سورية

هلع في صفوف الإرهابيين الأجانب بإدلب وخشية من تكرار سيناريو داعش والحكومة التركية «التي ليس لها أمان»

 إدلب- الوطن : 

يسود حال من الهلع في نفوس المسلحين غير السوريين في إدلب وخصوصاً من فرعي تنظيم القاعدة «جبهة النصرة» و«جند الأقصى» خشية تخلي الحكومة التركية عنهم بعد استنفاد الغرض من وجودهم أسوة بزملائهم من تنظيم داعش الإرهابي الذي انقلبت عليه أخيراً.
مصادر معارضة مقربة من «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي جرى «تعويمها» على حساب «النصرة»، أكدت لـ«الوطن» أن المسلحين الأجانب يتداولون فيما بينهم معلومات مسرّبة عن عزم حكومة تصريف الأعمال التركية «العدالة والتنمية» التضحية بهم على غرار «الداعشيين» في حلب وأن القناعة التي ترسخت في أذهانهم تقول إن «الحكومة التركية ليس لها أمان».
ونقل أحد المصادر عن قادة عسكريين في «النصرة» وحليفتها «جند الأقصى» أنهم باتوا كبش فداء ستضحي بهم تركيا على مسرح المتغيرات الدولية المتسارعة في محاربة الإرهاب لمصلحة تشكيلات عسكرية سوّقت على أنها «معتدلة» وقد تكون مقبولة من الغرب مثل «أحرار الشام»، ولذلك هناك اتجاه خفي راح يظهر إلى العلن كنوع من التهديد بمبايعة داعش على الرغم من حملات تصفية خلاياها «النائمة».
وعزت المصادر حرب «التصفيات» المتبادلة التي طالت وستطول قادة عسكريين في «النصرة» و«جند الأقصى» ومجموعات محسوبة على «أحرار الشام» إلى التوجس الذي يسود المشهد الإدلبي من تحولات كبيرة ستشهدها لجهة التضحية بالمسلحين غير السوريين وتدخّل أجهزة استخبارات إقليمية وغربية على هذا الخط، ما دفع إلى ردود فعل وفتاوى شرعية تكفيرية بحق كل طرف وإلى اصطفافات جديدة ستتبلور قريباً وتؤدي إلى مزيد من التفرقة والتشرذم لدى المجموعات الإرهابية المسلحة التي باتت غير قادرة على حكم إدلب بعد حركات التمرد والمظاهرات المستمرة من السكان ضدها.
وعلمت «الوطن» من مصادر أهلية في المناطق الحدودية مثل سرمدا وحارم ودركوش وسلقين أن حركة مغادرة المسلحين الأجانب عبر الحدود التركية تكثفت في الأسبوع الأخيرة وأن حرس الحدود التركي يحول دون ذلك بإطلاق النار عليهم بعد أن سهل قدومهم وإمدادهم لوجستياً لقيادة المعارك التي شهدتها المحافظة في وقت سابق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن