محال جديدة في المزة وباعة البسطات يعارضون
| محمود الصالح
خلال فترة قصيرة استطاعت محافظة دمشق أن تعيد سوق المزة للخضار إلى دوره المطلوب بعد أن بقي سنوات طويلة عبارة عن مأوى للقوارض ومكبا للقمامة. نقول ذلك في معرض متابعتنا لواقع أسواق الخضر في مدينة دمشق والتي استطعنا رصد بعضها خلال جولة ميدانية على هذه الأسواق وتبين لنا أن أنشط الأسواق هو سوق مساكن برزة وهو الأكثر تنظيما لأنه لم يتوقف عن العمل وبقي مستمراً منذ إنشائه، خلال زيارتنا لهذا السوق يوم الجمعة حاولنا التعرف إلى المشرف عن السوق لكنه لم يكن موجودا لكن من وجد من أصحاب المحال فتح أبواب محله للعمل في يوم العطلة المعتادة أكد أن العمل في هذا السوق منظم وجيد ولا ملاحظات سلبية، ويلاحظ أن الأسعار أقل من باقي الأسواق وهناك بضائع جيدة، أما الباعة الذين ينتشرون في محيط السوق على عربات أو بسطات على الأرض فقد اعترضوا على التضييق الذي تقوم به البلدية وشرطة المحافظة ومنعهم من العمل في الشوارع العامة بالرغم أنهم يبيعون نفس البضاعة في السوق ولكن بسعر أقل.
في سوق الكيكية في ركن الدين كانت معظم المحال مغلقة لكن يبدو أن هذا السوق على الرغم من أنه صغير ومحاله كذلك ضيقة إلا أنه يشهد نوعاً من التنظيم، الحقيقة أن المشهد الصادم كان في سوق التضامن هذا السوق المؤلف من عدد كبير من المحال يتجاوز 100 محل تقريباً وجميعها مخربة من دون أسقف وأبواب لأغلب هذه المحال بالرغم أن السوق يقع في مكان متميز في منطقة تجارية تشهد حركة كبيرة وتحيط به محال للأهالي تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين.
حاولنا أن نتعرف إلى أسباب عدم استثمار هذا السوق من مدير الأملاك باسم سلهب الذي أكد أنه في مرحلة من المراحل خلال الفترة الماضية لم يكن أحد يرغب في استثمار هذه المحال وخلال الأزمة تعرضت أجزاء من هذه المحال للسرقة، وتعتزم المحافظة من خلال مديرية الصيانة إعادة تأهيل هذا السوق خلال الفترة القريبة.
وبالعودة إلى سوق المزة للخضار فقد تمت إعادة تفعيل معظم المحال في السوق بعد أن تم منع بيع الخضار على الرصيف في طريق الكنيسة الشيخ سعد هذا الطريق الذي كان المواطنون يعانون كثيرا خلال المرور بسبب وجود مئات العربات والبسطات، حتى أصحاب المحال في هذا السوق تركوا محالهم ووضعوا بضاعتهم على الرصيف وجزء من الطريق.
وحتى لا نتهم أننا لا نرى إلا النصف الفراغ من الكأس فإننا نؤكد أن الإجراءات التي أخذتها محافظة دمشق فيما يتعلق بضبط سوق الخضار في المزة كانت فاعلة وذات جدوى، وتم من خلالها تفعيل السوق ومنع البيع على الطريق بالرغم أن هذه الإجراءات لم تعجب الكثير من الباعة وخصوصا الذين تضرروا من إنشاء محال جديدة في الساحات الفارغة في السوق والتي سوف تستفيد منها أكثر من 24 عائلة شهيد وهذه المحال سوف تضاف إلى المحال القديمة البالغ عددها حوالي 100 محل. مهم جدا أن يتم وضع ضوابط الاستثمار في مثل هذه الأسواق وخاصة وجود عمال تنظيفات وتركيب أجهزة إنارة وكاميرات مراقبة وخصوصاً أن هناك مشرفاً لهذه الأسواق يمكن أن يشكل عامل ضبط لكل التجاوزات التي يمكن أن ترتكب في هذه الأسواق.