ناشئو الوحدة أبطال كأس الاتحاد.. وعبد الحي يؤكد: سلة الوحدة بخير

| مهند الحسني

قرأنا في كتب التاريخ أن الإنسان حاصد لما يزرعه، وإذا طبقنا هذه المقولة على سلة ناشئي الوحدة، فإننا نمنحه علامة عشرة على عشرة، ليس لمجرد أنه حقق لقب كأس الاتحاد للمرة الثالثة على التوالي، وإنما للأسباب التي أوصلته إلى تحقيق هذا الإنجاز، فبعد سنوات كانت أشبه بالعجاف لسلة الوحدة على صعيد الفئات العمرية، وجدت الإدارة أن العودة لحصد الألقاب وبناء جيل سلوي مشرق، واعتلاء منصات التتويج لن يكون فقط بفتح باب التعاقدات، وضم لاعبين من غير أندية، وإنما بالعودة لنقطة الصفر، والعمل على قواعد اللعبة ضمن خطط ممنهجة ومدروسة على أن يقوم فريق مؤهل بتنفيذ هذه الخطط على أرض الواقع، فتحول النادي إلى ورشة عمل، تحت شعار «محبة النادي فوق كل شيء» فتوافرت النيات الصادقة، والهمة العالية، والتنفيذ الدقيق لحين بدأ النادي يقطف ثمار جهوده اليانعة ابتداءً بتحقيق لقب كأس الاتحاد للناشئين، ولعب الفريق ثلاثة نهائيات في بطولة الدوري، وهذا كان نتاجاً لجهود مضنية كبيرة بذلتها الإدارة على مدار أعوام ثلاثة، فأكدت سلة الوحدة حسن خطواتها الاحترافية، وبأن سلة الوحدة تسير على السكة الصحيحة، والمستقبل سيكون لها لا محالة.

إنجاز غير مسبوق
عزف ناشئو سلة الوحدة سيمفونية جميلة في كأس الاتحاد، وقدم الفريق أجمل عروض له، بعدما قلب كل التوقعات، وقلب الأمور رأساً على عقب، بعد أن اغتنم رياح الحظ، وحقق معادلة الأداء والنتيجة ذكرتنا بأداء وإنجازات البرتقالي أيام الخوالي، حيث بلغت مجموعته درجة الإقناع والإمتاع، حيث رسم اللاعبون لوحة جميلة في صالة الفيحاء زينتها أبراجهم العالية، وحقق اللقب عن جدارة واستحقاق للمرة الثالثة في إنجاز غير مسبوق لم يحققه أي ناد في هذه الفئة العمرية المهمة، التي تعد اللبنة الأساسية لسلة الوحدة في المواسم المقبلة لكون الفريق يضم لاعبين متميزين سيكون لهم شأن كبير في ميادين السلة.

أصحاب الإنجاز
مثل ناشئي الوحدة هذا الموسم كل من جاد قوطرش، غيث أيوبي، صلاح فتال، عبادة الميداني، عدي حمد، مجد شلبي، أنور أبو شعر، بلال الأسود، عمار الغميان، عبدالله مسلماني، جواد غيبة، أحمد كنعان، محمد العبد.

لوحة جميلة
بعد تتويج الفريق بكأس الاتحاد هذا الموسم، ارتأى اللاعبون الصعود إلى مدرجات صالة الفيحاء، وإهداء الكأس للاعبنا الدولي أنور عبد الحي الذي تجاوز مرضه، وأصر على حضور اللقاء، وقدموا له الكأس في بادرة جميلة، عبد الحي بدوره صافح جميع اللاعبين مهنئاً إياهم على ما قدموه في هذه البطولة، ومتمنياً لهم الاستمرار بمشوار التألق، وتحقيق لقب بطولة الدوري هذا الموسم.

تكريم قادم
التكريم ومعانيه لا يدرك حقيقته سوى من يقف على منصات التتويج، لذلك وتشجيعاً لما حققه الفريق، وعدت إدارة نادي الوحدة بإقامة حفل تكريم للاعبين في الأيام القليلة القادمة، وتقديم مكافآت مالية تقديراً للإنجاز الذي حققوه للنادي.
«الوطن» على هامش هذا الإنجاز التقت المدرب صاحب الإنجازات المشرقة لسلة الوحدة إياد عبد الحي وأجرت معه الحوار التالي:

كيف تحقق هذا الإنجاز للمرة الثالثة على التوالي؟
هذا لم يأت عن عبث، وإنما نتيجة تضافر العديد من الجهود، والمتابعة الحثيثة للفريق، نحن بدأنا تحضيراتنا منذ شهر حزيران الفائت عبر حصة تدريبية يومية، اعتمدنا منذ البداية على رفع المهارات الفردية للاعبين بعيداً عن التكتيك الجماعي، وكان لدينا خمسة وثلاثون لاعباً مروا عبر مراحل حتى تمكّنا من انتقاء خمسة عشر لاعباً مثلوا النادي في هذه البطولة.

هناك لاعبون سوف يترفعون لفريق الشباب فهل سيؤثر على نتائج الفريق؟
لا أبداً نحن الموسم الماضي حققنا اللقب، وتم ترفيع سبعة لاعبين لفريق الشباب، ولم نتأثر بل على العكس قدمنا مستويات رائعة، وهذا الموسم سيتم في نهايته ترفيع ستة لاعبين لفئة الشباب، ولدينا البديل المناسب في جميع المراكز.

هل كنت تتوقع أن تحقق اللقب رغم وجود منافسة قوية؟
نحن حضرنا الفريق بشكل جيد، واللاعبون وصلوا للجاهزية الجيدة، ولديهم حماسة وتصميم على تحقيق اللقب، ولعبنا بطريقة جيدة، ونجحنا في الحفاظ على اللقب.

أي من الفرق أعجبك من الأندية المشاركة؟
بصراحة كان هناك منافسة قوية، فجميع الفرق محضرة بشكل جيد، وتضم لاعبين من مستوى عال، لكن فريقي الحرية وحطين كانا الأفضل، فهما يضمان لاعبين على مستوى القطر، وخاصة حطين، وأنا أوجه رسالة لاتحاد السلة بأن يعمل على هؤلاء الشباب عبر تجمع أسبوعي أو نصف شهري، فلدينا أكثر من عشرين لاعباً في هذه الفئة من مستوى عال ومن أصحاب القامات الطويلة، فما المانع من العمل عليهم كما تعمل السلة الإيرانية التي وصلت للعالمية.

هل سلة الوحدة تبشر بالخير؟
قواعد سلة الوحدة جيدة، وتسير بخطا واثقة، وأكبر دليل نتائجنا على صعيد جميع الفئات العمرية التي تدعو للتفاؤل.

لماذا لا نراك مدرباً لمنتخبات الفئات العمرية رغم إنجازاتك؟
ليس لدي جواب لأنه برسم لجنتي المدربين والمنتخبات في اتحاد السلة.