رياضة

الجزيرة.. وعملية البحث عن خطوات ما بعد الصدمة!

| الحسكة – دحام السلطان

لا تزال القضية الكروية الجزراوية حديث الشارع الرياضي اليوم من أقصاه إلى أقصاه بالحسكة، بعد خيبة الأمل الكبيرة والباهظة الثمن التي خلّفها الفريق في دوري التجمّع الأول، حين خرج من مولده بلا «حمّص» وبنقطة هزيلة يتيمة وبائسة من تعادل أبيض مع الخابور ومن سقوط أسود أمام عامودا! وبهاتين النتجيتين بات فريق الجزيرة وبنسبة عالية جداً في مهب الريح وخارج الحسابات، ليعيش على أمل الاحتمالات الخاسرة التي ستكون رابحة وبصف عامودا لا محالة وإلى حد بعيد بطل التجمّع الأول!

معادلة صعبة!
هذه التداعيات الجزراوية المزعجة وضعت عقول الجزراويين في باطن أكفهم، أمام هذه المعادلة الصعبة التي ثبّتت جزيرتهم داخل جدران مجسّم الزجاجة ولم تتمكن من إخراجها بعد من عنق تلك الزجاجة! ومن ثم فإن حملة اللغط الجارية اليوم على قدم وساق على خلفية تلك التداعيات، وما أفرزته من تبادل للتهم وتقاذف للمسؤوليات داخل الوسط والبيت الجزراوي بين الإدارات نفسها سبق وفيمن لحق من ناحية، وبين الجمهور المسكين المغلوب على أمره والحائر والمحتار بجزيرته المنكوبة باتجاه تلك الإدارات مجتمعة من ناحية أخرى! والتي فقد النادي بفعلها واجهة ونظارة ألعابه التي يشجّعها، باعتبارها الإدارات المتعاقبة على النادي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وما نتج عن تلك الإدارات من أجهزة فنية وتدريبية رديئة ولم تكن على قدر المستوى وبحجم المسؤولية من وجهة نظرهم، معتبرين أن تلك الإدارات وأجهزتها الفنية والتدريبية جميعها هي من يتحمّل المسؤولية، بدليل أنها إدارات كانت غير مدركة لمهامها المنوطة بها، ولم تبرع إلا باللعب بالبيضة والحجر! والعبث بمشاعر الرياضيين وبالنتيجة فإنها هي من ضيّع النادي وأهدر كوادره و»بعزق» لاعبيه هنا وهناك، وكان آخرهم جميع اللاعبين الذين خاضوا موسم الهبوط مع الجزيرة من الدوري الممتاز إلى دوري الدرجة الأولى! وبالتالي فقد أكدت تلك المطالب اليوم ضرورة محاسبة تلك الإدارات التي قضت على النادي وقهرت آمالهم وحطمت أحلامهم!!

دوامة غامضة!
في الموقف الجزراوي الآني، أصبح النادي اليوم في موقف ووضع لا يُحسد عليهما، وتدور كل مسلّماته في دوامة فلكية غامضة غير معلومة الأرقام وحتى حجم النتائج في المحددات والأهداف في المدى المنظور اليوم، ومع ذلك ورغم كل ما حصل في النادي فإن معظم كل تلك الإدارات ومن خلال بعض أعضائها الواهمين عبثاً، ممن نسبوا لأنفسهم النجاحات الكرتونية لا يزالون مصرّين على أنهم هم المخلصون الوحيدون والأبناء النجباء لنادي الجزيرة بشكل مثير للخجل والدهشة لدرجة الضحكات والهستيريا، قبل أن يسألوا أنفسهم أنهم قد وقّعوا وختموا للنادي صك السقوط في المحرقة، وباتت أموره كلها تحتاج إلى قدرة قادر لإعادة ترميم جدرانه وترتيب أوراقه والبناء من جديد ومن نقطة الصفر، في ظل ظروف قاهرة وعصيبة تحتاج إلى حلم وتخطيط وإعادة هيكلة ورسم خطط واستراتيجيات للمدى البعيد والطويل للعودة بالنادي إلى الواجهة الذي لم يبق منه إلا اسمه، وفي ظروف لا تسمح لأحد أن يدخل في معادلة خاسرة سلفاً! فالجزيرة وبصريح العبارة، ولكي يتمكن من الوقوف على قدميه وفق الاستراتيجية التي تنظر إليها القيادتان الرياضية والرسمية بالمحافظة، فإن كل المعايير والمقاييس ستظل خجولة وقاصرة أمام واقع كهذا، ولن يكون ذلك الواقع المفترض في صف رياضة النادي على الإطلاق، إن بقي التفكير ارتجالياً وغير مخطط له بالمعاني الدقيقة لانتشال ما بقي انتشاله من نادي الجزيرة من الغرق بعد ترحيل الواقع الإداري والفني التقليدي برمته بعيداً، وهذا لن يكون إلا بلم الشمل ورأب الصدع وفتح صفحة جديدة مع جميع أبناء النادي البعيدين قبل القريبين وهذا في الخطوة الأولى! وللحديث بقية مع الخطوات التالية!!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن