مختلفة، على حين رأى التقرير أن دمشق تستمر في إصدار تحذيرات للأكراد و«قد تواصل تركهم وشأنهم مع مواصلتها حملات على آخر جيوب تسيطر عليها المعارضة في غربي سورية».
وعن الوضع في جنوبي غربي سورية اعتبر التقرير أن عوامل مختلفة أبرزها إصرار «إسرائيل» تحدد إبقاء القوات التي تدعمها إيران بعيداً عن حدودها وهو ما قد يؤدي إلى رد عسكري إسرائيلي.