رياضة

اتحاد السلة مطالب بإعادة ترتيب السلة الأنثوية

| مهند الحسني

إذا كانت منتخبات رجالنا متراجعة ومترهلة، فإننا اكتشفنا ذلك عبر المستوى الهزيل والنتائج العلقمية على مدار السنوات العشر الأخيرة، أما سلتنا الأنثوية فما زالت في عالم النسيان، ويبدو أن وصفات الاتحادات المتعاقبة في علاج الأمراض المزمنة لها لم تنفع ولم تجد، لأن مشكلتها لم تكن من الطبيب، وإنما في المريض الميئوس من حالته، والذي تضافرت عليه عوامل الهرم والمرض، فبات العلاج صعباً، وغير مجدٍ، وإمكانية العودة إلى وضعه الطبيعي أمر شبه مستحيل على ضوء حالة التراخي والإهمال التي تشهدها اللعبة في السنوات الخمس الأخيرة.
تراجع السلة الأنثوية لم يأت من عبث، وإنما نتيجة عوامل وأخطاء كثيرة، ويأتي في مقدمها غياب جيل من اللاعبات المتميزات اللواتي سطرن أسماءهن بماء من ذهب، يوم كان لدوري السيدات نكهة تنافسية كبيرة تمتلئ مدرجات الفيحاء لأجلهن، والمنتخب في تلك الفترة كان في حالة استعداد دائمة، ومشاركاته الخارجية قائمة وكل شيء متوافر، إضافة إلى وجود أهداف وإستراتيجيات لمشاركاته مع الحفاظ على استقرار روزنامة نشاط المسابقات المحلية التي كانت مفعمة بالمباريات القوية والكثيرة التي تعود بالفائدة.
ما زالت اللجنة الأنثوية في الاتحاد بحاجة إلى تفعيل، وخاصة بعدما شهدت استقالة رئيسها قبل أيام، والتي من المفروض أن يؤسس عليها لانطلاقة أقوى في عمل هذه اللجنة، الأمر الذي أثر سلبياً على واقع اللجنة، وزاد الطين بلة، لأن اللجنة لم تجتمع منذ أشهر، ولم يكن هناك أي شيء يلوح بالأفق يدعو للتفاؤل برؤية خطوات عمل صحيحة للعبة.
الدوري المحلي كشف هذا الموسم عن وجود لاعبات صغيرات من مستوى عال يتمتعن بمهارات قوية ومميزة، لكنهن بحاجة إلى الرعاية والصقل بطريقة جيدة، فما المانع من تشكيل منتخب نواته لاعبات صغيرات، والعمل عليه للمستقبل بهدوء وترو ضمن برنامج علمي مدروس تضعه لجنة المنتخبات الوطنية، وتعيين كادر وطني مؤهل ومختص يشرف على قيادته، ولن يكلف تحضير هذا المنتخب الكثير من الأموال، لكون تجميعه سيتم ليوم أو يومين كل عشرة أيام، فذلك أفضل من الوقوف على الأطلال والتغني بأمجاد الماضي والتحسر على ما فات، وإلقاء اللوم على الظروف وشح الإمكانات.
اتحاد السلة بحاجة إلى شحنة تخرجه من عنق الزجاجة التي وضع نفسه فيها بخصوص السلة الأنثوية، وعليه أن يستغل العلاقة الطيبة التي تربطه بالمكتب التنفيذي الذي يدعم اللعبة بشكل عام، ويضع خططه التطويرية أمامه، على أمل إعادة إنعاش اللعبة التي وصلت إلى حد الهاوية.
لن نطالب اتحاد السلة أن يخرج الزير من البير، وأن يعيد اللعبة لألقها في يوم وليلة، فجميعنا يعرف الظروف التي تمر بها البلاد، وصعوبة العمل في مناخات غير ملائمة للعمل والتطوير، لكن أن يبقى مستكيناً للظروف فهذا الذي لن نقبل به في المرحلة الحالية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن