بلجيكا تعلن أن استرجاع مواطنيها الدواعش «ليس على جدول الأعمال» … بوتين: الإرهابيون في آسيا الوسطى والشرق الأوسط يهددون رابطة الدول المستقلة
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الإرهابيين من آسيا الوسطى والشرق الأوسط باتوا يشكلون تهديدا على رابطة الدول المستقلة، في حين حذر مدير مكتب الأمن الفدرالي الروسي الكسندر بورتنيكوف من أن الإرهابيين الدوليين الذين هزموا في سورية والعراق بدؤوا بإعادة تجميع قواتهم والتمركز في أفغانستان.
وأعلنت بلجيكا أن استرجاع مواطنيها في تنظيم داعش «ليس على جدول الأعمال».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بوتين قوله في رسالة ترحيب بالمشاركين في الاجتماع الـ43 لمجلس رؤساء الهيئات والأجهزة الأمنية الخاصة في رابطة الدول المستقلة المنعقد في موسكو تلاها مدير جهاز الأمن الفدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف: «من الواضح أن الوضع القائم في العالم يتطلب البحث عن سبل أكثر فعالية للتعامل مع التحديات والتهديدات العالمية»، مشدداً على أن الخطر الأساسي على رابطة الدول المستقلة صادر عن «التنظيمات الإرهابية الناشطة في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا».
وأضاف: إن «الإرهابيين يحاولون استخدام هذه المناطق كجسر عبور للتوسع ويعملون على تجنيد وتدريب إرهابيين جدد وإرسالهم إلى دول أخرى لزعزعة الاستقرار فيها».
وشدد بوتين على أهمية أن تعزز الأجهزة الأمنية في الدول الشريكة التعاون وتطوير نهج منسق لحل المشكلات العاجلة وتقاسم الخبرات المهنية والمعلومات التحليلية بشكل أكثر فاعلية فضلا عن تطوير التفاعل مع هياكل المجتمع المدني.
وفي السياق، نقلت «سبوتنيك» عن بورتنيكوف قوله في اجتماع لمجلس رؤساء أجهزة الأمن والمؤسسات الأمنية الخاصة في رابطة الدول المستقلة: إنه «بعد الخسارة التي منوا بها وهزيمتهم عسكرياً في سورية والعراق بدأت المنظمات الإرهابية الدولية بتجميع القوات والعتاد وإرسال الأموال من الشرق الأوسط».
وأوضح المسؤول الروسي أن أفغانستان أصبحت المركز الرئيسي لتجمع المجموعات الإرهابية والمجرمين حيث توجد فيها بالفعل معاقل لتنظيم داعش الإرهابي محذراً من أنه لدى المسلحين القدرة على التسلل من هناك إلى أراضي رابطة الدول المستقلة.
وأشار إلى أن الإرهابيين غيروا التكتيكات التي يتبعونها في شن الهجمات الإرهابية حيث يعمل رؤساء المنظمات الإرهابية الدولية على توجيه عملائهم لتنفيذ ما يسمى بـ«الجهاد المستقل».
وحذر بورتنيكوف في وقت سابق من أنه «بعد تحرير الجيش السوري بدعم من القوات الروسية آخر معاقل داعش الإرهابي فإن المتزعمين والمسلحين أصبحوا مضطرين للبحث عن طرق لاستمرار النشاط الإرهابي على أراضي دول أخرى بما في ذلك روسيا».
في سياق آخر، قال وزير الداخلية البلجيكي جان جانبون: إن موضوع استرجاع المواطنين من المسلحين الأجانب الذين ذهبوا للقتال في سورية والعراق مع داعش «ليس على جدول الأعمال».
واعتبر أن خطر تعرض مواطنيه من المقاتلين الأجانب للإعدام «لا يغير من الأمر شيئا»، فـ«هؤلاء اختاروا طريقا مختلفا، ويعلمون أن لما قاموا به عواقب»، على حد تعبيره.
ولم يستبعد الوزير البلجيكي إرسال لجنة تحقيق للعراق من أجل استجواب مواطنيه من المقاتلين السابقين المعتقلين لدى السلطات العراقية، «أما بشأن النساء والأطفال من مواطنينا والراغبين بالعودة، فيتعين دراسة حالاتهم بشكل فردي»، على حد وصفه.
تأتي هذه التصريحات تعقيباً على مطالبة طارق جدعون وهو إرهابي بلجيكي سابق في صفوف داعش، بالعودة للبلاد والتعاون مع السلطات البلجيكية، الأمر الذي رفضته الأخيرة بحزم.
وشهد عام 2017 هزيمة تنظيم داعش الذي خسر تقريباً كامل الأراضي التي سيطر عليها، لكنه اثبت أنه يتكيف ولا يزال يشكل تهديداً كما يؤكد خبراء ومسؤولون، وفق وكالة «أ ف ب».
وقال المحلل السابق لدى قسم مكافحة الإرهاب في المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي إيف تروتينيون: إن داعش «هزم عسكريا بالتأكيد… لكنه من جهة ما زال لديه نحو 3000 مقاتل في سورية والعراق، وهذا كثير، فيما يجدر من جهة أخرى التذكير بأن الذين أتوا قبل التنظيم في العراق هزموا عسكرياً في 2009، لكن لم يستغرقوا أكثر من عامين ونصف لاستغلال ظروف الثورة السورية لينبعثوا من الرماد مجدداً».
وأضاف: إن «العملية الجراحية في العراق وسورية نجحت، لكن بحسب ما جرى في أفغانستان مع القاعدة، فإن السرطان انتشر وهناك أراض للجهاد في الخارج».