سورية

انخرط في حملة تلميع «الأحرار»…الخوجة يقر بفشله في تحقيق آلية التوافق داخل الائتلاف

 وكالات : 

انخرط رئيس الائتلاف المعارض خالد الخوجة في حملة تلميع حركة «أحرار الشام الإسلامية» ذات الجذر القاعدي، والمتحالفة مع «جبهة النصرة» فرع القاعدة في سورية ضمن لواء «جيش الفتح».
ومثلت مقالة نشرها مسؤول العلاقات العامة في الأحرار لبيب نحاس في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قبل نحو أسبوعين، إشارة البدء للحملة التي أعقبت الفشل الذريع الذي منيت به حملة الدوحة وأنقرة لتعويم «جبهة النصرة»، من جراء المواقف التي أعلنها زعيمها أبو محمد الجولاني خلال مقابلته مع «قناة الجزيرة» القطرية. وفي مقالته، دعا نحاس الولايات المتحدة إلى التمييز بين الإسلاميين المعتدلين والإسلاميين المتطرفين والابتعاد عن المعارضة العلمانية، عارضاً عليها أن تقاتل «أحرار الشام» تنظيم داعش، وأكد عدم اعتراضها على الديمقراطية لكنه أعرب عن تمسكها بهويتها الإسلامية.
وكشف الخوجة في حديث صحفي، أن حركة «أحرار الشام» كانت دائماً ممثلة في اللقاءات التشاورية للائتلاف، مشيراً إلى أن الجهود ركزت على أن تكون الحركة جزءاً من القرار السياسي للمعارضة، وجزءاً من «جيش الوطن» الذي يُزمَع الائتلاف تشكيله من فصائل المعارضة.
ونفى أن تكون آراء النحاس قد جاءت «بشكل مفاجئ» مشيراً إلى أن تلك الآراء بدأت مع «استلام القيادة الجديدة للحركة (في إشارة لأبي جابر الشيخ، خليفة أبي عبد الحموي، الذي قضى مع عشرات القيادات من الحركة في انفجار غامض العام الماضي)، واختلاف منحاها بانحياز طيف واسع منها إلى التيار السوري العريض». وأكد دعم الائتلاف لـ«توجه الحركة الجديد من خلال لقاءات تشاورية شارك فيها الأخ لبيب، وندعو باقي الفصائل لتنحو منحى الحركة، لأننا من دون تيار وطني وأرضية مشتركة بعيدة عن الأدلجة وعن المناطقية لا يمكن أن نُسرّع في حقن الدماء».
وقال رئيس الائتلاف: إنه ناقش العديد من القضايا مع متزعم ميليشيا «جيش الإسلام» زهران علوش في تركيا التي زارها مؤخراً، مبيناً أن اللقاءات معه كانت «مثمرة»، وأن علوش كان «منفتحاً تماماً» سواء حول طرح الائتلاف الوطني الجامع لكافة أطياف الشعب السوري أو قبول تداول السلطة أو من ناحية توحيد الجهود العسكرية تحت مظلة مشتركة. واعتبر تشكيل القيادة العسكرية «أمراً سورياً بحتاً» ولا يوجد لأي دولة «صديقة» مشاركة في هذا الإطار، في رد على اتهامات من بعض المجموعات المسلحة لتركيا بالتدخل في هذا الموضوع.
ورحب الخوجة ببداية العمليات التركية على داعش في سورية، معتبراً أن حرب أنقرة ضد الإرهاب على الحدود السورية التركية ومواجهتها داعش أو المجموعات الإرهابية الأخرى سيكون له تأثير إيجابي سواء على ميليشيا «الجيش الحر» أم على «توحيد الجهود لتشكيل القيادة العسكرية العليا».
وأقر خوجة بفشله في تحقيق آلية التوافق داخل الائتلاف، مؤكداً صعوبة الأمر لأن لكلّ مكون اتجاهاً سياسياً أو إيديولوجياً أو ربما مناطقياً مختلفاً عن الآخر. واعتبر أن الائتلاف، وقبله المجلس الوطني، «يناسب الديمقراطيات المستقرة، وليس الحالة الثورية»، مبيناً أن «الائتلاف عبارة عن برلمان ولا يمكن أن نطلب من أحزاب أو مكونات داخله أن تتوافق على جميع القضايا، وهناك خطأ بنيوي في جمع كافة القوى الثورية تحت مظلة الائتلاف، ولكن هذا الواقع الذي نعايشه وسنستمر ضمن هذه المعطيات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن