رحلة نقل خط هاتفي بين مقاسم دمشق!

| عبد المنعم مسعود

تبدو مسألة تحويل بعض مؤسسات القطاع العام إلى شركات وقطاعات ربحية بعيدة المنال في ظل تعقيدات الروتين الإداري الذي مازال يعشش في عقول بعض المديرين الذين يقولون شيئاً في حين أن الواقع شيء آخر تكشفه عند البدء بأولى خطوات معاملتك الإدارية.
مؤسسة الاتصالات ممثلة بمديرية اتصالات دمشق طالما تحدثت عن سرعة تنفيذ معاملات الزبائن وأتمتة العمل المكتبي وصالات خدمة المشتركين، التي في حقيقة الحال لم تتجاوز إطار الشعارات والتصاريح الهوائية التي تهدف إلى إظهار إنجازات ليس لها أي أساس على أرض واقع مديرية الاتصالات.
رصدت «الوطن» معاملة نقل خط أرضي من مقسم باب شرقي إلى مقسم التضامن، والذي من المفروض أن ينفذ إلكترونياً ببضع دقائق في مقسم باب شرقي وينفذ فور مراجعة صاحب العلاقة إلى مقسم التضامن كما أوضح مدير اتصالات دمشق يونس حسن في لقائنا الأول معه لمعالجة تأخر النقل، والذي استغرق الطلب فيه عشرة أيام ليصدر من مقسم باب شرقي من دون سبب واضح ووجيه!
ليعود مدير الاتصالات ويؤكد لـ«الوطن» بأن ما نقلته إليه الوطن صحيحاً وأن الشكوى محقة، وليحمل الذنب لآلية العمل وتوجب وصول الطلب ورقياً إلى المقسم المنقول إليه ليتم التنفيذ، إلا أنه وقف عاجزاً عن تفسير سبب تأخر المعاملة لمدة عشرة أيام في مقسم باب شرقي! متعهداً بالبحث بالموضوع ومحاسبة المسؤول، وباعتماد آلية جديدة بالعمل تفضي إلى تنفيذ طلبات المشتركين مباشرة وبشكل إلكتروني لتخفيف المعاناة عن المشتركين.
إلا أن الإشكالية تنتهي عند نقل الرقم إلى المقسم بعد الضغط والمتابعة فبعد تخصيص بوابة انترنت وإجراء عملية الجمبرة، وقفت مشكلة البرمجة في وجه تشغيل الخدمة للمشترك لمدة تزيد على خمسة الأيام بجهود وضغط مارسه رئيس مقسم التضامن على العاملين بتوجيه من مدير اتصالات دمشق، رغم تشدق مسؤولي اتصالات دمشق أن عملية تفعيل النت على الخط المخصص لا تستغرق أكثر من دقائق.
وفي سياق آخر بين مدير اتصالات دمشق أن سعة مقاسم دمشق تبلغ 898 ألفاً وعدد المشتركين 570 ألفاً وإجمالي البوابات 325 ألفاً مخصص منها 248 ألفاً فقط.
وبين يونس أن إمكانية تركيب بوابة وخط هاتفي موجودة عدا مناطق العشوائيات مبيناً أن الفرع يقوم بتنفيذ شبكات فرعية في دمر ومزة 86 إضافة إلى توسيع الشبكة الفرعية في مقسمي الثورة والنصر مبيناً أن مركز التضامن في الخدمة خلال العام الحالي أمن 22 ألف خط.