تفاقم التوتر في صفوف داعش في جنوب دمشق وحملة اعتقال تطول قياديين
| موفق محمد
تفاقمت حدة التوتر في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الحجر الأسود معقل التنظيم الرئيسي في جنوب دمشق بعد الخلافات التي نشبت في صفوفه، وتزايد حالات الهروب التي يقوم بها مسلحوه.
وتحدث لـ«الوطن» مصادر أهلية في جنوب دمشق تخرج إلى العاصمة بين الحين والآخر عن حالة استنفار غير مسبوقة في صفوف جهازه الأمني وانتشار كثيف لهم في المنطقة.
ولفتت المصادر إلى حملات اعتقال مكثفة يقوم بها أمنيو لقيادات ومسلحين طالت العشرات.
وكانت ذات المصادر أكدت لـ«الوطن» قبل يومين أن «الخلافات بين قياديي ومسلحي التنظيم هي أبرز ما يميزه في هذه الأيام».
وقالت المصادر حينها: «إنه وبعد إنهاء وجود التنظيم في الرقة ودير الزور وكذلك في العراق سيطرت حالة من التخبط عليه في الحجر الأسود ومخيم اليرموك، فلم يعد التنظيم تنظيمين في الحجر وآخر في اليرموك بل كل مجموعة منه باتت تشكل تنظيماً منفرداً بسبب انسداد الأفق أمامه وشعوره بأنه يعيش آخر أيامه في جنوب دمشق، ونشوب الخلافات بين قيادات هذه المجموعات ومسلحيها»، لافتة إلى أن مسلحي مجموعات داعش، «باتوا يتحينون الفرص للهروب إلى جنوب البلاد أو تسليم أنفسهم إلى قوات الجيش العربي السوري»، لافتة إلى حصول العديد من حالات الهروب.
ويتقاطع حديث المصادر الأهلية أمس مع تقارير صحفية تحدثت عن انتشار أمني كثيف لتنظيم داعش في الحجر الأسود، وإلقاء القبض على مجموعة مكوّنة من ثمانية مسلحين مقرّبة من أمير الحجر الأسود الملقب «أبو هاشم الخابوري» وذلك أثناء محاولتها الهروب من المنطقة باتجاه جهة مجهولة.
وبحسب التقارير فإن اشتباكاً بالأسلحة الخفيفة جرى بين مسلحي التنظيم والمجموعة الهاربة سقط على إثرها جريح من مقرّبي الخابوري.
وذكرت التقارير أسماء المجموعة وهم: «وسام محمود – صدام الحمصي – طارق خابور- أبو زيد تضامن – أبو أحمد غبش – أبو جعفر حجيرة وشخصان آخرون».
وأشارت إلى أن أكثر من أربعين مسلحاً من التنظيم خرجوا تباعاً عبر مجموعات منذ الشهر الماضي، ليجري اليوم، اجتماع خاص بين قياديي التنظيم وأمرائه الأمنيين للاتفاق على وضع حدّ للخروقات الحاصلة بصفوف التنظيم واستمرار هروب مسلحيه.
وقبل أيام هرب عدّة مسلحين من التنظيم من أقارب الخابوري، عبر حاجز بردى، وهم: «عمار غبش الملقب أبو حمزة، أبو سليمان، أبو حبيب، بقيادة أبو ريما البحتري، ياسر أبو عمار وعزو (ابنا شقيق الخابوري)، رضوان أبو علي، أبو حميد، صدام، العربي، أبو البراء، أبو كاسم حمد»، على حين لم تُعرَف الجهة التي خرجوا إليها، بحسب التقارير التي رجحت ارتفاع العدد خلال الأيام القادمة بسبب تفاقم الخلافات في صفوف التنظيم.
كما رجحت التقارير، أن يكون سوء الأحوال الماديّة هو ما يدفع بمسلحي التنظيم إلى الهروب، حيث يقوم التنظيم بتوزيع راتب شهري قدره خمسة آلاف ليرة سورية بدل طعام للمتزوجين فقط؛ مع استمرار انقطاع الرواتب عنهم للشهر السادس وبعض المسلحين يلجؤون لبيع الذخيرة والسلاح لأجل العيش.